توقيت القاهرة المحلي 15:42:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحارب.. إبراهيم حجازي

  مصر اليوم -

المحارب إبراهيم حجازي

بقلم: حسن المستكاوي

** بكيته كما بكيت أبى وأمى وكما بكيت أعز الناس. لم يكن إبراهيم حجازى مجرد زوج شقيقتى أو فردا من العائلة. وإنما هو السند، والظهر، وهو من نلجأ إليه فى مشكلة، وهو من نجده مبادرا بالمساعدة فى مشكلة لم نطلعه عليها. حتى آخر يوم فى عمره كان مقاتلا. حاول أن يهزم الفيروس اللعين، الذى أصاب جسده. وحاربه بقوة، حتى وهو غائب عن وعيه كنت أشعر بأنه يقاوم، ويحاول. إلا أن أمر الله نفد ورحل إنسان جميل. إنسان جدع وشهم. يبادر بمساعدة الناس ويجبر بخاطرهم.
** الحمد لله على الحب الذى فاز به إبراهيم حجازى فى قلوب الناس. فاسمه وخبر رحيله، والحزن على رحيله فى مواقع التواصل الاجتماعى. وكثيرون يحكون قصص شهامته وجدعنته ومواقفه وشجاعته ورأيه الحر. فكيف جبر خاطر صحفى صغير. وكيف ساعد إنسانا مريضا. وكنت أراه دائما يجمع ويتحرك ليخاطب وزراء ومستشفيات لعلاج شخص ما وقد لا يعرفه أصلا. ولأنه كان إنسانا مبتكرا حتى فى وسائل المساعدة، فقد نجح فى جمع 22 مليون جنيه لمستشفى 57357 من 20 عاما، حين أطلق حملة فى الأهرام ليتبرع التلميذ القادر بمبلغ جنيه واحد. والحمد الله أنه بعد رحيله قررت المستشفى وقفا خيريا باسمه تقديرا لدعمه لها كثيرا، ويا لها من صدقة جارية عظيمة الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
** ولأنه كان إنسانا مبتكرا أصدر مجلة «الأهرام الرياضى» قبل 30 عاما، واختار مجموعة من أميز الصحفيين الشباب، وأصبحت أقوى مجلة رياضية مصرية وعربية. ولأنه كان إنسانا مبتكرا قرر تنظيم بطولة «الأهرام الدولية للإسكواش» تحت سفح الأهرامات. ويا له من موقع فريد جذب أنظار العالم. ليس عالم الرياضة فحسب، وإنما عالم الإعلام. حتى أن صحيفة الجارديان البريطانية وضعت صورة ملعب الإسكواش الزجاجى وخلفيته الأهرامات فى صدر صفحتها الأولى. وكانت تلك البطولة تحديدا وراء انتشار اللعبة بين الأطفال الصغار فى مصر.
** كان إبراهيم حجازى رجلا وطنيا. بتعريفه للوطنية، وبتعريفى للوطنية. «مصر أولا ودائما»، مصر فيها روح ودم ونبض كأنها كائن حى يعيش فينا ولا نعيش فوق أرضه. وقد أصبح عضوا فى مجلس الشيوخ تقديرا لأدواره الوطنية، وكان ذلك تقديرا عظيما من الرئيس عبدالفتاح السيسى. وأذكر فرحة إبراهيم وسعادته الغامرة حين علم بقرار تعيينه، وكان أيامها فى أشد الحاجة إلى هذا التقدير.
** لم تتوقف حكايات إبراهيم حجازى لنا عن تجربته فى حرب 73، وعن بطولات الجيش فى تلك الحرب، أعظم الإنجازات المصرية. حرب ردت فيها كرامتنا، كما قال كثيرا. وهو من جيل عاش نكسة 67، وما بعدها من سنوات بناء القوات المسلحة وما فيها من بطولات عظيمة، قاتل فيها الرجال عدوهم بمنتهى الشجاعة والبسالة. وكنا نراه يزين ظهوره على الشاشة بصورته وهو ضابط، ولو كان يستطيع لأمسك بها ووضعها على صدره. فخورا بالبطولة. فخورا بالشجعان. فخورا بالجسارة.
وكانت تلك من طبيعته كضابط مظلات الجسارة، فعرفته لم يعرف الخوف أبدا من أى شىء. من عدو. من موقف. من مرض. من تجربة. وربما كانت تلك الجسارة الممزوجة بخفة دم حقيقية، وراء هذا الحب الذى حظى به إبراهيم حجازى من الرئيس حسنى مبارك. فقد حضر الرئيس إلى مبنى الأهرام فى عام 1992، وكنا 12 شخصا فقط تشرفنا بحضور المقابلة، مع الاستاذ إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الأهرام. وكان إبراهيم حجازى هو نجم اللقاء وبطله فى عين الرئيس مبارك رحمه الله، بوطنيته، وبخفة دمه وروحه المرحة.
** بكيت إبراهيم كما بكيت أبى وأمى وأعز الناس. وبإذن الله سوف ينير قبره جبره للخواطر ومساعدته للبسطاء وللزملاء ولكل الناس. وداعا للرجل الجسور الشجاع، الجدع، الشهم، المحارب. وإلى لقاء يا إبراهيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحارب إبراهيم حجازي المحارب إبراهيم حجازي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon