توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يصنع العالم أبطاله؟

  مصر اليوم -

كيف يصنع العالم أبطاله

بقلم :حسن المستكاوي

المدارس والجامعات تنتج المواهب والأبطال.. لكن الرياضة فى النظام الأمريكى ليست حصة الألعاب.. الأندية المصرية هى مصنع المواهب.. لكنها تعمل على تحقيق أكبر قدر من الأرباح من أولياء الأمور بالأكاديميات
** حافظت الولايات المتحدة الأمريكية على صدارة جدول الميداليات الأوليمبية، وكانت دخلت اليوم الأخير بميداليتين ذهبيتين أقل من الصين، لكن فوز جنيفر فالينتى بذهبية فى سباق الدراجات وفوز منتخب أمريكا لكرة السلة للسيدات باللقب السابع على التوالى ترتب عليه تعادل أمريكا والصين برصيد 38 ذهبية لكل منهما، ثم تقدم الأمريكيون بعد فوزهم على البرازيل فى نهائى الكرة الطائرة للسيدات. كان بإمكان الصين أن تعادل حصيلة الذهب فى الولايات المتحدة فى نهائى الملاكمة للوزن المتوسط للسيدات، لكن البريطانية لورين برايس فازت بسهولة على لى تشيان بالنقاط.
** أنهت اليابان الدورة برصيد 27 ميدالية، وهو أكبر عدد فازت به فى دورة الألعاب الأوليمبية، لتحتل المركز الثالث فى جدول الميداليات ــ وهو نفس المركز الذى حصلت عليه عندما فى طوكيو عام 1964. واحتلت بريطانيا المركز الرابع برصيد 22 ميداليات ذهبية، مقابل 27 ميدالية فازت بها فى 2016. وفى بعض الدول يعتمد إجمالى عدد الميداليات فى الترتيب إلا أن الذهبيات هى الحاسمة، وقد جمعت أمريكا 113 ميدالية مقابل 88 للصين.
** السيطرة التقليدية للولايات المتحدة على السباحة وألعاب القوى لم تعد كما كانت سابقا، وقد وجدت منافسة شرسة فى اللعبتين لأول مرة منذ عام 1980 حين قاطع أمريكا دورة موسكو. إلا أن الولايات المتحدة حصدت فى 125 عاما 2301 ميدالية، وهو ما يعكس تفوق نظامها الرياضى الذى يفرز الابطال وينتج الأجيال من هؤلاء الأبطال. وهو نظام التعليم العام والجامعات، حيث تمارس الرياضة بشكل علمى وعلى مستوى البطولة وصناعة البطل.
** ** كيف يصنع العالم أبطاله ونجومه؟!
هناك عدة مدارس عالمية تنتج الأبطال وتصنعهم بصورة مميزة ومستمرة وبدون انتظار لطفرة أو لموهبة فردية أو لصدفة.. وهى:
** أولا: المدرسة الأمريكية والأوروبية التى تعتمد على إنتاج وإفراز الأبطال الرياضيين من خلال المدارس والجامعات ففيها ملاعب وأحسن المدربين والأبحاث العلمية التى ترفع من تقنيات تنمية الموهبة بالتدريب والتغذية والطب الرياضى بجانب أن التفوق الرياضى يحرر الطالب من أعباء الدراسة المالية الباهظة، وتكلفة النظام الأمريكى والأوروبى باهظة للغاية.
** ثانيا: مدرسة أوروبا الشرقية والصين وهذه المدرسة اعتمدت أسلوب معسكرات التدريب ومنح المواطن الرياضى مميزات خاصة لأنه يحرم نفسه من مباهج الحياة من أجل رفع علم بلاده ولجأت هذه المدرسة إلى الأبحاث العلمية التى ترفع من مستوى الرياضى.
** ثالثا: مدرسة كوبا وجامايكا التى تقوم على التخصص فى لعبات محددة كما هى الحال فى الملاكمة وفى يوم من الأيام أصبح مدرب الملاكمة الكوبى سلعة مطلوبة حتى ان 11 مدربا من 12 لدول وصلت لنهائيات دورة برشلونة الأوليمبية كانوا من كوبا.. وهذه الدولة التى لا تعد من الدول الغنية جمعت عددا من الميداليات قدره 227 ميدالية من الملاكمة ومن ألعاب القوى بينما جامايكا التى توصف بأنها جزيرة السرعة تنظم كل عام يوما اسمه يوم البطل لاكتشاف مواهب الجرى، ويشارك به 100 ألف طفل وشاب.
** العالم يصنع أبطاله ونجومه بالعلم وبالأبحاث العالمية ليزيد من قدرة الإنسان على حمل الثقل أو الجرى والسباحة أسرع، أو ممارسة التنس بصورة أفضل.. ففى كل عامين تطرح شركة رياضية عالمية شهيرة كرة قدم جديدة لها وزنها وسرعتها وسرعة دورانها.. وتخترع شركات مضارب إسكواش وتنس خفيفة الوزن وقوية، وكرات تنس أسرع ذات سرعات مختلفة على الأراضى الرملية والعشب الأخضر والصلبة.
** نعم فى الرياضة والمنافسة توفيق وعدم توفيق. لكن ليس صحيحا أن عدم التوفيق أمر دائم، وحين يخسر المنتخب الأوليمبى لكرة القدم من البرازيل بهدف ويترجم ذلك على أنه أمر جيد، يستحق التكريم، فهو بيع للوهم وتسويق للفشل، لأن الأداء كان يعنى شيئا واحدا أمام البرازيل وهو أن المنتخب غير قادر بدنيا، وعلينا أن نعرف سبب هذا الضعف البدنى مقارنة بالمستويين الأوليمبى والعالمى، علما بأن فريقا جماعيا آخر وهو كرة اليد نجح فى النهوض بطاقته البدنية للمستويين الأوليمبى والعالمى. يعنى نستطيع إذا اشتغل من يجب أن يشتغل.
** نقطة أخرى.. الأمر أعقد وأكثر تفصيلا مما سبق لأنه يتعلق ببعض الاشخاص الذين يديرون الحركة الرياضية المصرية.
** الأندية هى مصنع المواهب.. لكن كثير من الأندية تعمل على تحقيق أكبر قدر من الأرباح من أولياء الأمور بالأكاديميات، فتتحول مصانع المواهب، إلى مزارع جنى أرباح. فتتوه المهارات والمواهب ويتعثر الأبطال. فهناك خواطر ومجاملات ونقص كبير فى زمن التدريب، لأن دوران حصص المران يجب أن يكون اسرع كى يلتهم من اولياء الأمور أكبر قدر من المال. ثم إن عدد الأندية فى مصر يحتاج إلى زيادته بالمئات فى كل المحافظات. ومن يقل أن الرياضة ستعود إلى المدارس أو الجامعات لا يعرف شيئا عن رياضة البطولة، ولعله يقصد حصص الألعاب.
** أنفقت اليابان 17 مليار دولار على دورة أوليمبية، لم يتمكن أحد من حضورها، بزيادة قدرها 111 ٪ عن الميزانية ــ كان بإمكان اليابان بناء 300 مستشفى جديد بسعة 300 سرير، أو 1200 مدرسة ابتدائية، مع تكلفة تأثيثها. لكنها ربحت رسالة إنسانية من الدورة. إذ جمعت العالم كله حول مائدة الأمل فى الانتصار على وباء خطير. ورسخت بتنظيم الدورة قدرة الإنسان فى تحدى الزمن والمسافة والوزن، وأرسلت دعوة على لسان رئيس فرنسا إلى البشرية بأن يكون التنافس وفقا للشعار الأوليمبى القديم الأعلى والأسرع والأقوى مضافا إليه كلمة سويا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يصنع العالم أبطاله كيف يصنع العالم أبطاله



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon