بقلم: حسن المستكاوي
** كلما هطلت أزمة على أرض الكرة المصرية، تتوه الحقائق بين مبررات الأطراف، ودائما أجد من يطالبنى بإبداء الرأى فى أزمة وفى حقوق، وبعض هؤلاء وربما معظمهم، هم جزء من الأزمة باعتبارهم من أنصار فريق ضد فريق. والمشكلة أننى أتوخى الحذر ولا أمارس لعبة الرأى الانطباعى، لأننى لست مع طرف ضد طرف.
** مشكلة فيوتشر حسمها الكاف، بينما الأستاذ جمال علام فى تصريح للزميل هانى حتحوت صاحب أحد أفضل البرامج الرياضية. وقد قال رئيس الاتحاد إن الإجراء الذى اتخذه فى المشكلة صحيحا، مشيرا إلى دور لجنة شئون اللاعبين، ومدير الاتحاد. والواقع أننا أمام أزمات عديدة وقع فيها اتحاد الكرة، ومنها أزمة الأهلى واستضافة نهائى إفريقيا، وهو ما أثبته تحقيق وزارة الشباب والرياضة. ثم هناك أزمة قيد اللاعبين فى الزمالك. وأزمة كيروش، وكذلك أزمة انتقال الجزيرى للزمالك وحق الرعاية الذى طالبت به أندية تونسية، وكان قرار لجنة فض المنازعات فى الفيفا بتغريم الزمالك.
** الحقيقة مازالت تائهة، وهو أمر خطير لا يمكن تمريره على كثرة ما تم تمريره من جانب اتحادات ولجان عملت بإدارة اتحاد الكرة على مدى سنوات.
** والآن نحن أمام مشكلة الحكم الأجنبى لمباراة الأهلى وبيراميدز فى نهائى الكأس، وأضع هنا النقاط على الحروف:
1ــ أنا مع الحكم المصرى دائما ومع تطوير مستواه، وأرى أن مشكلته هى عدم ثقة الجمهور والأندية، بسبب الاعتراضات المستمرة من جانب كل إدارات ومنسوبى ولاعبى ومدربى الأندية فى مزايدات للإشارة إلى سبب آخر للهزائم هو غالبا الحكم، وهؤلاء يتحملون مسئولية ما أصاب الحكم المصرى من عدم ثقة. مع ملاحظة أن بعض الحكام المصريين يخونهم التوفيق فى إدارة مباراة ما كما حدث أخيرا مع حكم لقاء المصرى وحرس الحدود!
2ــ فى منتصف شهر فبراير أعلن اتحاد كرة القدم أنه سوف يحدد موعد مباراة الأهلى وبيراميدز فى نهائى الكأس بعد انتهاء مرحلة دورى المجموعات الإفريقية. وحين حدد الاتحاد الموعد وطلب بيراميدز طاقم تحكيم أجنبى، أسرع مصدر ما داخل الاتحاد بأن طلب بيراميدز خالف اللائحة، التى تحدد 15 يوما للنادى لطلب حكم أجنبى ثم اختفى تعليق هذا المصدر، واختفى المصدر نفسه حين ثبت أنه ليس خطأ بيراميدز!
3ــ جاء قرار الحكم المصرى من رئيس لجنة الحكام الأجنبى. وسوف نحترم قراره ما دام هو المسئول. لكن فى علم الإدارة البسيط، تكون بعض القرارات تكون محل بحث وقرار من السلطة الإدارية الأعلى عندما يكون الشك قائما قبل اليقين. خاصة أن الأهلى القوى طرف، وأن بيراميدز يراها فرصة ولو بنسبة 50 % فى الفوز، كما أن الأمر كله ليس فيه ما يخشاه الأهلى، وهو ليس طرفا فى المشلكة كما قالت إدارة بيراميدز. وذلك على الرغم من محاولات التشويه المريضة التى يمارسها المتعصبون. ومن يغضبه تعبير المريضة، عليه أن يسأل نفسه: هل التعصب مرض؟!
** القرار صدر بطاقم تحكيم مصرى. ولا يجب التراجع عن القرار. وكل كلمة فى المقال أجسد بها حال الفوضى الإدارية فى الكرة المصرية على كل المستويات، ولعلها فرصة أنتهزها بالإشارة إلى حاجة اللعبة إلى جيل جديد يديرها، وهذا لن يتحقق سوى بتغيير اللوائح وما فيها من اختراعات وتفصيل مثل حكاية لاعب كرة سابق ولاعب دولى فى لعبة ليسمح له بدخول الانتخابات، بينما رؤساء الفيفا السابقون ورئيس الاتحاد الأوروبى، وعديد من المدربين لفرق كبرى ومنتخبات لم يمارسوا كرة القدم ولكنهم فهموا ودرسوا علوم الإدارة وعلوم اللعبة!