بقلم - حسن المستكاوي
** هات أى مؤلف عبقرى واطلب منه كتابة قصة وسيناريو «بطولة السوبر المصرى فى الإمارات»، وقدم له أسماء الممثلين الذين سوف يشاركون فى الفيلم وهم الأهلى، وبيراميدز، وسيراميكا وفيوتشر، وسيكون الرأى أن البطولة ستكون بين الأهلى وبين بيراميدز، فهما المنافسان المرشحان، بينما يبدو أن سيراميكا وفيوتشر سيكون دورهما ثانويا: «اختصارا الدراما الحقيقية ستكون بين الأهلى وبيراميدز».. لكن المفاجأة التى أضافت للسوبر المصرى بفكرته الجديدة هى أن سيراميكا وفيوتشر كانا فى دائرة الدراما وأضافا مذاقا مثيرا فى البطولة.
** ستجد أن المؤلف كتب فى السيناريو أن الأهلى سوف يتقدم نحو الكأس، ويكاد أن يمسكه بيده، ثم يتعادل فيوتشر فى الدقيقة 81، (لن تصدق) ثم أضاف المؤلف شيئا بدا خيالا مبالغا بأن موديست سوف يسجل هدف الفوز والبطولة فى الدقيقة ١١٤ (لن تصدق مرة أخرى)، بعدما تابع تمريرة عرضية متقنة من الجهة اليسرى بواسطة على معلول، ليسدد ضربة رأس قوية، واضعًا الكرة على يسار جنش، الذى اكتفى بالنظر إليها وهو لا يصدق. ثم أضاف كريم فؤاد الهدف الرابع فى الدقيقة 116، بعدما تلقى تمريرة بالرأس من موديست (نعم من موديست) لينفرد بالمرمى، ويضع الكرة فوق جنش، وينتهى اللقاء بفوز مثير للأهلى 4 / 2 على مودرن فيوتشر.
** كانت تلك بعض مشاهد نهاية الفيلم، المثير الذى بدأ بفوز فيوتشر على فريق بيراميدز بعد 34 ركلة جزاء، وتغلب عليه 14/13 ثم خسر سيراميكا أمام الأهلى فى الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة، عن طريق جوستيك آرثر لاعب سيراميكا بالخطأ فى مرماه. قبل الذهاب بالمباراة لركلات الترجيح. هكذا طلت الدراما فى نصف النهائى.
** ولكن المؤلف العبقرى أضاف على خياله خيالا لا يتسع له خيال أحد من المشاهدين فى صالة العرض. كتب المؤلف متسلحا بعبقرية كرة القدم وسرها، أن المشاهد الأخيرة ليست مجرد مقدمات للنهاية السعيدة التى يفوز فيها البطل بكل شىء، ويخرج الجمهور سعيدا ببطله أو ناقدا للمخرج والمؤلف لأنهما بالغا فى صياغة الدراما. نعم فقد تفوق الأهلى تماما فى الشوط الأول، وحتى الدقيقة 77 من المباراة، وتقدم بهدفين. وتميز الفريق بتحركات مجموعة هجومه الكاملة، فى المساحات وتبادل المراكز. وتقدم إمام عاشور كمهاجم رابع فى أوقات كثيرة وكذلك تقدم مروان عطية وكوكا إلى منتصف ملعب فيوتشر، وهو ما زاد من عدد مجموعة الهجوم، لاسيما مع انطلاقات على معلول ومحمد هانى فى الجناحين، فى توجه واضح لحسم المباراة مبكرا.
** كانت تلك الفترة (77 دقيقة) مسرحا للاعبى الأهلى وهم يجرون ويتحركون ويلعبون باستمتاع كأنهم أطفال يمرحون فى حديقة منزلهم. وتقدم كهربا للأهلى فى الدقيقة 12، ثم أضاف حسين الشحات الهدف الثانى فى الدقيقة 34. وأهدر الفريق كل الفرص الأخرى التى داعبت أقدام لاعبيه كما داعبت قلوب مشجعيهم. 25 ألفا فى الملعب وملايين عبر الشاشات إلا أن لاعبى فيوتشر لم يقبلوا بتلك الحالة، وبهذا الإزعاج، فقد هددوا مرمى الأهلى عبر الكبير عبدالكبير الوادى، وغنام محمد وكان الأمر مجرد تهديد لكنه أصبح واقعا فى الدقيقة 77.
** أخطأ مصطفى شوبير تقدير الموقف عندما تسلم الكرة وأراد أن يلعبها بقدميه واثقا من مهاراته فى التعامل معها بقدميه اليسرى واليمنى بمهارة، بعد أن أثبت ذلك على مدى اللقاء فقابله عمر السعيد بصرامة وصدم الجميع بالملعب بهدف فيوتشر الأول لتشتعل المباراة بالإثارة، وفى الدقيقة 81 أرسل محمد محمود قذيفة ضربت فى كوكا وغيرت الاتجاه لتسكن مرمى الأهلى ويتعادل الفريقان 2/2. ويسكت الصخب والاحتفال فى المدرجات، ونسمع صوت الصمت والقلق. لكن فى لحظة ما، يظهر أنطونى موديست كفارس من فرسان المائدة المستديرة، وهم شخصيات فى الأساطير، عاشت حول الملك الإنجليزى الأسطورة آرثر.. فينقض برأسه مسجلا هدف البطولة الحقيقى، الثالث، ويتحول إلى بطل، بتلك الضربة التى كانت مثل ضربة سيف من فارس، وبعد أن كان حتى تلك الضربة محل نقد و«وزوم وهمهمات فى المدرجات».. فهل يكرر قصة فلافيو؟!