بقلم - حسن المستكاوي
** أكتب قبل مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ. فهل اكتملت الدراما؟
كتب دورتموند خامس الدورى الألمانى نصف دراما دورى أبطال أوروبا، حين تغلب على باريس سان جيرمان، ملك الكرة الفرنسية على ملعب الأمراء. قاتل الفريق الألمانى بشجاعة وببراعة وقام ببناء جدار برلين فى الشوط الثانى تحديدا ليصل إلى النهائى الأوروبى الثالث فى تاريخه. كتب دورتموند نصف الدراما وساعده كل الحظ . فقد ضرب باريس سان جيرمان العارضة والقوائم 6 مرات فى مباراتى الذهاب والعودة. مرتان على ملعب دورتموند وأربع مرات فى باريس.. لكن مهما كان ومهما عاند الحظ بطل فرنسا لقد كان لاعبو دورتموند فى الشوط الثانى مثل بحارة سفينة تواجه عاصفة وبحرا هائجا، لكنهم صمدوا بشجاعة مذهلة.
** قبل مباراة باريس سان جيرمان ودورتموند كانت كل التوقعات تشير إلى تأهل الفريق الباريسى، كما أشارت أيضا كل التوقعات قبل مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ إلى تأهل الريال فى ملعب بيرنابيو أو وادى مدريد المسحور. هل تأهل الريال؟
** إنه النهائى الثالث لدورتموند، المرة الأولى عام 1997 عندما هزم يوفنتوس 3/1، وفى المرة الثانية كتب تاريخا مع بايرن ميونيخ حين لعب الفريقان المباراة النهائية لبطولة 2013 يوم السبت، 25 مايو، فى ويمبلى فى لندن. وكانت هذه المباراة الأولى التى جمعت بين ناديين ألمانيين فى نهائى دورى أبطال أوروبا. والحقيقة أن دورتموند يبدو فريقا عاديا بلا نجوم فضائية، وكان ضمن التصنيف الثانى عند إجراء قرعة المجموعات، لكنه فى الطريق إلى النهائى تجاوز أيندهوفن، وأتلتيكو مدريد وميلان ونيوكاسل وباريس سان جيرمان.
** الآن يبدو أن الفصل الأخير فى رواية كيليان مبابى وباريس سان جيرمان قد طوى القصة، وعلى الفريق الفرنسى الاستعداد لما بعد عصر مبابى أحد أفضل اللاعبين فى العالم. فهل يتجه إلى ريال مدريد كما كان يريد بحثا عن فريق قادر على تتويجه بالبطولة واللقب الحلم؟
** بغض النظر عن كيليان مبابى الذى تدخل من أجله الرئيس ماكرون كى يستمر مع ناديه. لا شك أن عملية بناء فريق يفوز بدورى أبطال أوروبا لم تكن ناجحة، فلا يكفى نجم واحد من الطراز السوبر، ولا يمكن أن يدور فريق فى فلك نجم واحد حتى لو كان بجواره نجوم آخرون. كما أن خطة صناعة اسم عالمى للفريق لم تنجح، بشراء نيمار المصاب كثيرا، وبالتعاقد مع ميسى وقد قضى أشهرا يلعب وهو يمشى. ولا حتى التعاقد تجاريا مع دافيد بيكهام. كل هذا لم ولا يصنع فريقا يفوز ببطولات كبرى ولا يصنع شعبية خارج الدولة وخارج القارة، ولا يكون طرفا فى أى كلاسيكو. إن صناعة فريق بالمواصفات العالمية يبدأ بمدرب له أسلوب وشخصية، وبتكوين فريق يضم مجموعة مهارات قادرة على اللعب فى أضيق المساحات بالسيطرة فرديا وجماعيا على الكرة وعلى اللعبة.
** إن تأهل دورتموند للمباراة النهائية يعد استثناء وحتى لو فاز باللقب فهو أيضا استثناء مقارنة بالفرق العظيمة فى تاريخ كرة القدم الأوروبية. لقد سجل ماتس هوميلز الهدف الذى يعنى كل شىء لدورتموند، فى مرمى باريس سان جيرمان. وبعد المباراة انفجرت احتفالات أنصار الفريق فى الملعب أو فى ألمانيا وهم يأملون بتكرار إنجاز 1997 الذى صنعه جيل ماتياس زامر، بول لامبرت، كارل هاينز ريدل، لارس ريكن.. ترى هل يمكن أن تكتمل الدراما وأن يستمر الحظ أو أن يكون كافيا لدورتموند اللعب بشجاعة ونضال؟!