بقلم: حسن المستكاوي
** أين ذهبت شخصية الأهلى أمام الهلال السعودى وهو يلعب أولى مبارياته فى دورى المجموعات ببطولة أفريقيا مع الهلال السودانى الذى أمسك بالمبادرة، وضغط، واستمر مهاجما بينما تراجع الأهلى أمام هذا الضغط. هل يجوز تبرير ذلك بدرجة الحرارة أو سوء أرض الملعب أو الإجهاد..؟ الإجابة: لا. فالشخصية كان ممكنا ظهورها بامتلاك الأهلى للكرة وتبادلها والسيطرة عليها وحرمان الهلال منها دون مغامرة هجومية مستمرة. وصحيح أن أفشة كاد أن يسجل هدفا ليخرج الأهلى فائزا، حين سدد كرة ضربت فى القائم الهلالى، لكن فوز الأهلى فى هذه المباراة لو كان تحقق فهو لا يغير شيئا من مستوى الأداء الغريب الذى قدمه..!
** حصل محمد صلاح على 7.5 من عشرة فى جريدة بريطانية، فى مباراة ليفربول وإنتر ميلان، وفى جريدة أخرى حصل على 8 من عشرة. وكانت الإشادة بهدفه فى مرمى الإنتر من أسباب الدرجة فى الصحيفتين، وأضيف إلى الأسباب دوره الدفاعى فى المباراة وعودته إلى خط الظهر للمساندة. كذلك تفاوتت درجة فان دايك «رجل المباراة» بين 8.2 من عشرة وبين 9 من عشرة. وهذا يوضح أن درجات اللاعبين تحتمل وجهات نظر إلا أن الفروق لا تكون بعيدة. والأهم من هذا كله أننى أتابع درجات صلاح فى البريميرليج وفى دورى أبطال أوروبا، ولا أذكر أنه حصل على 3 من عشرة. ربما يكون حدث ذلك ولم أعرف، لكن فيما عرفته وقرأته لم يحصل صلاح على 3 من عشرة!
** حصل ميسى أسطورة القرن الحادى والعشرين فى كرة القدم، والذى يوصف بأنه أعظم لاعب فى تاريخ اللعبة، حصل على 3 من عشرة فى مباراة باريس سان جيرمان وريال مدريد فى دورى أبطال أوروبا التى انتهت بفوز باريس بهدف نظيف سجله مبابى فى الدقيقة 94 من تمريرة ساحرة أرسلها له نيمار. وقد قامت الدنيا ولم تقعد على رأس صحيفة الإيكيب بالفرنسية الرياضية الشهيرة التى منحت ميسى 3 من عشرة. كيف تجرؤ؟
** هل كان ميسى سيئا فى مباراة ريال مدريد لدرجة منحه 3 من عشرة ؟ هل السبب أنه أهدر ضربة جزاء وهى خامس ضربة جزاء يهدرها من 32 ضربة جزاء سددها فى بطولة دورى أبطال أوروبا؟ وقالت الإيكيب فى تعليقها على أداء ميسى إنه كان قليل الجهد البدنى وتائها وإنه لأمر محزن فى رؤيتة هكذا!
** فى هذه المباراة كانت تسديدات ميسى كلها طائشة فى أجساد لاعبى الريال، وهو لم يصنع فرصة واحدة لزملائه، ولم يقدم تمريرة مؤثرة، وأهدر ضربة جزاء، ولم يسجل أى هدف. وخسر الكرة 151 مرة وهو رقم كبير بالنسبة لميسى المبدع الذى يراوغ الجميع ويمر منهم كما يريد أو كما كان يريد.. ويبقى السؤال: هل لأنه ميسى فإن درجاته يجب أن تكون أعلى من 3 من عشرة؟
** أظن أنه صعب جدا ألا يكون ميسى قد أظهر شيئا ما يستحق عليه درجة أكبر قليلا. إلا أن التفسير الذى أراه لهذه الدرجة هو أن الإيكيب وضعت صورة ميسى وإبداعاته أمامها وهو يلعب أمام ريال مدريد هذه المرة. ومقارنة بما قدمه طوال سنوات مع برشلونة وفى مواجهة ريال مدريد فهو ربما يستحق هذه الدر جة. لكن فى الواقع على مستوى كرة القدم فى أوروبا يكون نادرا حصول لاعبين على الدرجات الأدنى، مثل صفر أو ( 1 ) أو (2 و3).. بينما فى مسابقات أخرى بدول أخرى يمكن أن ينال نصف فريق درجة (صفر) من عشرة.