بقلم - حسن المستكاوي
** أهم حدث بالنسبة لى كمواطن مصرى هو حرب أكتوبر 1973 وقد عشت زمنها وزمن حرب 1967. والبعض يرى أن مجالى هو الرياضة فلماذا أكتب مقالا عن انتصار أكتوبر بل ولماذا أبدى رأيى فى أى شىء يتعلق بالوطن؟
** أمر غريب فلماذا يكون ذلك حقا لأى مواطن، مهندس أو طبيب أو محاسب ولا يكون حقا لى؟ هل السبب أننى أشغل مساحة إعلامية ولا أطرح رأيى على مائدة فى النادى بين الأصدقاء؟ الإجابة: راجعوا مقالات كبار الصحفيين السياسيين أو المثقفين والأدباء فلماذا كتبوا الكثير عن انتصارات منتخب مصر والأهلى والزمالك وتناولوها بوجهات نظرهم؟
** أتحدث عن حرب أكتوبر، وكيف ننمى وعى الأجيال القادمة بما جرى فى الحرب من تضحيات وانتصارات وتجاوز لأصعب محنة عاشتها مصر فى العصر الحديث وهى حرب 1967؟
** كنت فى صالة السينما أتابع فيلم الممر إنتاج 2019، وفى نهاية العرض دوى صوت التصفيق فى القاعة، ووجدت أن معظم أصحاب تلك التحية من الشباب. وحين سألت أبنائى الذين حضروا عروض الفيلم قبل أيام وهل صفق الحضور أيضا كانت الإجابة نعم. والواقع أن هذا التجاوب الإيجابى لم يكن موجها مباشرة إلى الفنان أحمد عز بطل العمل أو إلى زملائه، وإنما كان موجها للحظة انتصار للوطن. وبذلك وصلت رسالة الفيلم.
** لقد أنتجت السينما الأمريكية وكذلك البريطانية والنرويجية والإيطالية بل والألمانية عشرات الأفلام عن الحرب العالمية الثانية، وبعضها كان شاملا يتحدث عن أطول يوم فى التاريخ وإنزال قوات الحلفاء على شاطئ نورماندى، وبعضها تناول بعض المعارك فى الحرب، وقدم الألمان فيلما بعنوان «القارب» وكان عن مأساة جنود الغواصات الألمانية فى الحرب، وهو سلاح ضم 40 الفا، وقضى نحبة منهم 30 ألفا. وهناك عشرات الأفلام التى أنتجت عن الحرب العالمية الثانية وبعضها أنتج فى الخميسنيات والستينيات، ثم فى سنوات أخرى حتى العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، ومن تلك الأفلام وصلت العديد من الرسائل إلى أجيال لم تعش الحرب، منها أهوال وفظائع القتال، وصعوبة قرار الحرب، وتكلفته الباهظة على الشعوب وعلى الإنسانية، ومن الرسائل التى صدرت إلى أجيال كانت تلك البطولات التى حققها الحلفاء لاسيما الأمريكان، حتى اختزن العقل أن الجندى الأمريكى لا يقهر.
** فى تاريخ حرب أكتوبر بطولات لا تحصى، وليس تلك هى المرة الأولى التى أطالب بها بفيلم وأفلام عن الحرب، واذكر أنه عندما زار الرئيس مبارك جريدة الأهرام عام 1992، واجتمع بنا وكنا 12 صحفيا فقط، حدث أن طالبنا الرئيس بإنتاج أفلام عن حرب أكتوبر. وبطولات الجيش فى تلك الحرب عديدة وتفاصيلها يجب أن تصل إلى الأجيال القادمة مثل معركة رأس العش، ومعركة بناء حائط الصواريخ، ومعركة جزيرة شدوان، ومعركة المنصورة الجوية، ومعركة الدبابات الكبرى، ومعركة صمود الإسماعيلية والسويس أمام محاولات الغزو الإسرائيلى، ومعركة المزرعة الصينية، حتى معركة الثغرة والاستعداد لتصفيتها.
** ولا أتصور فيلما روائيا كبيرا دون عرض لحظة رفض الشعب المصرى لهزيمة 67، ورفض قرار الرئيس عبدالناصر بالتنحى، فقد خروج الملايين فى يومى 9 و10 يونيو تكليفا للرئيس بقيادة مصر نحو معركة الثأر، وتحمل هذا الأجيال ومن بعده أجيال وأجيال تكلفة باهظة على المستوى الاجتماعى من أجل معركة تحرير الأرض.
** ربما كنت تنتظر مقالا عن فوز الأهلى على إنبى، أو مشاركة المغرب لإسبانيا والبرتغال فى استضافة مونديال 2030، على أن تقام أول ثلاث مباريات فى أوروجواى والأرجنتين وباراجواى، وهى المرة الأولى التى تقام فيها كاس العالم فى 6 دول و3 قارات. لكن الفكرة أنها احتفالية بمناسبة مرور مائة عام على انطلاق كاس العالم. ومؤكد ستكون مباراة الافتتاح فى أوروجواى التى استضافت أول بطولة.
** ربما كنت تنتظر مقالا خاصا بأهم الأحداث الرياضية، لكننى فى هذا اليوم لا أجد أهم من حرب أكتوبر، التى اندلعت شرارتها فى الساعة 2٫05 بضربة جوية شاركت بها ما يقرب من 220 طائرة.