توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة تحليل مباريات كرة القدم (1)

  مصر اليوم -

قصة تحليل مباريات كرة القدم 1

بقلم - حسن المستكاوي

 

** جوناثان ويلسون، وصمويل مارتين، وروب سميث، وبيتر لاشلى، وسام دالينج، وغيرهم وغيرهم، عشرات من الصحفيين الرياضيين الإنجليز الذين يضيئون صفحات أعرق الصحف البريطانية بكلماتهم وتحليلاتهم لمباريات كرة القدم. وهم يفعلون ذلك بالكتابة، وليس عبر شاشات وميكروفونات سكاى أو بى. بى. سى. ولم يسأل أحد: كيف يتحدث هؤلاء فى كرة القدم ويحللون المباريات؟ وأصحاب هذا السؤال لهم وجهة نظر جديرة بالاحترام، وتتطابق روح العصر، بما فيه من تكنولوجيا، إلا أن تحليلات الصحفيين الرياضيين فى بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها، تكون عميقة، وبليغة، ودقيقة. وكل منهم قادر على صياغة ما يكتبه بكلمات أمام شاشات التليفزيون، من خلال برامج التحليل. وبتعبيرات بسيطة وبليغة تصل إلى عقل المتلقى بسلاسة.

** منذ اخترع جوتنبرج الطباعة عام 1436 ومنذ أنشأ محمد على باشا عام 1828 جريدة الوقائع المصرية شهدت الصحافة وبالتالى الصحافة الرياضية أشكالا من التطور وتأثرت بالإذاعة والتليفزيون. وقد سبقت الصحافة الرياضية الأجنبية صحافتنا الرياضية بزمن ففى الولايات المتحدة صدرت أول صحيفة رياضية متخصصة عام 1829 وهى يومية تحمل اسم « روح العصر». وفى 13 أكتوبر عام 1902 أصدر الفرنسى هنرى ديسجرانج صحيفة يومية وكتب فيها مدير تحريرها روبير جيرين أول وصف لمباراة كرة قدم بين منتخبى المجر والنمسا.. وكانت الأهرام أول صحيفة عربية تخصص مساحة للرياضة وعلى الرغم من توالى قيادات وأسماء أشرفت على ابواب الرياضة بالأهرام، يبقى مسجلا للأستاذين إبراهيم علام ونجيب المستكاوى أنهما صاحبا أكبر تأثير فى التطور الذى طرأ على التغطية الرياضية بالجريدة على مدى عمرها وكلاهما كان رائدا سابقا عصره.

** إبراهيم علام هو الذى أدخل التغطية الرياضية إلى الأهرام.. وكان رائدا فى ذلك، وممارسا وفاهما لهذا النشاط الرياضى الجميل. وسابقا عصره. ونجيب المستكاوى كان رائدا فى أسلوبه، وممارسا وبطلا فى ألعاب القوى وأديبا له ترجمات ومؤلفات، وكان فاهما لروح العصر، فجذب القراء إلى الرياضة وأرسى مدرسة فى النقد الرياضى مازالت قائمة حتى اليوم.

** يوم السبت 4 نوفمبر عام 1922 ولدت الصفحة الرياضية فى الأهرام حين بدأت فى تخصيص زاوية ثابتة فى صفحتها الثانية تحت عنوان: «الألعاب الرياضية».. وكانت المساحة عبارة عن خبر صغير يتوارى خجلا بجوار أخبار بورصة القطن والبرقيات المرسلة من الأقاليم على نغمات دقات التلغراف. وكان إبراهيم علام الموظف فى وزارة العدل صاحب الفضل فى ظهور باب الرياضة بالأهرام، وأول من كتب الرياضة فى الجريدة ووقع باسم جهينة كما عمل معه حسن عفيفى سكرتير كلية الزراعة. حيث أفسحت الأهرام فى عددها الصادر يوم الأربعاء أول نوفمبر عام 1922 مساحة فى صفحتها الأولى لإبراهيم علام تحت عنوان: «الرياضة البدنية والصحافة المصرية» يناشد فيها الجريدة الاهتمام بالرياضة. ووافق رئيس تحرير الأهرام على اقتراح إبراهيم علام. الذى أصبح رائد النقد الرياضى الحديث فى مصر.

** ومن صور الأخبار التى تنشر فى ذاك الوقت نتيجة مباراة لكرة القدم ويمكن أن يتضمن الخبر ما يلى بالنص: «وعقب المباراة دخل اللاعبون إلى غرفة الملابس لأخذ حمام ساخن للاغتسال والراحة»!

** كان للوجود الأجنبى فى مصر أثره البالغ على اهتمام الأهرام بالرياضة، حيث خلق هذا الوجود شكلا من اشكال التنافس بين الفرق المصرية والإنجليزية. فنشرت الأهرام خبر فوز المختلط (الزمالك) على فريق الألسترز يوم السبت 11 نوفمبر عام 1922. ووصفت المباراة كأنها معركة حربية، وقالت فى معرض الوصف: «أمطر المصريون الفريق الإنجليزى بإصابة تلو الإصابة من جميل عثمان أفندى، ومن على رياض أفندى ثانيا، والمدهش ثالثا من محمد جبر أفندى، وهنا تبدد أمل الفريق الإنجليزى وخرج مجبرا على الاعتراف بتفوق حجازى بك وفرقته».

** كانت تلك لغة الصحافة الرياضية ولغة الزمن.. لكن كيف كان تحليل مباريات كرة القدم قبل ظهور زمن الأستديويهات التحليلية فى مصر؟

** للحديث بقية إن شاء الله.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة تحليل مباريات كرة القدم 1 قصة تحليل مباريات كرة القدم 1



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon