بقلم: حسن المستكاوي
** مباراة كبيرة لعبها الأهلى أمام فريق الهلال القوى والكبير، وكانت من أمتع ما قدمه بطل أفريقيا هذا الموسم، وأقوى مبارياته فى تاريخ مشاركاته السبعة بكأس العالم للأندية. هل موسيمانى فى حاجة إلى شهادة جودة جديدة؟
هل إذا تعثر الفريق فى مباراة ستبدأ حملة النقد للمدرب الجنوب إفريقى؟ لماذا يطلق البعض أحكاما مطلقة بطريقة أبيض وأسود، بينما يتكرر عكس الأحكام أسود وأبيض؟
** صاحب قرار اللعب أمام مونتيرى بذاك الأسلوب هو موسيمانى. تحفظ ثم هجوم مضاد فى المساحات، وفاز الأهلى. وصاحب قرار اللعب أمام بالميراس بتحفظ هو موسيمانى، وصاحب قرار الهجوم والمبادرة والضغط العالى أمام الهلال هو موسيمانى، ويجب تقييم تجربته فى كأس العالم للأندية على مجمل مبارياته التى خاضها.
** لعب الأهلى بطريقته المعروفة هذا الموسم 3/ 4 / 3. معلول، وياسر إبراهيم ومحمد عبدالمنعم، وأمامهم هانى، وحمدى فتحى، والسولية وديانج، ثم ثلاثى الهجوم طاهر، وشريف وعبدالقادر. وقدم الفريق عرضا فى الضغط من الدقيقة الأولى، وفى اختصار مساحة الملعب فى 30 مترا، بالضغط العالى وتقدم الوسط وثلاثى الظهر إلى ملعب الهلال الذى فوجئ بتلك المبادرة الهجومية للأهلى دون مرحلة «جس النبض القديمة» والتحفظ. وتوالت موجات الهجوم والفرص حتى سجل الأهلى هدفه الأول فى الدقيقة الثامنة وكان الهلال كاملا، وواصل بطل أفريقيا هجومه مما مثل ضغطا عصبيا على لاعبى الهلال، فطرد البرازيلى ماثيوس بيريرا فى الدقيقة 14. وبعد ثلاث دقائق أضاف ياسرإبراهيم الهدف الثانى للأهلى وهدفه الأول. وذلك فى ظل سيطرة، واقتحامات مستمرة لمنطقة الهلال وسط دهشة جماهير زعيم الكرة السعودية.
** طرد ماثيوس أربك حسابات لاعبى الهلال ومدربهم، ثم الطرد الثانى فى الدقيقة 28 لمحمد كنو، كان سببا فى زيادة الارتباك وارتفاع درجة اليأس، واتساع المساحات أمام لاعبى الأهلى.
فى لقطات كثيرة كنا نرى سبعة لاعبين يرتدون القميص الأحمر فى موقف الهجومى، بينما يهاجم الهلال بثلاثة لاعبين وسط حائط صد أحمر مكون من ستة أو سبعة لاعبين. وهكذا أثر الطرد على أداء بطل أسيا، إلا أن تفوق الأهلى كان من الدقيقة الأولى، ولعب الفريق بسيطرة كاملة وباستمتاع وسط حضور جماهيرى غفير من أنصاره منحه قوة معنوية كبيرة بجانب الأهداف والفرص التى لاحت له.
** قيمة عرض الأهلى وقيمة الفوز الكبير الذى حققه تعود إلى قوة المنافس، حيث يضم الهلال مجموعة مميزة من اللاعبين ومنهم المحترفون السبعة، الكولومبى جوستافو كويلار، والكورى الجنوبى هيو سو، والمالى موسى ماريجا، والنيجيرى إيجالو، والبرازيليان ماتيوس بيريرا، ومايكل ريتشارد وأندريه كاريبو من بيرو. وهو واجه الأهلى بعد فوزه على الجزيرة الإماراتى بستة أهداف، ثم مواجهة تشيلسى وقد كان ندا له لاسيما فى الشوط الثانى، وربما لم يحسن ليوناردو جارديم مدرب الهلال تقدير قدرات الأهلى، وظن أن غياب نجومه الأساسيين، سوف يؤثر سلبيا على الفريق، وربما ظن المدرب أنها مباراة سهلة مغرورا بأداء الهلال أمام الجزيرة وتشيلسى بينما احترم موسيمانى قدرات الهلال، وقرر أن يبدأ المباراة بمفاجأة المبادرة باعتبار أن الهجوم خير وسيلة للدفاع.. لكن فى الحقيقة كانت تلك شخصية الأهلى. شخصية قميصه وتاريخه، وشعبيته، وبطولاته. كانت الشخصية التى ظهرت فى الملعب هى الباب الذى فتح هذا الأداء القوى الممتع الذى قدمه الفريق ليحرز المركز الثالث للمرة الثالثة فى تاريخه والثانية على التوالى.
** خرج الأهلى فائزا ببرونزية، وبأربعة أهداف نظيفة، وبتقدير عام ممتاز، فائزا بنجوم سيكون لهم شأن فى مستقبل الفريق، مثل أحمد عبدالقادر، ومحمد عبدالمنعم، وكلاهما يملك المهارة، والثقة بالنفس، والثانية هى التى تظهر الأولى. خرج الأهلى أيضا بحقيقة أن شخصية البطل أقوى من كل أجياله ومن كل لاعبيه، ويمكن أن تكون أقوى من كل خصومه حين تظهر تلك الشخصية مثل شبح هاملت!