بقلم - حسن المستكاوي
** يوم 2 يوليو 2007 فى استاد القاهرة الدولى. قدم الأهلى والزمالك أفضل وأقوى المباريات بينهما وشهدت 7 أهداف، وقد انتهت المباراة بفوز الأهلى بعد الوقت الإضافى 4/3 بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل الإيجابى بين الفريقين بهدفين لكل منهما، ليحصد الأهلى لقبه الثانى على التوالى فى هذا العام والخامس والثلاثين فى تاريخ البطولة، وقد اصبح عدد ألقابه الآن 38 لقبا. أولها فى موسم 1924/ 1925 وآخرها موسم 2021/ 2022. أما الزمالك فهو أول فريق فاز بكأس مصر فى تاريخ المسابقة، وكان ذلك فى البطولة الأولى عام 1922. وحصل الزمالك على الكأس 28 مرة، كان آخرها فى موسم الماضى 2020/ 2021.
** فى المباراة الشهيرة ذات الأهداف السبعة، تقدم عمرو زكى للزمالك بهدف فى الدقيقة 50 ثم تعادل عماد متعب بعد سبع دقائق، وعاد شيكابالا ليمنح الزمالك التقدم 2/1 فى الدقيقة 65، وقبيل نهاية الوقت الأصلى بدقيقتين، تعادل ابو تريكة فى الدقيقة 88 ليلعب الفريقان وقتا إضافيا، ثم يحسم اسامة حسنى اللقب فى الدقيقة 108 بضربة رأس وهو ما عرف فيما بعد بنهائى اسامة حسنى.
** كانت تلك واحدة من المباريات الممتعة فى تاريخ الكرة المصرية، لما فيها من ندية وصراع، وهو جوهر كرة القدم. فلم يكن جمال المباراة ومتعتها أنها شهدت سبعة أهداف، عبرت عن مهارات أصحابها ولكن النضال والكفاح والندية بين الفريقين وتأرجح النتيجة والسيطرة كانا السر الأكبر فى متعة المباراة، التى اذكر أنى وصفتها فى حينه بأنها أفضل مباريات كرة القدم المصرية فى مائة عام. وصحيح كانت هناك مباريات قوية وممتعة أخرى لكن قيمة تلك المباراة أنها بين الأهلى والزمالك وفى مناسبة نهائى الكأس.
** فى تاريخ لقاءات الفريقين بكأس مصر العديد من الغرائب والطرائف، وفى البطولة حقق الفريقان أكبر نتائج فوز لكل منهما فى مواجهة الآخر. ففى 2 يونيو 1944، فى نهائى الكأس فاز الزمالك على الأهلى 6/صفر، وفى 30 مايو 1937 فى دور الثمانية فاز الأهلى على الزمالك 5/صفر، وكانت المباراة معادة بعد تعادل الفريقين فى اللقاء الأول 2/2. ولم تكن قاعدة الوقت الإضافى مطبقة فى ذاك الوقت.
** لكن أغرب مباريات الكأس بين الأهلى والزمالك كانت من 6 أشواط عام 1949 فى نهائى البطولة وذلك استنادا على رواية موثقة كتبها الزميل ياسر أيوب عام 2018: تقدم الأهلى بهدف أحرزه توتو فى الدقيقة الأولى.. ونجح الزمالك فى التعادل بهدف سجله يونس مرعى قبل نهاية الشوط الأول.. وفى الشوط الثانى عجز الفريقان عن إحراز أى أهداف حتى أطلق الحكم صفارة النهاية. وانتهى الوقت الإضافى أيضا بالتعادل، وتوقع الجميع أن يقتسم الفريقان الاحتفاظ بالكأس بواقع ستة اشهر لكل منهما كما حدث قبل 6 سنوات من تاريخ تلك المباراة. إلا أن مندوب الملك عمر باشا فتحى، رفض فكرة تقسيم الكأس، ورفض أيضا إجراء قرعة لتحديد من يفوز بالكأس.. وأصر على لعب شوطين إضافيين مدة كل شوط سبع دقائق ونصف دقيقة.. ورفض الحكم عزت العشماوى فى البداية هذا الطلب الذى يتعارض مع قوانين كرة القدم.
** وحسب رواية ياسر أيوب صعد الحكم الشاب إلى المنصة طالبا تدخل مسئولى اتحاد الكرة، لكن لم يجرؤ منهم أحد على معارضة رغبة مندوب وياور الملك.. فاضطر عزت العشماوى لجمع لاعبى الفريقين من جديد، وكان معظمهم قام بتغيير ملابسهم، وأخبرهم بأن المباراة ستمتد شوطين خامس وسادس بأمر ملكى، وبالفعل تم استئناف اللعب، وفى الدقيقة الثالثة من الشوط السادس سجل حسين مدكور هدفا ثانيا للأهلى، وبعد قليل أحرز فتحى خطاب هدفا ثالثا للأهلى الذى فاز أخيرا وبعد ستة أشواط بكأس الملك.