بقلم :حسن المستكاوي
** مثل قطعة لبان محشوة مسامير، يلوكها الكثير فى الوسط الرياضى، هناك تشكيك بإساءات بالغة فى نزاهة حكام مباريات، وفى أجهزة تقنية الفيديو (الفار) وتشكيك فى فرق تلعب مباريات ضد فرق بعينها، وتشكيك فى مدربين يقودون فرقا فى المباريات، وهناك تشكيك فى عدالة اتحاد كرة القدم، وتشكيك فى نزاهة إعلاميين، بينما هناك بعض الإعلاميين الذين يلعبون على مشاعر الجمهور، ويغذون التعصب بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ومن يريد أسماء وأمثلة، فعليه أن يرجع إلى سجل العصر الحديث، وهو موقع التواصل الاجتماعى، فهناك سوف تجدون ما تريدون.
** حالا وفورا لابد من اجتماع عاجل تحضره إدارات الأندية الجماهيرية وفى مقدمتها الأهلى والزمالك، ويحضرها لاعبو الفريقين الكبيرين، والمدربين والإداريين. وأرجو أن يكون الكلام فى هذا الاجتماع منطقيا، وشارحا لخطورة ما وصل إليه حال اللعبة وعناصرها، وأن يكون هناك كلام ولغة حاسمة، تمنع منعا باتا تصريحات المدربين والإداريين، التى تمس أندية أخرى وتشكك فى كل شىء من الحكم والفريق المنافس، والإعلام، وأن يكون واضحا أن الحساب سيكون عسيرا جدا لأى إعلام يتجاوز ويسىء للغير بصور مباشرة أو غير مباشرة، بإعادة بث وترديد الشك فى النزاهة. نزاهة حكام وفرق ولاعبين.. وبدون هذا المنطق وهذا الحسم الرادع سوف تستمر كرة النار، وتحرق من يلعب بها.
** إن عملية القضاء على التعصب المريض والمقيت، عملية صعبة وشاقة، وسوف تستغرق زمنا، ربما يكون بنصف زمن انتشار هذا المرض، فلم يعد الأمر انتماء وحبا لفريق، وإنما تعصب وكراهية لفريق آخر. ولم تعد الندوات والشعارات القديمة مفيدة: «لا.. للتعصب».. «الروح الرياضية هى الحل». «الرياضة أخلاق». فهذه النوعية من الشعارات باتت تصلح لمجلة ميكى، تماما مثل شعار: ابتسم عند الهزيمة.. فكدنا أن نموت من الضحك!
** إننا أمام أسلوب غير مقبول من جيل يعيش أحوال الرياضة المصرية فى كل موقع.. جيل يحارب فى اللعب، ويلعب حين يستوجب الأمر الجد. جيل خطابه العام مسىء، مغموس فى الإساءات. جيل يمارس التهريج، ويغيب عقول الناس ويضحك على الناس، ويتاجر بانتماءات هؤلاء الناس.
** الخطاب الرياضى لابد من تطهيره وتجديده. فيستند على العلم، وعلى فهم القيم الرياضية، وفهم الهدف من ممارسة الإنسان للرياضة، وما هى البطولات العالمية والمستويات، وما هى الألعاب الأوليمبية، وما هى معايير البطولة والأبطال، وما هو الإنجاز وكيف يحسب إنجازا، وأنه لا يجوز أبدا المقارنة بين أبطال تعصر وبين أبطال عصر، لأن التطور جعل الرياضة على المستويات العليا أشق وأصعب.. لم يعد مقبولا أبدا تلك الآراء الانطباعية.. التى قالت يوما إن منتخب مصر هو الفريق التاسع على العالم، وأفضل من منتخبات أوروبية وعالمية كبيرة لأن المنتخب جاء يوما ما فى المركز التاسع بتصنيف الفيفا.
** يومها أقيمت احتفالات وكان معنى تلك الفرحة بالمركز التاسع أن نعاقب كل مسئول حين يتراجع تصنيف المنتخب إلى مركز متأخر، فمن يطلب جائزة التقدم من المنطق أن يعاقب حين يتأخر، ثم أن يقال بأن «الله سبحانه وتعالى» أنصفنا لأننا لم نصل إلى كأس العالم 2010، فهل حين يتراجع تصنيف المنتخب يكون ذلك عقابا من الله سبحانه وتعالى؟
** خطابنا الرياضى فى أشد الحاجة إلى التغيير والتجديد والتطوير والتهذيب والتطهير بأسرع ما يمكن لما تحظى به الرياضة من شعبية وجماهيرية هائلة.