بقلم - حسن المستكاوي
** كنت بصدد الكتابة عن جائزة أحسن لاعب فى نهائى كأس مصر ولمن يجب أن تذهب. إلا أن الحفل الخامس لقادرون باختلاف تذهب خلفه أى كتابات، وأى أحداث. شرف الحفل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى تكريما كعادته لهؤلاء الأبطال، ولأسرهم الأبطال أيضا. الذين كانوا دوما فى ظهر أبنائهم. وكان الرئيس سعيدا وسط الأبطال، مشاعره تلقائية وصادقة.
** الطريف أن الحفل الذى يحتفى بذوى الهمم كل عام، ذهب إلى لقاء نهائى كأس مصر من خلال حوار طريف جدا بين الزميل الشاب هانى حتحوت والشاب عبدالرحمن المحب لنادى الزمالك والذى يتمنى الانغماس فى تحليل المباريات. وحين سأله الرئيس عن توقعاته للفائز فى مباراة نهائى كأس مصر بشرط عدم تأثير الانتماء على رأيه، أجاب عبدالرحمن: الزمالك. لكن يا عبدالرحمن لا يمكن لمحلل أن يجزم بفوز فريق على الآخر فى معظم مباريات كرة القدم. ولا يمكن أن يجزم محلل بفوز الأهلى أو فوز الزمالك، فهذا لقاء لا يخضع لأى حسابات يا عبدالرحمن.
** حضر نهائى كأس مصر فى السعودية وحضر الفنان الإماراتى الرائع المبدع حسين الجاسمى. والأمر هنا يعكس مفهوم المحيط العربى ومعنى الأخوة، ولو كان ذلك بأبسط تعبير وأبسط دور. إنها مشاعر حقيقية وصادقة، ولا يمكن لإنسان أن يفسدها. وأصيغها هنا لأنى بالتربية، وبدروس مراحل الطفولة والشباب ثم العمل المهنى أدركت تأثير العروبة. وقد أشاد السيد الرئيس فى كلمته بالدعم الإماراتى فى مشروع رأس الحكمة. وهو دعم حقيقى يجسد كل مشاعر العروبة.
** طلب عبدالرحمن تحقيق حلمه بالانضمام لعضوية نادى الزمالك، وعلى الفور رد حسين لبيب رئيس النادى بتسلمه العضوية اليوم فى الساعة الثالثة. أمام الإنسانية لا يمكن أن يتردد إنسان، كذلك كان حوار الزميل الشاب إبراهيم فايق مع شابة جميلة صغيرة ممتعا لخفة ظل الإثنين، إبراهيم فايق والشابة الجميلة كما كان يحدثها الرئيس.
** جبر الخاطر أعظم ما فى هذا الاحتفال السنوى، والرئيس يحرص دائما على حضور هذا الاحتفال الإنسانى الجميل بالقادرين باختلاف. وهو عمل طيب، وعمل خير حقيقى يعزز قدرة الله سبحانه وتعالى. أصحاب الهمم وذوو القدرات الخاصة يعانقون الرئيس بسعادة وبحب صادق عفوى فقلوبهم تستشف بمنتهى البراءة مشاعر الرئيس تجاه كل منهم وإيمانه بحقهم فى المشاركة المجتمعية والاهتمام بهم وبتطلباتهم.. وقد كانت معانقة الأبطال من أصحاب الهمم وذوى القدرات الخاصة مشهدا تكرر كثيرا فى احتفالية «قادرون باختلاف» التى نظمتها وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصرى للإعاقات الذهنية والبدنية. وجرت الاحتفالية تحت ظلال مشاعر إنسانية، هزت قلوبا وأدمعت عيونا حبا وإعجابا ورفضا لكل مشاهد التنمر التى يمكن أن تصيب المجتمع.
** أتذكر فى حفل سابق، كلمة لابنة محافظة الإسماعيلية المهندسة أمل مبدى رئيس الاتحاد الرياضى المصرى لذوى الإعاقات الذهنية، وعضو الاتحاد الدولى: «لقد خلقنا الله من نفس واحدة ويسر كل منا لما خلق له. ولكن مع الأسف ما زال فينا من يقسو. ما زال فينا من يسخر ويتنمر. إن الدمج أساس من أسس العدل التى تقوم عليها الدول ولنا كل الحقوق وعلينا واجبات. اختلاف قدراتنا رحمة».
** منذ 30 عاما وأكثر أصبحت الأندية هى المكان الطبيعى لإفراز المواهب، وهى جوهر الحركة الرياضية المصرية الآن بشكل عام. وتمثل القاعدة العريضة للممارسة من خلال الأعضاء وأسرهم. وقد انتشرت فى الأندية المصرية مدارس اللعبات المختلفة التى يشارك بها أبناء الأعضاء.. وأسست أندية أكاديميات ومدارس لذوى الهمم والاحتياجات الخاصة. وتقيم لهم كل عام حفلات تكريم وتقدير على تلك الإرادة والعزيمة. وعلى إفراغ طاقات بدنية فى ممارسة النشاط الرياضى.
** إن الأندية الرياضية هى مصانع المواهب والأبطال فى شتى الألعاب. وهى البوتقة التى تحتوى ذوى الاحتياجات الخاصة. وهم أصحاب إرادة وعزيمة وقدرات خفية وراء إعاقاتهم، يفرزها ممارسة الرياضة.