توقيت القاهرة المحلي 15:52:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرة القدم فى عالم يصغر كلما كبرنا!

  مصر اليوم -

كرة القدم فى عالم يصغر كلما كبرنا

بقلم - حسن المستكاوي

** بطبيعة بداية العمل فى الصحافة الرياضية فى الدوحة بدءا من عام 1976، تابعت الكرة السعودية، وقبل قرابة 20 عاما كتبت: «تدهشنى الكرة السعودية التى يتنوع فيها الأبطال، وتتنوع البطولات، وتتنوع الدربيات. ففى فترة تكون مباراة القمة بين الهلال والنصر، أو بين الاتحاد والأهلى فى جدة، وأحيانا بين الاتحاد والهلال.. وهذا التنوع فى مباريات القمة وفى التنافس على ألقاب وبطولات الكرة السعودية دليل صحة». ومن دلائل الصحة الكروية، إن جاز التعبير، أن يهبط أهلى جدة إلى الدرجة الثانية الموسم الماضى، ثم يصعد بعد ذلك، فلا يوجد نادٍ أكبر من القانون أو النظام. ومن مظاهر الصحة أيضا انتظام المسابقات، وتطبيق دورى المحترفين بجد، والحضور الجماهيرى الكبير، وجودة الملاعب. وتأسيس رابطة دورى المحترفين، كهيئة عام 2008، ثم تحولت إلى رابطة عام 2012. وحصل 13 ناديا سعوديا على رخصة الاحتراف الأسيوية، وزاد العدد فيما بعد، وعلى مدى سنوات من العمل والتطوير ظل تعريف الكرة السعودية شاملا، فهو ليس المنتخبات وحدها، وإنما الأندية والملاعب والحكام والمدربين والحضور الجماهيرى.
** ومن مظاهر الصحة الاستعانة بخبرات أجنبية، تعمل فعليا، مثل جيمى هيل فى بداية السبعينيات من القرن الماضى، ومثل كارلو نوهرا الرئيس التنفيذى للعمليات بالدورى حاليا، ومثل رئيس قسم التعاقدات مع اللاعبين الحالى مايكل إمينالو. وأذكر أنى فى أكتوبر من عام 2021 تناولت مشروع كرة القدم فى المملكة كأحد مخططات 2030. وبالتالى عند تناول تجربة الكرة السعودية الحالية فليس ذلك انبهارا بهجرة نجوم العالم إلى الشرق، وهو بالمناسبة ليس سباق نجوم واستعراض عضلات أمام الجماهير بين أندية، وإنما مشروع تعزيز قوة الدورى وإضافة تلك القوة كإحدى القوى الناعمة.
** والذين يقارنون بين تجربة السعودية، وتجارب سابقة جرت فى مناطق ودول فى الغرب والشرق، لا يضعون فى تقييمهم حساب الجغرافيا، والزمن، والتطور التكنولوجى، وجينات اللعبة، وجذورها، ثم كيف أن اللعبة يحكمها منذ عقود التليفزيون، ويحكمها الآن ويؤثر فيها بصورة مذهلة كل وسائل التواصل الاجتماعى. وتلك كلها فروق مهمة بين تجربة السعودية، وبين تجارب الولايات المتحدة أو الصين.
** فى مطلع السبعينيات حاولت الولايات المتحدة أن تصنع كرة القدم، بإيعاز من هنرى كيسنجر وزير الخارجية العاشق للعبة، وبدأت المحاولة من حيث انتهى الآخرون، فقامت باستيراد نجوم مثل بيليه وشيناجيليا وجورج بيست وبيكنباور وعشرات غيرهم لعبوا لأشهر الفرق فى ذلك الوقت وهو نيويورك كوزموس. ولم تنجح المحاولة فى وقتها، لأن كرة القدم الأمريكية والبيسبول وكرة السلة، أقوى وأكثر انتشارا من كرة القدم التى يمارسها الكوكب، والنقل التليفزيونى لم يكن بنفس الانتشار العالمى اليوم.
** الصين التى صنعت كل شىء، وأصبحت دولة غنية تملك ثانى أكبر احتياطى للدولار فى بدايات القرن الحادى والعشرين، عجزت عن صناعة كرة القدم بنفس الطريقة التى أرادتها أمريكا. لأسباب جغرافية، وتوقيتات البث التليفزيونى، ومستوى النجوم الأجانب الذين استعانت بهم، بينما الأمر يختلف تماما فى تجربة السعودية، فهم لا يقتربون من نجومية اللاعبين الذين انطلقوا إلى الدورى السعودى ويمثلون أكثر من 40 جنسية. لكن الجانب الأهم هو أن كرة القدم لعبة شعبية فى السعودية، شأن شعوب العالم والمنطقة. وهو فارق مهم بين تجربتى أمريكا والصين السابقتين، على الرغم من دفع وزير خارجية أمريكا كسينجر لتجربة السبعينيات من القرن الماضى، ودفع الرئيس الصينى شى جين بينج لتجربة بلاده ورغبته فى نشر اللعبة. بجانب التطور الذى طرأ على تكنولوجيا التواصل والاتصالات ومناسبة توقيتات مباريات الدورى السعودى، وهو ما لم يكن متاحا بالنسبة لتوقيتات مباريات أمريكا والصين.
** كل دولة الآن تدرك أن حدودها لم تعد كافية فى السياسة والاقتصاد والرياضة والفن، وأنها يجب أن تلحق بالإقليم وبالقارة وبالعالم.. ومنذ سنوات توجهت أندية إنجليزية وإسبانية وإيطالية إلى الشرق الأقصى الأسيوى وإلى أمريكا الشمالية، بحثا عن شعبية وموارد جديدة.. فهذا عالم يصغر كلما مضت أعوام، وكلما كبرنا..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم فى عالم يصغر كلما كبرنا كرة القدم فى عالم يصغر كلما كبرنا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon