توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدار «البنتاجون» البرازيلي! (4)

  مصر اليوم -

جدار «البنتاجون» البرازيلي 4

بقلم - حسن المستكاوي

** تلك المقالات ليست دفاعا عن الصحافة الرياضية، وإنما هى أولا دفاعا عن فكرة وتوضيحا للشك باليقين، ثم إنها إجابة منطقية على سؤال حول حق الصحفى الرياضى فى تحليل مباريات كرة القدم، وقد أشرت إلى أسماء صحفيين إنجليز يحللون مباريات كرة القدم كتابة فى أرقى وأعرق الصحف البريطانية بأسلوب شيق ورشيق، وغنى بالمعلومات وبالثقافة. وهناك عشرات مثلها فى إيطاليا وإسبانيا. فهل المقصود بالتحليل هو الجلوس باستوديو وأمام شاشة وميكروفون أم أنه التحليل فى المطلق بأى وسيلة، مرئية أو مسموعة أو مكتوبة؟
** أظنه التحليل بصفة عامة.. ولذلك أعود مرة أخرى إلى تحليل تناولت فيه مباراة فى كأس العالم 2010، تحت عنوان «أقوى معركة تكتيكية فى المونديال». وكانت المباراة بين البرازيل وتشيلى.. وقلت: كانت المباراة أقوى معركة تكتيكية فى المونديال، بين المدربين دونجا ومارشيللو بيلسا. كانت صراعا على امتلاك الكرة، وعلى المساحة، وعلى صناعة الثغرات، وعلى الاختراق. وبأسلوبين مختلفين. أسلوب برازيلى شديد الحذر والتوازن والدهاء، ويعتمد على المهارات والخبرات. وأسلوب هجومى شجاع، سريع، مصحوبا بحركة كثيرة، تبدو فى بعض الأحيان بلا فائدة!
** تغير منتخب البرازيل. لم يعد كثير التحضير، يتبادل الكرة بعرض الملعب بحثا عن ثقب فى دفاع المنافس، ولم يعد الفريق يلعب الكرة الاستعراضية، التى يعرض فيها اللاعبون مهاراتهم فى محاولة لإبهار المتفرجين وانتزاع آهات الإعجاب. الفريق منذ سنوات يلعب باستحكامات دفاعية، ويستخدم التمرير الطويل والعميق والدقيق لقطع المسافة، واختراق الدفاع المضاد فجأة فى زمن قصير، وبتلك الفلسفة فاز بكأس كوبا أمريكا عام 2007..
** الضغط على الخصم أحد أهم أسلحة تشيلى (تعبير استخدمته قبل 13 عاما)، وكذلك البرازيل. إلا أن مارشيللو بيلسا يرى أن الضغط هو بداية الهجوم. وهو لم يأبه لخبرة البرازيل واسمها، فبدأ المباراة مهاجما، بعدد كبير من لاعبيه، ستة على الأقل، هم ثلاثة مهاجمين، ولاعب وسط والجناحان.. وظل يغير طريقة لعبه خلال اللقاء بين 4/2/1/3 و3/3/1 /3.. فالهدف دائما أن يكون للفريق، أى فريق لاعب واحد زائد فى أى موقع من مواقع الملعب، وفى أى حالة من الحالتين سواء الدفاع أو الهجوم وفى تلك المعركة التكتيكية تفوق دونجا..
** يلعب منتخب البرازيل عادة بثلاثة، رأس الحربة فابيانو، وخلفه روبينيو ناحية الجناح الأيسر، وكاكا خلف فابيانو مباشرة، بينما يترك الجناح الأيمن للظهير مايكون أو لاعب الوسط الذى يلعب أمامه بتلك الجبهة.. وضغط راميريز وساعده روبينيو على لاعب وسط شيلى الأيمن مايريسيو إسلا، وكان روبينيو ينضم إلى الداخل أو يتحرك إلى الجبهة الأخرى (اليمنى)، مما أجهد رقيبه الأساسى كارا، وبين كارا وروبنينو دارت واحدة من أهم معارك المباراة، فكان كارا يتقدم للهجوم فيتركه روبينيو حرا، دون ملاحقة، وعندما تقطع الكرة ويبنى المنتخب البرازيلى هجومه يجد روبينيو خاليا وغير مراقب.. كذلك كان روبينيو بانتقاله إلى الجناح الأيمن أحيانا يشكل مع مايكون ودانى ألفيش زيادة عددية فى الوسط سمحت بتحرك أفضل وأكثر حرية للبديل راميريز.. وزاد دونجا بإضافة لاعب زائد فى الوسط إما يتقدم ليسيو عند امتلاك الكرة، وإما بعودة روبينيو الذى بدا مثل دافيد فيا فى إسبانيا يلعب جهة اليسار، ولا تدرى هل هو لاعب وسط متقدم أم جناح أيسر متأخر.. ويبدو أن منتخب تشيلى لم يعرف كيف يتعامل مع لاعب بهذا التصنيف!
** نجح دونجا فى بناء استحكاماته الدفاعية، فى الخلف، وكان يدافع بسبعة لاعبين دائما، وكان الدفاع محكما وجيدا ومنظما وفى خط الوسط تحديدا الذى كان «البنتاجون» بالنسبة للفريق، والبنتاجون هو مبنى وزارة الدفاع الأمريكية، وهو أيضا إشارة إلى البناء الخماسى، وهذا يساوى الخط المكون من خمسة لاعبين وبناه دونجا فى وسط الفريق البرازيلى.. ونجح دونجا أيضا فى دفع خط دفاعه إلى الهجوم والتقدم عند امتلاك الكرة، لاسيما مايكون وباستوس، فيما تقدم ليسيو فى كثير من الأوقات حرا بلا رقابة من وسط تشيلى....
** المباراة كانت جيدة، واستمرت البرازيل فى البطولة كما يريد أنصارها، وخرجت تشيلى من البطولة وقد كسبت المزيد من الأنصار إعجابا بشجاعة لاعبيها ومدربها..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدار «البنتاجون» البرازيلي 4 جدار «البنتاجون» البرازيلي 4



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon