بقلم - حسن المستكاوي
** «يوم الصدمة».. هكذا وصفت جريدة الجارديان البريطانية ما جرى فى مباريات الأحد بكأس الأمم الإفريقية، حيث تعادل المنتخب مع موزمبيق، 2/2، وفاز منتخب الرأس الأخضر على غانا 2 /1، وتصدر مجموعتنا، وتعادلت نيجيريا مع غينيا الاستوائية 1/1. لكن الجارديان لم تدرك حجم التغيير الذى طرأ على الكرة الإفريقية، خاصة أن منتخب الرأس الأخضر قدم عرضا قويا ولم يكن صيدا سهلا أمام غانا التى تبحث عن اللقب منذ عام 1982. بينما لم يقدم منتخب مصر عرضا يليق بسمعته، وبدا أن الفريق أمام موزمبيق يستند على عصا التاريخ كأنها تكفيه للفوز على الافاعى السوداء «لقب منتخب موزمبيق». وبالمناسبة أفعى المامبا السوداء هى الأكثر فتكا فى إفريقيا والعالم، بسبب سمّها القوى وحجمها، وضراوة هجماتها..!
هل التعادل كان سببه بعض اللاعبين أم كل اللاعبين؟!
** كالعادة أمسك المنتقدون لأداء المنتخب أمام موزمبيق فى «الأسماء»، فى بعض اللاعبين كأن كل منهم السبب وحده. الننى. زيزو. محمد حمدى. حجازى. عدم وجود مروان عطية، فيتوريا وتشكيله. محمد صلاح لأنه لم يلعب كما يلعب فى ليفربول. وهنا النقد والنقاد يبتعدون عن جوهر كرة القدم، وهو أن هذا كله يمكن اختصاره فى أمر واحد وهو الأداء الجماعى للمنتخب. والواقع أنه كان سيئا للغاية، فالخطوط متباعدة. الفريق يلعب فى مساحة 70 مترا على الأقل، وتفسير ذلك أنه يرجع لسببين:
1ــ ادخار اللاعبين لجهدهم بسبب الحرارة والرطوبة.
2ــ الاستهتار بمنتخب موزمبيق خاصة بعد أسرع أهداف البطولة الحالية حتى مباريات الأحد الذى سجله مصطفى محمد ببراعة.
** بالنسبة للسبب الأول. هل يمكن أن نصدق ذلك بصورة مطلقة ونعتبره سببا؟ الإجابة: لا.. والدليل أداء المنتخب بعد تأخره 2/1، وبالتحديد بعد الدقيقة 58، فقد هاجم وضغط الفريق بكل قوة أملا فى التعادل، فأين كان هذا الإجهاد بسبب الرطوبة والحرارة. نعم لهما تأثير. لكنهما ليسا سبب هذا الأداء المفكك. أما السبب الثانى، فإنها كارثة أن يفقد الفريق تركيزه وتصميمه بالاستهتار بالمنافس.!
** حذرت من مشاكل دفاعية عامة فى لاعبى كرة القدم فى مصر، وأهمها عدم الانقضاض والضغط وترك مساحات للاعب المهاجم كى يمرر أو يسدد أو يلعب كرة عرضية، وكذلك انتظار المدافعين فى مواقعهم لإرسال الكرة العرضية وتحرك المهاجمين المنافسين إليها، ولعبها، فيقفز دفاعنا فى توقيت هبوط المهاجم والانتهاء من ضرب الكرة. وأحيانا كثيرة لا نتحرك لمقابلة الكرة واقتناصها قبل المهاجم. فتكون النتائج غالبا هى ما حدث أمام موزمبيق. كذلك حتى ونحن نفوز أشرت إلى بطء المدافعين فهم يخسرون معظم سباقات الجرى والالتحام مع الخصم.. لكن هل يحدث ذلك دائما؟
** الإجابة: لا.. عندما يتسلح الفريق بالجدية والتنظيم والمسئولية. عندما يتعامل مع المباراة على أنها ذات أهمية قصوى وحاسمة حتى لو كانت ودية كما حدث أمام بلجيكا والجزائر.
وإذا لم نتسلح بالجدية والتركيز والقوة والتكتيك بحركة الفريق ككتلة واحدة وفى مساحة 20 أو 25 مترا سيكون الموقف صعبا. وأمامنا للمرة المائة «عنق زجاجة» آخر الذى أصبح عنوانا يشبه حكايات شهر زاد لشهريار.
** متى تكون مباراتنا القادمة زجاجة بلا عنق؟!