بقلم - حسن المستكاوي
** قال هانى سعيد المدير الرياضى لبيراميدز إنه مندهش بسبب موقف (كاف) من الأخطاء التحكيمية فى هذا الملعب وآخرها ما حدث خلال مباراتنا أمام مازيمبى بعدما رفض الحكم الغانى دانيال لاريا احتساب ركلتى جزاء واضحتين لبيراميدز فى الشوط الأول. وأضاف هانى سعيد أن حكم المباراة حول دفة المباراة لصالح المنافس بسبب أخطاء واضحة ورفض وأنه لو احتسب ركلة جزاء من الاثنتين كان فريقه سيتقدم ويسيطر على اللقاء. انتهى تصريح هانى سعيد.
** ربما يكون الحكم قد أخطأ بغير عمد أو متعمدا، ومفهوم بالطبع أنه لو كان بيراميدز تقدم بهدف من ضربة جزاء لتغير شريط المباراة، وأصبح مازيمبى فى وضع الضغط وسط جماهيره وعلى ملعبه. إلا أن أهداف الفريق الكونغولى كشفت عن أوجه قصور كبيرة فى دفاعات بيراميدز، وكشفت عن فروق القوة والسرعة، وهكذا كان مازيمبى الفريق الأفضل، وأكثر شراسة، ولم يمنح لاعبى بيراميدز مساحات حركة أو فرص لبناء هجمات خطيرة متوالية، حيث كان أى لاعب فى بيراميدز يجد نفسه محاصرا بلاعبى مازيمبى أو مواجها التحاما شرسا، فى أضيق المساحات، وهو ما أثر سلبيا على الأداء الجماعى لبيراميدز.
** مواجهة القوة البدنية والضغط فى المساحات يتطلب لياقة فائقة، وسرعات، وتحركات مستمرة وخفة ورشاقة. وهو ما لم يتوافر للاعبى بيراميدز بسبب الحرارة العالية، والنقص البدنى والملعب الصناعى. وعلى الرغم من ذلك، وبخروج بيراميدز من البطولة الإفريقية سوف يتكرر السؤال: «ماذا ينقص الفريق كى يحقق بطولة وهو يملك المواهب بمقاييس الدورى المصرى، ويملك الاستقرار والإمكانات ؟».
** تتنوع الإجابات على السؤال، مثل أن الفريق بلاجمهور وبلا شعبية، وأن لاعبيه يفتقدون الضغط الجماهيرى الذى يحفزهم، ويفتقدون الشغف، وكأنهم موظفون فى «شركة إنترناشيونال أجنبية». والواقع أن ذلك ليس سببا كافيا، فهم لاعبون محترفون، ومستقرون ماديا، ويجب أن يكون الأداء بأعلى طاقة فى كل مباراة. وعندما كان باتشيكو مدربا قلت إن أسلوب الفريق لا يليق بمواهبه ومهارات لاعبيه، وإنه عندما يكون المدرب أمامه مهارات مميزة بفريقه، فإن عليه أن يرتقى بالأداء الجماعى ويمزج بين متعة الأداء وبين النتائج. وهو الأمر الذى لم يتحقق.
** الشعبية تحتاج إلى مستوى لعبة أفضل وجمال أداء يجذب الجمهور، ونتائج جيدة، وبعدها سوف تولد الشعبية، وتلك هى المعادلة فى كثير من الأندية، ولكنها ليست نفس المعادلة فى كل الفرق. فقد حققت أندية شعبية فورية نتيجة ظروف تأسيسها، مثل ريال مدريد وبرشلونة، وبوكا جونيورز وريفر بيليت، ورينجرز وسلتيك، وغير ذلك من أندية تأسست لأسباب سياسية ووطنية، وطبقية واجتماعية ودينية، إيديولوجية. لكن بالنسبة لأندية أخرى مثل الأهلى والزمالك فقد كانت القوة والندية فى الاربعين عاما الأولى من عمرهما وراء شعبية الفريقين وسببا لصناعة ديربى تاريخى فى الشرق الاوسط وعلى المستوى العربى. ويكفى مراجعة السنوات الأولى فى الكرة المصرية لرؤية تناوب البطولات بين الفريقين، مثل بطولات كأس السلطان، وكأس مصر، وبطولة منطقة القاهرة، وكان تأسيس الناديين كفريقى كرة قدم بالدرجة الأولى وراء جذبهما لنجوم الزمن فى الكرة المصرية. فجمع الناديان بين الأداء «بمعايير الزمن» وبين النتائج. لكن دون إغفال الصبغة الوطنية للنادى الأهلى الذى فتح أبوابه للمصريين لاسيما طلبة المدارس العليا، والموظفين. وكانت عملية التأسيس مرتبطة بدور وطنى لصاحب الفكرة وهو عمر لطفى بك. بينما كان مجلس إدارة المختلط (الزمالك) من عناصر أجنبية.
** إدارة كرة القدم فى بيراميدز فى أشد الحاجة لوقفة حقيقية، لدراسة أسباب الخروج من دورى أبطال إفريقيا وخسارة كأس الكونفدرالية فى المراحل الأخيرة، وخسارة نهائى كأس مصر أو كأس السوبر، وخسارة مباريات لا يجب أن يخسرها الفريق فى الدورى.. فليس كافيا ولم يعد كافيا تكرار السؤال: لماذا لا يحصل بيراميدز على بطولة؟