بقلم - حسن المستكاوي
** هم أبطال بالمعنى الحرفى لكلمة بطولة وبكلمة بطل. هم لا يملكون شهرة ونجومية وأضواء واهتمام لاعبى كرة القدم سواء على المستوى الجماهيرى أو الإعلامى. وأرجو ألا يظن أحد أن العالم كله كذلك. غير صحيح. فعلى الرغم من قوة كرة القدم وشهرتها وأموالها، يهتم العالم بالأبطال فى كل اللعبات، لأن هناك فهما لمدى ما يعنيه البطل كى يحقق بطولته. أتحدث عن الكثير من نجوم الرياضة المصرية الذين حققوا إنجازات مختلفة فى عدة لعبات، فى تنس الطاولة والكرة الطائرة والاسكواش، وكرة اليد والخماسى والسباحة القصيرة، وفى مسابقات بطولة العالم للصم، وفى المصارعة وفى رفع الأثقال، وألعاب القوى، والتجديف وسباحة الزعانف والكاراتيه والتايكوندو وكرة اليد وكرة السلة والجودو والرماية، وأرجوكم لاحظوا التنوع، ولاحظوا أنهم أبطال شباب وكبار وسيدات ورجال. هم أبطال من خريجى الحركة الرياضية المصرية، من الأندية ومن القوات المسلحة ومن مراكز الشباب، هم أبطال ربما لا يدرى بهم الكثير من الناس.
** أتحدث عن منتخب الكرة الطائرة الذى هزم اليابان 3/2 فى الدورى العالمى. أتحدث عن بسنت حميدة بطلة العدو القصير فى 100 و200 متر وهى بالنسبة لى كمتابع للرياضة ولألعاب القوى منذ سنوات، لم أكن أظن أن بطلة مصرية سوف تفوز بذهبيتى السباقين فى ألعاب المتوسط. أتحدث عن أبطال الاسكواش على فرج وكريم عبدالجواد ونور الشربينى ورنيم الوليلى ونور الطيب، وغيرهم من أبطال اللعبة الذين جعلوا العالم يدرس جينات الموهبة فى لاعبى الاسكواش المصرى.
** سارة سمير وكريم كحلة ومحمد إيهاب ونعمة سعيد وياسر أسامة وغيرهم فى رفع الأثقال، وأحمد الجندى بطل الخماسى، وهنا سبكى رابعة العالم فى التجديف. فريدة عثمان، ومروان القماش ويوسف رمضان، من أبطال السباحة القصيرة. ومصطفى حسين صاحب ذهبية بطولة العالم للشباب فى المصارعة، ومروان العمراوى بطل العالم فى سباحة الزعانف 3 كيلو مترات. وهنا جودة معجزة تنس الطاولة. ولا أستطيع إحصاء كل الأبطال.
** عندما يحصل سباح مصرى على بطولة الجامعات الأمريكية فهذا إنجاز حقيقى، لأن الجامعات الأمريكية هى مصانع المواهب. وعندما تفوز فريدة عثمان بذهبية أو برونزية بطولة عالم فهذا إنجاز غير مسبوق، وعندما يهزم منتخب الكرة الطائرة نظيره اليابانى فهذا إنجاز. ويمكن أن أعدد الإنجازات. لكن للأسف هناك فهم مغلوط لمعانى البطولة وللانتصارات، وقد سبق وأشرت مرات إلى أنه فى الألعاب الأوليمبية وهى أرقى منافسات الرياضة وأقواها يشارك عشرة آلاف رياضى ورياضية ويحرز الميداليات 900 منهم وربما أكثر قليلا، بينما ينال الآخرون شرف الفوز بمراكز متقدمة، وهى مراكز تستحق التقدير لصعوبة تحقيقها.
** إن هؤلاء الأبطال يعانون من مشاق التدريب، ومن الحرمان من كثير من مباهج الحياة، وحوض السباحة وبساط المصارعة وميدان الرماية وملعب السلة والطائرة واليد وقارب التجديف وغيره بالنسبة لهؤلاء النجوم مثل المحراب، يبذلون كل جهد من أجل البطولة والنجاح.
** أعرف أن هناك دولا متقدمة فى الرياضة، وهى أيضا متقدمة فى الصناعة والتجارة والزراعة والتكنولوجيا والاقتصاد، وهى دول عظمى، وأعرف، أن دول مثل جاميكا وكوبا تفوقت فى مسابقات السرعة وفى الملاكمة، ودخلت قوائم الميداليات الأوليمبية، وأقول ذلك ردا على من يقرأ تلك السطور ويسأل: وماذا عن جاميكا وكوبا وماذا عن غيرهم؟ وأرد: وماذا عن سيطرة مصر على كل بطولات العالم فى الاسكواش مثلا؟
** أعرف أيضا أننا ينقصنا الكثير جدا للوصول إلى مصاف دول متقدمة رياضيا وتحقق ميداليات عالمية وأوليمبية، لكننى أعرف أن الرياضة تحتاج إمكانات هائلة، وأنها ليست ثقافة عامة فى بلادنا، ولا نملك 20 مليون لاعب تنس مثل أمريكا، وأعرف أن الرياضة لظروف اقتصادية قديمة جدا جعلت ممارستها ترفا. ومع ذلك كل بطل يرفع راية مصر يستحق التحية، وهم مصريون مائة فى المائة، فلم نبدأ بعد مرحلة شراء الأبطال والمواهب وتجنيسهم والتباهى بهم..
** عاش أبطال اللعبات الفردية والجماعية الذين يعيشون فى ظل كرة القدم!.