بقلم - حسن المستكاوي
** كان ذلك كلاما قاله بيب جوارديولا عن منافسه يورجين كلوب فى معرض حديثه عن مباراة مانشستر سيتى وليفربول قمة كرة القدم الآن. والتصريحات التى أدلى بها كلاهما قبل وبعد المباراة التى تعد مؤثرة فى سباق اللقب، هى ليست تصريحات متبادلة بين مدربين كبيرين، أو دروسا للمدربين الذين يحولون الفوز والهزيمة إلى إساءات وحرب كلامية. إن تصريحات بيب جوارديولا ويورجين كلوب تستحق أن نصفها بأنها دروس فى الحياة لمن يرغب فى التعلم أفضل الدروس.
** قال كلوب بعد المباراة التى انتهت بالتعادل: «لست ساذجا، أرى المباراة جيدا، وإذا سألتنى من كان الأقرب للفوز سأجيب مانشستر سيتى، بكل وضوح، ولكن كانت لنا فرصنا. وفزنا بمباريات أتيحت لنا فرص أقل أمام مانشستر سيتى. نحن لا نتحقق مما إذا كنا جيدين مثل مانشستر سيتى، ولكن ليس الأمر هو أننى أنظر لفريقى وأقول إننا وصلنا للكمال، لأننى رأيت أداء فى كثير من الأحيان ولم أكن راضيا عن الأداء، لأننى أعلم من الذى نواجهه. إنهم ممتازون، إنه أفضل فريق فى العالم، نعم هو فريق قوى جدا، ولا أملك كلمات يمكن أن تجعله فريقا ضعيفا»!
** والمنافسة بين المدربين الكبيرين تعود إلى فترات عمل جوارديولا مع بايرن ميونيخ وكلوب مع بروسيا دورتموند.
** وقال بيب جوارديولا: « أحترم يورجن كثيرا، هو يعرف هذا. لهذا السبب وبعد مرور العديد من السنوات، مازلنا قادرين على القيام بهذا ومازلنا متعطشين للفوز. ترى كم فرصة صنعناها؟ 7، 8، 9؟ كنا جيدين ولم نحقق الفوز. إنه أمر مؤسف ولكنى قلت للاعبين نحن لن نفوز أو نخسر لقب الدورى اليوم والآن من المؤكد أن فريق ليفربول يشعر بالسعادة، ونحن نشعر بسعادة أقل. أنا سعيد للغاية، وفخور بفريقى». وفى المؤتمر الصحفى بعد المباراة أدلى جوارديولا بتلك الجملة الفريدة: «إنه يجعلنى أفضل، سواء فى إنجلترا أو كما كنا فى ألمانيا، كانت هناك هذه المنافسة بيننا. إنها مباريات جيدة من حيث النهج الإيجابى والمتعة. لقد جعلنى مدربا أفضل».
** وتحدث المدربان عن الاستمتاع بالمنافسة بينهما وعن المتعة التى تحفل بها مباريات مانشستر سيتى وليفربول. وهى بالفعل أصبحت قمة كرة القدم فى العالم الآن. والصراع فيها شديد المتعة وكلا الفريقين يلعب بأسلوب يختلف عن الآخر. وكلاهما جوارديولا وكلوب يملك إسلوبا فريدا فى خطط وتكتيكات اللعب، وربما يجعل هذا الاختلاف مبارياتهما ممتعة، وحافلة بالصراع والندية والسرعة، فلا تتوقف المحاولة والمحاولة المضادة، واللقاء يجعلك مشدودا للملعب وتخشى أن يفوتك أى شىء.
** إن ثقافة جوارديولا ويورجن كلوب تنعكس فى تصريحات كليهما عند المواجهة، ومهما كانت النتيجة فإنهما يتبادلا التحية عقب كل مباراة وفعلا ذلك فى تلك المباراة. والاهتمام بردود فعل جوادريولا وكلوب وبكلامهما، هو أمر يدرس للمدربين وللمسئولين الرياضيين والعاملين فى ميدان كرة القدم. فالصراع والمنافسة والسعى للفوز لا يعنى أبدا تشويه الآخر وأداء الآخر. أو التقليل من انتصار الآخر بأى سبب ولأى سبب. وكل الاسباب تبدأ باتهام الحكم، أو أرض الملعب. أو درجة الحرارة. أو نقص الأوكسجين، أو زيادة الرطوبة. أو ضغط المباريات..!
** جعلنى مدربا أفضل.. جعلنى إنسانا أفضل.. أين يمكن أن تجد مدربا أو إنسانا نجاحا وموهوبا يعترف فى قمة نجاحه بأن منافسه علمه وجعله أفضل.. أين؟!