توقيت القاهرة المحلي 09:21:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم واحد عائلة واحدة.. حقا!

  مصر اليوم -

عالم واحد عائلة واحدة حقا

بقلم: حسن المستكاوي

** الألعاب الأوليمبية هى أكبر حركة سلام عرفتها البشرية. فألعاب الإغريق كانت هدنة من الحرب، والألعاب الحديثة جمعت البشرية تحت مظلة المنافسة الشريفة والأخوة والصداقة والسلام. وهكذا كان عنوان حفل ختام دورة بكين الأوليمبية الشتوية «عالم واحد، عائلة واحدة». وكان حفلا جميلا ورائعا، لكن فى خلفية الدورة كانت هناك جائحة كورونا تثير المخاوف، ومشكلة حقوق الإنسان التى ترتب عليها مقاطعة دول للصين، وفى مقدمتها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، وكندا، حيث أعلنت هذه الدول أنها لن ترسل ممثلين حكوميين إلى الألعاب بسبب سجل الصين فى مجال حقوق الإنسان، حيث اتهمت الولايات المتحدة الصين بارتكاب إبادة جماعية فى قمعها للأويجور وغيرهم من الأقليات المسلمة فى منطقة شينجيانج. فيما نفت الصين جميع ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وقالت إن شبكة معسكرات الاعتقال فى شينجيانج مخصصة لـ«إعادة تثقيف» الأويجور وغيرهم من المسلمين!

** تذكروا نحن فى عالم واحد وعائلة واحدة. وقد توترت العلاقات أيضا بسبب قمع الحريات السياسية فى هونج كونج والمخاوف بشأن لاعبة التنس الصينية بينج شواى التى لم تظهر لأسابيع بعد أن اتهمت مسئولا حكوميا كبيرا بالاعتداء عليها، وفى الوقت نفسه أعلن رئيس وزراء تايلاند سو تسينج تشانج بمعاقبة المتزلجة الأوليمبية التايوانية هوانج يو تينج، على سلوكها «غير اللائق» بعدما ارتدت زيا خاصا بالمنتخب الصينى خلال تدريبات وقيامها بنشر مقطع فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعى.. وردت هوانج بحذف الفيديو. وكتبت: «الرياضة رياضة، وفى عالم الرياضة، لا نفرّق بين الجنسيات. وبعد الألعاب، نكون كلنا أصدقاء».
** تذكروا نحن فى عالم واحد وعائلة واحدة، وقد خيمت فوق شرق أوروبا سحب الحرب بين روسيا وبين أوكرانيا التى يقف فى ظهرها حلف الناتو دافعا أو متواريا، لأسباب سياسية وتجارية واقتصادية، وأطل شبح القنابل النووية المخيف، فيما بدا أنه تحذير روسى أو رد متأخر جاء بعد قرابة 60 عاما على أزمة الصواريخ الكوبية وما كان بينها من أزمات، والتحذير يشير إلى أن روسيا يمكنها الذهاب إلى أبعد مدى، ولو ترتب على المدى تدمير البشرية وكوكبها!
** بغض النظر هل تندلع الحرب كما تقول أمريكا أو لا تندلع كما تدعى روسيا، فإننا أمام مباراة بين القوى العظمى، ليست مباراة كرة قدم يشد فيها الفائز على يد المهزوم والعكس، ولا هى دورة أوليمبية تتنافس فيها شعوب العالم بسلام ومحبة وأخوة. إنما هى حرب حارة قد تشتعل أو حرب باردة تعود بالعالم الواحد والعائلة الواحدة إلى زمن التأهب والتأهب المضاد، وزمن التوتر والتوتر المضاد، وهو ما يذكرنا بالمباريات المثيرة حيث تشهد هجمة وهجمة مضادة. لكن ما يجرى بين روسيا والغرب ليس لعبة، وإنما هى حرب قد تبدأ بقرار ولا يمكن أن تنتهى بدون دمار ولن يفيد فيها القرار!
** عالم واحد وعائلة واحدة حقا أم مجرد شعار فى ملعب أطلقته الصين فى استاد «عش النسر» مثل شعارات كثيرة ظللت أحداثا رياضية عظيمة، ومع ذلك أفسدتها السياسة والحروب والمقاطعات وحكايات حقوق الإنسان.. ليبقى السؤال: وماذا عن حرب مدمرة إذا اندلعت سوف تقتل كل حقوق الإنسان؟!
** تذكروا عالم واحد، عائلة واحدة..( هأ.. هأ.. هأ )!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم واحد عائلة واحدة حقا عالم واحد عائلة واحدة حقا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon