توقيت القاهرة المحلي 08:58:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحارب.. إبراهيم حجازي

  مصر اليوم -

المحارب إبراهيم حجازي

بقلم: حسن المستكاوي

** بكيته كما بكيت أبى وأمى وكما بكيت أعز الناس. لم يكن إبراهيم حجازى مجرد زوج شقيقتى أو فردا من العائلة. وإنما هو السند، والظهر، وهو من نلجأ إليه فى مشكلة، وهو من نجده مبادرا بالمساعدة فى مشكلة لم نطلعه عليها. حتى آخر يوم فى عمره كان مقاتلا. حاول أن يهزم الفيروس اللعين، الذى أصاب جسده. وحاربه بقوة، حتى وهو غائب عن وعيه كنت أشعر بأنه يقاوم، ويحاول. إلا أن أمر الله نفد ورحل إنسان جميل. إنسان جدع وشهم. يبادر بمساعدة الناس ويجبر بخاطرهم.
** الحمد لله على الحب الذى فاز به إبراهيم حجازى فى قلوب الناس. فاسمه وخبر رحيله، والحزن على رحيله فى مواقع التواصل الاجتماعى. وكثيرون يحكون قصص شهامته وجدعنته ومواقفه وشجاعته ورأيه الحر. فكيف جبر خاطر صحفى صغير. وكيف ساعد إنسانا مريضا. وكنت أراه دائما يجمع ويتحرك ليخاطب وزراء ومستشفيات لعلاج شخص ما وقد لا يعرفه أصلا. ولأنه كان إنسانا مبتكرا حتى فى وسائل المساعدة، فقد نجح فى جمع 22 مليون جنيه لمستشفى 57357 من 20 عاما، حين أطلق حملة فى الأهرام ليتبرع التلميذ القادر بمبلغ جنيه واحد. والحمد الله أنه بعد رحيله قررت المستشفى وقفا خيريا باسمه تقديرا لدعمه لها كثيرا، ويا لها من صدقة جارية عظيمة الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
** ولأنه كان إنسانا مبتكرا أصدر مجلة «الأهرام الرياضى» قبل 30 عاما، واختار مجموعة من أميز الصحفيين الشباب، وأصبحت أقوى مجلة رياضية مصرية وعربية. ولأنه كان إنسانا مبتكرا قرر تنظيم بطولة «الأهرام الدولية للإسكواش» تحت سفح الأهرامات. ويا له من موقع فريد جذب أنظار العالم. ليس عالم الرياضة فحسب، وإنما عالم الإعلام. حتى أن صحيفة الجارديان البريطانية وضعت صورة ملعب الإسكواش الزجاجى وخلفيته الأهرامات فى صدر صفحتها الأولى. وكانت تلك البطولة تحديدا وراء انتشار اللعبة بين الأطفال الصغار فى مصر.
** كان إبراهيم حجازى رجلا وطنيا. بتعريفه للوطنية، وبتعريفى للوطنية. «مصر أولا ودائما»، مصر فيها روح ودم ونبض كأنها كائن حى يعيش فينا ولا نعيش فوق أرضه. وقد أصبح عضوا فى مجلس الشيوخ تقديرا لأدواره الوطنية، وكان ذلك تقديرا عظيما من الرئيس عبدالفتاح السيسى. وأذكر فرحة إبراهيم وسعادته الغامرة حين علم بقرار تعيينه، وكان أيامها فى أشد الحاجة إلى هذا التقدير.
** لم تتوقف حكايات إبراهيم حجازى لنا عن تجربته فى حرب 73، وعن بطولات الجيش فى تلك الحرب، أعظم الإنجازات المصرية. حرب ردت فيها كرامتنا، كما قال كثيرا. وهو من جيل عاش نكسة 67، وما بعدها من سنوات بناء القوات المسلحة وما فيها من بطولات عظيمة، قاتل فيها الرجال عدوهم بمنتهى الشجاعة والبسالة. وكنا نراه يزين ظهوره على الشاشة بصورته وهو ضابط، ولو كان يستطيع لأمسك بها ووضعها على صدره. فخورا بالبطولة. فخورا بالشجعان. فخورا بالجسارة.
وكانت تلك من طبيعته كضابط مظلات الجسارة، فعرفته لم يعرف الخوف أبدا من أى شىء. من عدو. من موقف. من مرض. من تجربة. وربما كانت تلك الجسارة الممزوجة بخفة دم حقيقية، وراء هذا الحب الذى حظى به إبراهيم حجازى من الرئيس حسنى مبارك. فقد حضر الرئيس إلى مبنى الأهرام فى عام 1992، وكنا 12 شخصا فقط تشرفنا بحضور المقابلة، مع الاستاذ إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الأهرام. وكان إبراهيم حجازى هو نجم اللقاء وبطله فى عين الرئيس مبارك رحمه الله، بوطنيته، وبخفة دمه وروحه المرحة.
** بكيت إبراهيم كما بكيت أبى وأمى وأعز الناس. وبإذن الله سوف ينير قبره جبره للخواطر ومساعدته للبسطاء وللزملاء ولكل الناس. وداعا للرجل الجسور الشجاع، الجدع، الشهم، المحارب. وإلى لقاء يا إبراهيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحارب إبراهيم حجازي المحارب إبراهيم حجازي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon