توقيت القاهرة المحلي 00:33:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمهور عام ..!

  مصر اليوم -

جمهور عام

بقلم - حسن المستكاوي

** الحضور الجماهيرى الكامل فى مباراتى الزمالك والأهلى أمام نهضة بركان والترجى فى بطولتى إفريقيا كان الوقود الذى منح لاعبى الفريقين طاقة إيجابية وبدنية هائلة. فلعب الفريقان بروح ونضال على كل كرة وعلى أى كرة. وهذا الحضور والإقبال أضاف إلى مشهد الكرة المصرية صورته الجميلة، فالمدرجات بها صوت الموسيقى وهتافات، وأهازيج، ورسائل اجتماعية وسياسية، سجل بها هؤلاء الشباب، وهم الأغلبية، موقفا واضحا من حرب جيش الاحتلال على غزة، فى تسجيل واضح لمفهوم الوعى، فكان الهتاف من أجل فلسطين يهز أركان الاستاد.
** كرة القدم لعبة الجماهير، والرياضة منذ قديم الأزل هى من أجل الناس، ومن أجل التباهى بالمهارة وبالقوة والقدرات البدنية. وهى ترويح، وهى أيضا تصنع شحنات انفعال صحية، وأهم ما تصنعه هو البهجة.
** الآن يقال الجمهور هو اللاعب رقم (1). لكن أصل إشراك الجمهور فى اللعب، يعود إلى عشرينيات القرن الماضى، كما يقول الأديب المكسيكى خوان بيورو فى كتابه «جنون المستديرة»، بأن صاحب تعبير الجمهور هو اللاعب رقم 12، هو الصحفى الأرجنتينى بابلو روخاس باز فى العشرينيات من القرن الماضى عندما كلفه مدير تحرير صحيفة «كريتيكا» أن يكتب تقريرا عن إحدى المباريات، وأن يضفى على مقاله شيئا يجذب الجمهور العام. وقد كانت مباريات كرة القدم فى تلك الأيام يحضرها عائلات اللاعبين أو يحضرها مجموعة من الناس بينما لا تعرف نتيجتها إلا من حكايات المقاهى، وقد كانت المباراة بالفعل حكاية تروى فى تلك الأيام البعيدة.
** سواء كان الجمهور هو اللاعب رقم (1) أو رقم (12). فهو فى النهاية لاعب مهم. وأرى أن كرة القدم لها سحرها الخاص لأسباب عديدة، تتعلق بسهولة ممارستها، وبجوهرها الفريد، وهو الصراع الذى لا تعرف نهايته أبدا، ولذلك توصف دائما بأنها خائنة وغدارة، قد تعرف بدايتها لكنك أبدا لا تعرف كيف تنتهى. وحين تتوجه إليها متوقعا الانتصار تنكسر، وحين تستلم لها متوقعا الانكسار تنتصر. وربما تتقدم إليها فتجدها تتراجع، وحين تتراجع عنها تفاجأ بأنها تتقدم إليك. وهى على مدار العمر والسنين تصغر وتصير أكثر شبابا بينما الناس من حولها يشيخون ويكبرون ويرحلون. فهى اليوم غير ما كانت عليه قبل سنوات، وهى غدا لن تكون مثل ما هى عليه اليوم.. وقد نجرى خلفها كثيرا وطوال الوقت فلا نطولها.. وهى التى علمتنا الحكمة.. وعلمتنا كيف نحب ونحن نكره، وكيف نضحك ونحن نبكى.. أليس كذلك؟!
** ويوما ما قالت مجلة تايم الأمريكية ذات يوم عن مشجعى كرة القدم كما يلى: «تراهم يتدفقون على الملاعب فى جماعات، وفى مواكب صاخبة، ويتزاحمون ويتضاحكون ويتظاهرون، ويتندرون ويتوعدون بعضهم.. تراهم يتدفقون بسيارات مشحونة، وأتوبيسات ضخمة، وقطارات مكدسة، وطائرات خاصة.. وكل شىء قبل المباراة يصاب بالشلل إلا الملعب فهو وحده يصبح فيلما من أفلام فيلينى مليئا بالحياة والحركة والانفعال والضوضاء، مليئا بالغضب والحب والعرق والخوف!.
** وقالت مجلة تايم الأمريكية: «مشجعو وعشاق كرة القدم يتوجهون إلى الملعب بألوان وقمصان الفريق، ويحملون الطبول والدفوف، ويشجعون ويهتفون ويغنون بحماس أثناء اللعب وبصوت كهزيم الرعد. ومشجع كرة القدم يرى فريقه فقط ولا يرى أى فريق آخر. يرى فريقه يلعب وحده ويرى الحكم له وحده.. وهو يرى أن ناديه هو الأول، حتى لو كان الأخير، ويراه البطل السابق والبطل القادم والبطل الوحيد.. وهو يرى بطولات خصومه غير حقيقية، وكلها تحققت بالتحكيم وبالحكام.. ومشجع كرة القدم يرى فريقه دائما على حق بدون وجه حق، ويراه مظلوما مجبونا مغبونا مهما نال من حقوق ويراه دائما منتصرا حتى لو كان مهزوما. أليس كذلك؟!
** قال بعض الجهابذة: لماذا تبالغون فى تأثير الجمهور وأهمية هذا الجمهور للفريق الذى تشجعه؟ لماذا إننا نلعب على المساحة نفسها من الأرض ويلعب 11 لاعبا أمام 11 لاعبا، ويكون هناك حكم فى كل المباريات ونلعب بالكرة نفسها ويكون الهدف هو وضع هذه الكرة فى المرمى الذى لا تختلف أبعاده أيضا من ملعب لآخر فى جميع أنحاء العالم، ولذا كان من المنطقى أن تكون الفرص متساوية سواء كنت تلعب على ملعبك أو خارج ملعبك..!
** هذا تفسير قاصر فقبل سنوات طرح نادى مانشستر يونايتد تطبيقا يسمح لجماهيره فى آسيا وإفريقيا بالتفاعل على الهواء مباشرة مع مباريات الفريق فى البريميرليج بينما كل مشجع يجلس فى منزله بدولته وقارته.. وقد فشلت تماما تلك التقليعة لأنها ليست حية.. أليس كذلك؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمهور عام جمهور عام



GMT 15:08 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

فوز ترامب.. قراءة أولية

GMT 15:06 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إثارة «نظيفة» فى أبطال أوروبا!

GMT 15:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

70 مباراة فى الموسم..!

GMT 15:02 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

قضايا تمهد لشرق أوسط جديد

GMT 15:01 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كلهم يستعدون لنظام عالمى جديد

GMT 14:58 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حملة «ترامب» وحملة «هاريس»

GMT 14:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خياراتنا مع عودة ترامب وبقاء النتن ياهو

GMT 08:49 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 00:33 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon