بقلم - حسن المستكاوي
** أجرى اتحاد كرة القدم فى إنجلترا تحقيقا مع أحد أعضاء مجلسه، الذى اضطر إلى الاعتذار لقوله إن «أدولف هتلر سيكون فخورا ببنيامين نتنياهو». التحقيق أجرى مع وسيم حق، الذى انضم إلى الاتحاد الإنجليزى بصفته «ممثلًا لمجتمعات كرة القدم من السود» فى عام 2019.
** تسبب وسيم حق بحالة من الغضب بعد أن كتب على حسابه فى وسائل التواصل الاجتماعى (منصة إكس) تعليقا على حرب إسرائيل مع حماس، وهو التعليق الذى شبه به رئيس الوزراء الإسرائيلى بأدولف هتلر. وأمام حالة الغضب ورفض الاتحاد الإنجليزى لما كتبه قام حق، بحذف البوست الذى كتبه ونفى أنه معاد للسامية.
** يذكر أن وسيم حق يشغل أيضًا مناصب فى اتحاد الجولف الإنجليزى واتحاد التنس، وقد قال الاتحاد الإنجليزى إن حق حذف البوست واعتذر عن التسبب فى الإساءة لنتنياهو بعد أن تم لفت انتباه الاتحاد الإنجليزى إلى البوست بعد ظهر يوم السبت الماضى. ولكن سرعان ما صدرت دعوات من اللورد ولفسون، الذى يترأس لجنة تنظيم كرة القدم فى الاتحاد الإنجليزى، لاتخاذ المزيد من الإجراءات.
** وكان حق، الذى شغل سابقًا دورًا فى المجلس الاستشارى للإدماج التابع لاتحاد كرة القدم، قد نشر على حسسابه فى منصة إكس «لقد ضحى نتنياهو بشعبه للحفاظ على السلطة، بينما يحاول الفلسطينيون الحفاظ على عقلهم. أدولف هتلر سيكون فخورا ببنيامين نتنياهو».
** قال اللورد ولفسون: «إن حذف التغريدة والاعتذار هو الحد الأدنى. وهذا أمر ضرورى ولكن من الواضح أنه لا يمكن أن يكون استجابة كافية. يعد استخدام لغة النازية لمهاجمة اليهود أو إسرائيل وهذا إحدى الأمثلة على معاداة السامية». وأضاف اللورد ولفسون: «لقد طلبت من رئيسة الاتحاد الإنجليزى ديبى هيويت تحقيقا رسميا وعاجلا. إنه أمر يجب التعامل معه بمنتهى الجدية». وأكد الاتحاد الإنجليزى فى وقت لاحق أنه سيتم إجراء تحقيق. ووصف متحدث باسم الاتحاد أن البوست الذى كتبه حق «غير مقبول» و«مسىء للغاية». وسيتم التحقيق مع حق الذى أعرب عن دعمه لفلسطين فى الأيام الأخيرة. وبعد حذف التدوينة قال حق: «لفت انتباهى أن تغريدة نشرتها بالأمس تسببت فى الإساءة. لقد حذفت التغريدة وأعتذر دون تحفظ لأى شخص شعر بالإهانة».
** وواجه الاتحاد الإنجليزى انتقادات بسبب رد فعله فى أعقاب الهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل فى 7 أكتوبر. حيث وقف الجمهور دقيقة صمت حدادا على ضحايا الصراع قبل مباراة منتخب إنجلترا وأستراليا فى استاد ويمبلى. وكان النقد نتاج قرار مستقل من الاتحاد الإنجليزى الذى رفض قبل المباراة أن يضاء الملعب العريق بألوان العلم الإسرائيلى، وتعرض الاتحاد الانتقادات عنيفة وصلت إلى حد الهجوم من وزراء وقيادات فى الحكومة الإنجليزية. وقالت وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية لوسى فريزر إن رفض إضاءة الملعب بألوان علم إسرائيل قرار «مخيب للأمال للغاية».
** وبسبب هذا الموقف شعرت جماعات يهودية بخيبة أمل بسبب رفض إضاءة قوس ويمبلى بألوان العلم الإسرائيلى الشهر الماضى. بينما تم الوقوف دقيقة صمت تخليدا لذكرى جميع ضحايا الصراع قبل مباراتى إنجلترا ضد أستراليا وإيطاليا على ملعب ويمبلى. كما أثار الاتحاد الإنجليزى الغضب أيضا بعد الفشل فى إدانة التغريدات حول مقاطعة إسرائيل من قبل ديجى ديفيز، رئيس المجلس الاستشارى للاتحاد.
** قصة وسيم حق، وقصة الهجوم والنقد على الاتحاد الإنجليزى، وقصة الهجوم والنقد على ديجى ديفيز، وقصص إيقاف لاعبين أيدوا ودعموا شعب غزة والقضية الفلسطينية، وغيرها من القصص تكشف لنا عن حرية الرأى المزعومة وحدود تلك الحرية ومتى تكون مطلقة ومقبولة ومتى تكون محرمة وممنوعة. تماما مثل تجارة حقوق الإنسان، وهى تجارة على دول، وحقوق على دول أخرى.