توقيت القاهرة المحلي 06:02:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السحر في الكرة الإفريقية داء أم دواء وهمي؟

  مصر اليوم -

السحر في الكرة الإفريقية داء أم دواء وهمي

بقلم - حسن المستكاوي

** إذا كان عدد مواد قانون كرة القدم سبعة عشر قانونا فإن إفريقيا اضافت مادة فريدة وهى مادة «السحر فى اللعبة». نعم السحر بأنواعه المختلفة، وليس سحر لاعب مثل مارادونا أو بيليه أو ميسى أو رونالدو أو رونالدينيو. قانون كرة القدم ينظم كل شىء يتعلق باللعبة. المخالفات وكيفية تنفيذها، مقاييس الملعب. طبيعة أرض الملعب مقاييس المرمى، وزن كرة المباراة، زى اللاعبين، الحكام، وكيفية تنفيذها، مدة المباراة.
** فى كرة القدم الإفريقية يصل الإيمان بالسحر لأقصى مدى عن طريق تدخله فى شفاء لاعب من إصابة أو الفوز بمباراة أو لقب، ويستخدم فى ذلك كل الاساليب الخفية أو المشهودة. ويستعين الساحر بالماعز ورءوس الخنازير ومساحيق كريهة. وبعضهم يستخدم السحر الأسود المعروف بالفودو. وهو سحر انتشر منذ قرون فى البحر الكاريبى وهايتى وبعض دول أمريكا الجنوبية، وفى جنوب الولايات المتحدة أيضا.
** فى مؤتمر صحفى سئل كلود لوروا يوما ما وحين كان مدربا لمنتخب الكاميرون عن الساحر الذى سوف يضمه للجهاز فقال: «إن أول ساحر فى التاريخ هو ميرلين».. وكانت الإجابة مجرد مداعبة وإشارة إلى شخصية خيالية تعود للعصور الوسطى. شخصية ساحر أبيض جبار، ارتبط بميلاد الملك أرثر، وكان السؤال وكانت الإجابة مجرد لعبة هات وخد فى عالم السحر بكرة القدم الإفريقية. وفى عام 1977 اطلعت على تقرير من عدة صفحات فى مجلة اونز الفرنسية عن السحر الأسود فى الكرة الإفريقية. وكان التقرير مصورا والساحر يرتدى زيا أبيض وعمامة بيضاء وقد أمسك بعروسة وغرز بها دبابيس.. ومارس السحر فى غرفة الفريق الذى يناصره. وهذا السحر هو الفودو.
** ووفقا لمعتقد سائد فإن أتباع الفودو يمكن أن يغرسوا دبابيس فى دمى تمثل أعداءهم ويحرقوهم على أمل أن تصيبهم اللعنة. وقبل كأس الأمم الإفريقية 2000 أصدر الكاف بيانا يحذر فيه المنتخبات المشاركة من الاستعانة بـ«المرشدين الروحانيين»، وهى تسمية أطلقت على السحرة لتبرير وتمرير وجود ساحر ضمن البعثة الرسمية. قد سافرت إلى معظم دول القارة مرافقا للمنتخب، والأهلى والزمالك. ورأيت السحر وأفعال السحرة.
** ففى سنة 1982 تحول نادى الأهلى المصرى إلى غانا لمواجهة فريق أشانتى كوتوكو فى إياب الدور النهائى لكأس إفريقيا، لكنه شهد طقوسا غريبة، حيث استعان الفريق الغانى بساحر نزل إلى أرضية الملعب قبل بداية اللقاء، ونثر مساحيق تثير غبارا على العشب، ثم حفر حفرة داخل أحد المرميين ودفن بها رأس خنزير.
الحادثة تكررت بعد سنوات مع فريق الزمالك أمام كوتوكو أيضا فى الملعب نفسه، وأقيمت الطقوس الغريبة ذاتها، وتحدث لاعبو الزمالك عن السحر واشتكوا من الروائح الكريهة التى بثها الساحر فى أرجاء الملعب.
وهناك حادثة أخرى شهيرة وقعت مع منتخب مصر خلال مباراة أمام النيجر، حيث أقدم أحد السحرة على جلب ماعز وطاف بها أرضية الملعب قبل نزول اللاعبين، يومها خسر المنتخب وبرر البعض سبب الهزيمة بأفعال الساحر!
** ومن أشهر الحوادث التى شهدها العالم عن السحر فى إفريقيا، المباراة الافتتاحية لكأس العالم سنة 2010، حين أقدم المنظمون على ذبح ثور أمام مدخل ملعب سوكر سيتى بجوهانسبورج.
** والموضوع لا يقتصر على الفرق المتنافسة.. من بلدان مختلفة ولكنه موجود فى مسابقات محلية.. ففى سنة 2003 وفى قمة الدورى التنزانى بين يانج أفريكانز وسيمبا، تبارز الفريقان بأساليب سحر وشعوذة غريبة، إذ بادر لاعبو سيمبا بوضع مساحيق بيضاء على العشب، فرد لاعبو الفريق المنافس بالتبول على أرضية الملعب!
** منتخب غانا لم يفز بكأس الأمم منذ عام 1982 ويرون أن السبب هو السحر، وقد تأهل النجوم السوداء لنهائى أمم إفريقيا 3 مرات منذ هذا العام، وخسروها فى مرتين أمام كوت ديفوار بركلات الترجيح فى 1992و2015، وأمام مصر فى 2010 بفضل هدف محمد ناجى جدو!
** ويبقى أن الفيفا يرى أن تلك المظاهر تعبر عن ثقافة شعوب. ولكن هذا الوهم يبدو كأنه دواء لداء أصاب كرة القدم فى إفريقيا منذ سنوات طويلة ومازال!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السحر في الكرة الإفريقية داء أم دواء وهمي السحر في الكرة الإفريقية داء أم دواء وهمي



GMT 15:08 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

فوز ترامب.. قراءة أولية

GMT 15:06 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إثارة «نظيفة» فى أبطال أوروبا!

GMT 15:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

70 مباراة فى الموسم..!

GMT 15:02 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

قضايا تمهد لشرق أوسط جديد

GMT 15:01 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كلهم يستعدون لنظام عالمى جديد

GMT 14:58 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حملة «ترامب» وحملة «هاريس»

GMT 14:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خياراتنا مع عودة ترامب وبقاء النتن ياهو

GMT 08:49 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 00:33 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon