بقلم - حسن المستكاوي
** مباراة ألمانيا وإسبانيا فى دور الثمانية، معركة البطولة، بعيدًا عن استخدام تعبير مستهلك، وهو نهائى مبكر، فالمعركة تعبر عما ينتظر الفريقان فى هذا الدور. الألمان يرغبون فى استرداد كبريائهم المهدر منذ عام 2018 حتى نهاية 2023، عندما بدأ الفريق الألمانى يحقق نتائج جيدة فى مباريات ودية. ثم كانت البدايات القوية فى كاس أوروبا دليلًا على قوة الفريق الألمانى.
وستكون معركة مع إسبانيا التى تملك فريقًا شابًا سريع الحركة، ويملك مهارات فردية عالية، لامين يامال أو جمال، ورودرى، وموراتا، وبيدرى، وكارفخال، وافابيان رويز، ويملك الألمان أيضًا مهارات فردية، جمال موسيالا، وليروى سانى، وفلوريان فيرتز، وتونى كروس، وجوندجان، وهافارتز. وروديجر.
وأركز على المهارات الفردية التى تملك الحلول، لأنها القاعدة التى تصنع كل ما تبقى لفريق من مهارات، مثل اللعب الجماعى وصناعة المساحات، والابتكار والاختراق بخدع، مع سلاح اللياقة والسرعة والقوة. لكن إذا كان الألمان يملكون أيضًا الشراسة والوحشية المشروعة فى استخلاص الكرة فإن الإسبان هم مصارعو ثيران، وفى أسلوبهم تلك الثقافة. لاحظ كيف يمرر الزميل لزميله الكرة فى آخر لحظة من انقضاض الخصم عليه. وهم ملوك التمرير بالاستحواذ، والاستحواذ كى يكون إيجابيًا وناجحًا، لا بد من مهارات عالية وتحركات مستمرة وحيوية الشباب والقدرة على الإبداع والابتكار.
** الطريف أن الصحافة الألمانية كانت ادعت أن ناجيلسمان يرغب فى المركز الثانى حتى لا يواجه إسبانيا فى دور الثمانية، وكان ذلك خيالًا صحفيًا، فالبطل الذى يسعى للبطولة لا يخشى أى فريق. والأمر يختلف من مدرب لفريق قوى، ومدرب لفريق متوسط الإمكانات، فيرسم مسارًا يبعده عن الفرق الاقوى. وأظن أن ألمانيا لا تخشى إسبانيا وإسبانيا لا تخشى ألمانيا. كلاهما يدرك قوة الآخر، وكلاهما يريد البطولة.
** إنجلترا فازت بصعوبة، وستواجه سويسرا فى دور الثمانية. وهى مباراة بين فريقين مختلفين تمامًا وفقًا لمباريات المجموعات ودور الستة عشر. إنجلترا الملقبه بمنتخب الأسود الثلاثة ما زالت منتخب «القطط الثلاث»، كما أراها منذ سنوات طويلة حتى فى البطولات التى قطعت فيها أشواطًا ومسافات متقدمة. فمنذ 58 عامًا لم تفز إنجلترا ببطولة بعد كأس العالم 1966، وهى التى علمت العالم كرة القدم الحديثة منذ قرن ونصف القرن. وهى التى تملك أقوى وأمتع دورى فى العالم منذ سنوات وبعد غياب الدورى الإيطالى واهتزاز الدورى الإسبانى واقتصار الدورى الألمانى والفرنسى على بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان.
** منتخب إنجلترا نجا من الخروج والهزيمة بلحظة إبداع من بيلنجهام أمام سلوفاكيا، فقد ظل مهزومًا وبطيئًا وحائرًا ومدربه كذلك لا يدرى ماذا يفعل حتى سجل نجم الفريق هدف التعادل ليهتف الجمهور لمنتخب بلاده بعدما كان يهتف ضده حتى الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع. أما الفريق السويسرى فهو الذى أخرج عتاولة إيطاليا، حامل اللقب، وسجل بذلك أكبر مفاجأت البطولة حتى حينه. وسويسرا فريق يتمتع بحيوية وسرعات وتنظيم رائع. فكيف يخترق الإنجليز هذا التنظيم؟ وكيف يواجهون حيوية سويسرا؟ أجب ساوث جيت.
** يعتبر المنتخب السويسرى الحالى هو الأكثر نجاحًا فى تاريخ البلاد. لقد وصل جيل الفائزين بكأس العالم تحت 17 سنة 2009 إلى الأدوار الإقصائية فى النهائيات الخمس الكبرى الماضية، وهو أمر لم يضاهه سوى فرنسا. جاءت الضربة القاضية فى بطولة أوروبا 2021، عندما أجبروا فرنسا على خوض وقت إضافى فى دور الـ16 بعد تأخره 3-1، ثم فازوا بركلات الترجيح بفضل تصدى يان سومر الرائع، ويعد مراد ياكين خبيرًا تكتيكيًا متميزًا، وتتمثل قوته فى قدرته على تنظيم فريقه دفاعيًا بشكل مثالى ضد خصوم ذوى تصنيف أعلى. وياكين هو المدرب الوحيد الذى فاز مرتين فى دور المجموعات بدورى أبطال أوروبا ضد فريق يدربه جوزيه مورينيو.
** ساوث جيت يحتاج إلى الكثير جدًا، وهو يواجه سويسرا وما بعدها لو أفلت منها، وهذا الكثير يحتاج إلى زمن، فهل يملك مدرب إنجلترا الوقت؟