بقلم - حسن المستكاوي
** عندما يلعب الأهلى أو أى فريق مصرى فى أفريقيا، فإنه يكون عندى مثل المنتخب. فأتمنى له أحسن أداء وأحسن نتيجة، ومن ناحية النتيجة، أكيد ألف مبروك للأهلى فوزه على الرجاء فى مباراة الـ 180 دقيقة 2/صفر والتأهل للدور قبل النهائى. لكن أداء الأهلى فى مباراة العودة كان جيدا فى الشوط الثانى مقارنة بالشوط الأول.. وصحيح أن الأهلى لعب بروح قتالية، ودافع بقوة، إلا أن الرجاء ضغط على الفريق فى الشوط الأول وأجبره على التراجع، وده كلام مارسيل كولر نفسه: «سعداء بالتأهل، كنا محظوظين بإهدار الرجاء ضربة جزاء. لم نكن جيدين فى الشوط الأول فى ظل ضغط المنافس.. الرجاء أجبرنا على العودة للخلف فى الشوط الأول، كان شرسا ولم يترك لنا مساحة كما أننا كنا نفقد الكرة بسرعة ولم نملك الجرأة أيضا. وقال كولر: «الأداء تحسن فى الشوط الثانى. ولعبنا بهدوء. وكانت لنا بعض الفرص».
** هذا رأى مدرب الأهلى نفسه، وأكرر أن الفريق الآن فى الدور قبل النهائى وأنه يستحق التهنئة على ذلك، وأنه واجه فريقا قويا، وصحيح أنه لم يشكل خطورة كبيرة فعليا، إلا أن لاعبه يسرى بوزوق لاعب أهدر ضربة جزاء فى الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول. وأن ضغط الفريق كان يمكن أن يتضاعف فى الشوط الثانى لو كان أنهى الشوط الأول متقدما بهدف. ثم إن الأهلى نجح فى تطوير الأداء فى الشوط الثانى وقابل لاعبى الرجاء مبكرا، بجانب أن الأهلى صدر القلق للرجاء فى هذا الشوط بالتهديد بقدرته على إحراز هدف. وهذا هو المطلوب.
** لا يمكن أبدا أن نطالب الأهلى بفتح اللعب والمساحات فى مباراة كهذه المباراة. وإلا كان ذلك خطأ كبيرا، وإنما نطالب الفريق بالدفاع مبكرا قليلا. وأذكركم بما جرى فى مباراة الذهاب وكيف لعب الرجاء فى الشوط الأول هنا بالقاهرة: «ضغط الفريق بثلاثة لاعبين على الأقل وهم حمزة خابا والحابطى، ويسرى بوزوق على مدافعى الأهلى لتعطيل بناء الهجمة، وفى الوقت نفسه تحرك الثلاثى زريدة والصبار وأهولو، مع حركة الشحات وبيرسى تاو وكهربا والسولية، وديانج، ومروان عطية، وبدا الموقف فى الملعب كما يلى: 6 لاعبين من الرجاء يملكون 40 مترا فى وسط الميدان، مقسمة على مساحة فى ملعب الأهلى ومساحة فى ملعب الرجاء. وهؤلاء اللاعبون الستة يضغطون جماعيا، ويتحركون جماعيا، وخلفهم حائط من رباعى الظهر لا يغادر موقعه تحسبا لمحاولات هجومية من طرفى الأهلى أو عمقه، وكان التصدى لأى تحرك هجومى يقابل بلاعبين أو ثلاثة فى كل جبهة. لدرجة أن الظهيرين الناهيرى ومحمد بنتايك كانا يتقدمان نادرا جدا من باب الحذر».
** فى الدقيقة الرابعة من مباراة الذهاب، سدد محمد الناهيرى ضربة حرة مباشرة، ذهبت إلى أقصى الزاوية اليسرى لمرمى الأهلى، تصدى لها الشناوى ببراعة ورشاقة. لم يكن تصديا لكرة صعبة، وإنما إنقاذا لمرماه من هدف مبكر. لكن الأهلى ظل غير قادر على الخروج بالكرة من ملعبه إلى ملعب المنافس، رغم المناورات التى يقوم بها السولية يسارا مع الشحات ومعلول أو مروان عطية من القلب، وهو أهم صفقات الفريق هذا الموسم، أو هانى وتاو وديانج يمينا.. وكنت أتمنى أن يؤدى الأهلى الشوط الأول فى مباراة العودة بنفس الأسلوب الذى بدأ به الرجاء مباراة الذهاب. وعلى أى حال هذا هو ما حدث نسبيا فى الشوط الثانى، وكان أداء الأهلى أفضل فى اللقاء الحاسم فى المغرب مما كان عليه فى الشوط الأول.
** مرة أخرى مبروك التأهل والنتيجة. لكن أمام الأهلى مباريات صعبة فى الطريق إلى البطولة رقم 11 بإذن الله. والطريق ليس مباريات على ملعبك فقط إنما هى مباريات ذهاب وعودة. هنا وهناك. والمعادلة الصعبة الحقيقية فى كرة البطولات وفى فرق البطولات هى كيف توازن بين الدفاع المتقدم والمساحات الضيقة وبين الهجوم وصناعة الجمل التكتيكية وصناعة الأهداف. إن الطريق للبطولة يبدأ من حرمان خصمك من دخول منطقتك، ومن الاقتراب من مرماك. ثم بعد ذلك اقتحام مناطقة وحدوده ودفاعاته. وتلك هى الكرة والأسلوب الذى يقود أى فريق إلى البطولة.. والأهلى فريق بطولة.