بقلم: حسن المستكاوي
** النتيجة التى حققها منتخب مصر بفوزه على شقيقه المغربى فى دور الثمانية، أكدت ما أشرت إليه عدة مرات من قبل، بأن الأرقام والإحصائيات السابقة والماضية هى مجرد هامش يسجل فى ذاكرة التاريخ على ضفاف الحاضر. هى مجرد تاريخ لا يجوز اعتماده كمؤشر لنتيجة محتملة وقريبة بين فريقين يلعبان فى حاضر جديد، ومختلف، وبوجوه جديدة ومختلفة، وبأفكار جديدة ودوافع جديدة مختلفة. وقلت قبل صباح مباراة مصر والمغرب: «إن من الأخطاء التى يقع فيها الجميع تصدير فكرة «العقدة» إلى الرأى العام وإلى اللاعبين بما يمثل ضغطا نفسيا عليهم فى مثل تلك المواجهات. والحل أن يلعب المنتخب بنفس التركيز الذى أدى به مباراة كوت ديفوار، وبنفس الروح والإصرار، وأن يستغل كل فرصة متاحة، لأن فى المباريات الكبرى وفى تلك المراحل الإقصائية ما يتاح من فرص يكون نادرا ولا يتكرر كثيرا»..
** لعب منتخب مصر بشخصية، وبهويته التى نعرفها، وبأسلوب لعبه الذى اعتاد أن يحقق به الانتصارات. لم يحقق المنتخب الفوز على المغرب بالروح العالية والقتالية فقط. لكنه امتلك الكرة بسرعة بعد تقدم المغرب بهدف مبكر جدا فى الدقيقة السابعة، من ضربة جزاء فى الدقيقة الثالثة، وهو وقت طويل للغاية بين الخطأ وبين تنفيذ العقوبة، خاصة أن الحكم السنغالى ماجيتى نداى لم يحتسب الخطأ من البداية، وتدخلت غرفة الفار ليطبق بوفال العقاب ويسجل الهدف الوحيد للمغرب من ضربة الجزاء.
** دليل الشخصية التى لعب بها منتخب مصر أن الشوط الأول انتهى بامتلاك الفريق الوطنى الكرة بنسبة 61% مقابل 39 % للمغرب الذى دافع بعد تقدمه، وهو ما أدى إلى تضييق مساحاته أمام صندوقه، وكان ذلك متوقعا لاختلاف طبيعة كرة الشمال الإفريقى عن نظيرتها كرة غرب إفريقيا أو ما تعرف بكرة جنوب الصحراء.
** سجل محمد صلاح هدف التعادل، وصنع الهدف الثانى بتمريرته إلى تريزيجيه، وقالت ليكيب الفرنسية إن صلاح حكم المغرب، وتعنى هزم منتخب المغرب. ولكن صحفا بريطانية مثل الجارديان التى أشادت بصلاح بطبيعة الحال، وصفت المباراة بأنها دفاعية، وأنها كانت مباراة كئيبة، حسب رأيها وأضافت الصحيفة: ستلتقى مصر مع الكاميرون فى نصف نهائى يوم الخميس، وهو لقاء بين أنجح فريقين فى تاريخ كأس الأمم. وكان المنتخبان المصرى والمغربى لعبا بأساليب دفاعية فى بعض فترات اللقاء، وبالنسبة لمنتخب مصر هو أسلوب كيروش الذى يعتمد كثيرا على هجوم مضاد بزيادات عددية هجومية. وكاد المنتخب أن يسجل هدفا ثالثا على حساب بونو.. تقدم فى اللحظة الأخيرة للمشاركة فى هجمة مغربية، وردت الكرة إلى رمضان صبحى وصلاح الذى سابق الحرارة والرطوبة إلا أن الكرة كانت أسرع وخرجت..
** وجهة نظر الصحيفة البريطانية هذه توضع فى مجال المقارنة بين مباريات البريمير ليج، وبين مباريات كأس الأمم. ففى الدورى الإنجليزى يكون اللعب مفتوحا، والحوار الهجومى متبادلا بين الفريقين فى معظم الأحيان. لكن مما لاشك فيه أن المنتخب الوطنى لعب بشخصية، وواصل عبور الحواجز فى طريقه الصعب، بالفوز على كوت ديفوار والمغرب ثم يواجه الكاميرون فى قبل النهائى. وقد كان هناك نقد لما وقع من اشتباك متبادل بين لاعبى الفريقين وهو الاشتباك الذى شارك به 16 لاعبا من الفريقين، قبل نهاية الوقت الأصلى، وكان من غرائبه قيام الحكم السنغالى ماجيتى نداى الذى أدار المباراة بالاعتداء على لاعبى الفريقين خلال الاشتباك لدرجة سقوط لاعب المغرب منير الحدادى أرضا إثر دفعة من الحكم الذى كان يستحق إنذارا.. الحكم هو نفسه الذى كان يستحق هذا الإنذار!