بقلم: حسن المستكاوي
** خلال أسبوع واحد وقعت خمسة حوادث اقتحام من الجمهور لملاعب كرة القدم، أربعة حوادث فى الدورى الإنجليزى وحادثة اقتحام فى إشبيلية بعد فوز إنتراخت فرانكفورت ببطولة الدورى الأوروبى على حساب رينجرز. حيث سافر نحو 50 ألف مشجع إلى إشبيلية، ليحتفل الآلاف ويحدث عنف وتعتقل الشرطة الإسبانية 6 مشجعين. ثم تشهد مدينة فرانكفورت احتفالات صاخبة فرحا بلقب الدورى الأوروبى بعد الفوز بكأس الاتحاد عام 1980 واستمرت الأجواء الاحتفالية والإشادة الكبيرة بلاعبى الفريق والمدرب أوليفر جلاسنر من ألمانيا كلها.
** وفى إنجلترا فى مباراة حاسمة ضمن دائرة صراع الهبوط فى البريمير ليج، نجح إيفرتون فى البقاء بعد فوزه على كريستال بالاس 3/2، فى مباراة مؤجلة من الإسبوع الثالث والثلاثين للمسابقة وارتفع رصيد إيفرتون إلى 39 نقطة فى المركز السادس عشر، متفوقا بفارق 4 نقاط أمام مراكز الهبوط، ليتجنب رسميا هبوطه لدورى الدرجة الثانية، مع تبقى مباراة واحدة فقط لكل فرق المسابقة، وفى المقابل، تجمد رصيد كريستال بالاس عند 45 نقطة فى المركز الثالث عشر.
** المباراة كانت على ملعب جوديسون بارك، وأنهى كريستال بالاس الشوط الأول متقدما بهدفين نظيفين ثم تعادل إيفرتون فى الدقيقة 75، وسجل دومينيك كالفيرت ليوين هدف الفوز لإيفرتون، فى الدقيقة 85، ليضمن الفريق بقاءه رسميا بالدورى الإنجليزى الممتاز فى الموسم المقبل. وهنا انفجر مشجعو إيفرتون فرحا واقتحموا أرض الملعب. وهى باتت ظاهرة خطيرة فى كرة القدم الإنجليزية وفى كرة القدم عموما، فالأمر يتعلق الآن بتقليد احتفالات مشجعى الأندية لبعضهم البعض فى مسألة الاقتحام، فيبدأ جمهور بغزو الملعب فرحا أو غضبا، ويكرر السلوك جمهور أخر يرى أنها طريقة مناسبة للتعبير عن الفرحة أو الغضب. وتلك الإقتحامات السعيدة أو الغاضبة بدأت فى الظهور بملاعب الكرة الإنجليزية فى عام 2013 وتمتزج الأن بظاهرة قيام بعض الحمقى من المشجعين باتخاذ إجراءات عنف تجاه الآخرين، سواء لاعبو الفريق المنافس أو الأجهزة الفنية. ويرجع ذلك إلى وقوع هؤلاء المشجعين تحت تأثير المخدرات فى الأغلب وتأثرهم بحالة عدوانية قبلية تجاه الآخرين.
** تعرض روبرت بيجز حامل إحدى التذاكر الموسمية لمباريات فريق نوتنجهام فورست يوم الخميس الماضى للسجن 24 أسبوعا بعدما تعمد التوجه نحو بيلى شارب مهاجم فريق شيفيلد يونايتد داخل أرضية الملعب وضربه بالرأس عقب انتهاء مباراة الفريقين فى الدور قبل النهائى لملحق الصعود من دورى الدرجة الأولى إلى دورى الدرجة الممتازة.
** رابطة كرة القدم فى إنجلترا تدرس الإغلاق الجزئى للملاعب التى تشهد تلك الظاهرة كرادع، وتغطية الصفوف القليلة الأمامية من المقاعد بالقماش المشمع، على الرغم من أن ذلك من شأنه التقليل من سعة الملاعب بما يعرض الأندية لخسائر مادية لكن فى الحقيقة، كما يقول الصحفيون فى بريطانيا الذين تناولوا تلك الظاهرة البغيضة أن الأمر يتعلق بالثقافة ــ ثقافة كرة القدم وثقافة المجتمع. فقد تفشت ظاهرة السخرية والاستهزاء بالآخر وأصبحت أمرا شائعا. فأى شخص ليس من أنصار نادينا هو عدو!
الآن يجب على كرة القدم وضع تدابير أمان فورية لحماية اللاعبين، فهل تعود الأسوار فى مدرجات وملاعب الكرة الإنجليزية حتى لا تتكرر مأساة استاد هيسيل عام 1985 التى أسفرت عن مصرع 39 مشجعا فى مباراة يوفنتوس وليفربول؟! هل يمكن إرساء خطاب الوعى وتحذير جماهير كرة القدم من مظاهر السخرية من الأخر لحماية الصناعة واللعبة الشعبية الأولى فى العالم؟ هل يكون القانون والعقاب الرادع والعنيف على المشجعين المخالفين الذيم يغذون التعصب والكراهية لدرجة السجن لسنوات؟ هل تعاقب الأندية فى حالة تجاوز جمهورها؟
** القضية الآن فى ملعب الكرة الإنجليزية، والملاعب الأوروبية والعالمية أيضا.