بقلم - حسن المستكاوي
** 3 تغييرات أجراها حسام حسن فى الشوط الثانى أمام غينيا بيساو، وكان أهمها وأكثرها تأثيرًا الدفع بإمام عاشور بدلًا من محمد هانى، وهو بذلك صنع تكوينا للفريق به الكثير من المغامرة، لكنها نجحت فى تعزيز القدرة الهجومية للمنتخب وتحويل الاستحواذ الذى كان سلبيًا فى الشوط الأول إلى استحواذ إيجابى فى الشوط الثانى أسفر عن هدف التعادل لمحمد صلاح. لكن لماذا كان الاستحواذ سلبيًا للمنتخب فى الشوط الأول لماذا امتلك الفريق الكرة كثيرًا دون تهديد حقيقى لمرمى غينيا بيساو؟
** ربما درجة الحرارة والرطوبة فى غينيا بيساو (30 درجة و65 رطوبة)، وربما هو درس الشوط الأول من مباراة بوركينا فاسو. حيث قدم المنتخب شوطا قويا ومميزا بالجهد البدنى الكبير الذى بذله كل لاعب واتسم الأداء بالتحركات المستمرة وصناعة المساحات والاختيارات للاعب الزميل الذى يسيطر على الكرة. فكانت المحصلة هذا الأداء الجيد. لكنه استهلك طاقة اللاعبين تمامًا، وتلك ليست مشكلة حسام حسن، لكنها مشكلة الكرة المصرية. وهنا وسوف أكرر: اللياقة العالية ضرورة. السرعات ضرورة. القوة البدنية فى الاستخلاص والالتحام ضرورة. معدل الأعمار الصغير ضرورة. ودون تلك الأساسيات لن يقدر المنتخب على لعب 90 دقيقة فى المستويات الأعلى من مستوى الدورى المحلى.
** نعم خطط وطرق اللعب مهمة والأسلوب مهم والجمل التكيتيكية مهمة. وطريقة الدفاع والضغط العالى، والتحولات بين مواقف الهجوم والدفاع مهمة. لكن بدون الأساسيات المذكورة لو كان المدرب جوارديولا شخصيًا لن نقدر على لعب التسعين دقيقة بنفس القدر من القوة والتركيز. وقد قلت من قبل مرات أن قضية المنتخب ليست لاعبًا محل لاعب لكنها بالأساس مشكلة فريق. وهذا فى العموم الذى كشفه أداء المنتخب فى كاس الأمم الأخيرة. وفى كاس العالم 2018. لكن تبقى هناك مشكلة أخرى.. ما هى؟
** إنها التفسيرات غير المنطقية وغير الفنية، مثل وصف خسارة نهائى الأمم الإفريقية مثلًا أو خروج المنتخب من دائرة التأهل لكأس العالم 2022 لأننا خسرنا أمام السنغال بركلات الجزاء. بينما كان اللعب كله فى المرتين تقريبًا باتجاه مرمانا. وكانت كفة السنغال أفضل. وهكذا دون التقييم الدقيق للفوز وللهزيمة لن نحل المشكلة. وهى فقدان اللياقة والقوة والسرعة سريعًا. وحين تفقد هذا فى لعبة باتت قوامها الأساسى تلك العناصر الثلاثة التى يجب البناء عليها ستبقى مشكلة المنتخب والكرة المصرية. وقبل أن تسأل: لماذا وكيف فزنا بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية؟ فهى مسألة فرق زمنى فى اللعبة وتطورها، وفرق فى الأجيال، المهارات، وفرق فى جهاز فنى رفع الضغوط عن اللاعبين، وقد ذهب الفريق إلى غانا بلا ضغوط لأن أحدًا لم يطالبه بإحراز كأس إفريقيا للمرة الثانية على التوالى. فتحرر اللاعبون من هذا الضغط وأبدعوا وقدموا أفضل كرة قدم فى تاريخ المنتخب بكأس إفريقيا. ولعلها كانت المرة الأفضل، وتليها ما قدمه المنتخب فى بطولة 1998.. وعلى من يتصدى بالنقد والتحليل مراجعة الأداء فى تلك البطولات بدقة وعمق، وعدم ربط جودة الأداء فقط بالنتيجة بمعنى: الأداء رائع للفوز بركلة جزاء أو سوء حظ للخسارة بركلة جزاء. هذا ليس تقييمًا لكنه شىء أقرب للعبة طاولة الزهر؟!
** جملة مهمة قالها حسام حسن بعد مباراة غينيا بيساو: نحن لا نلعب وحدنا فى كل مباراة لا نلعب ضد أنفسنا. وهذا صحيح. ويبقى ضمن ما يجب أن يكون فى الذهن هو زيادة عدد لاعبينا المحترفين فى أوروبا وإطلاق حرية الهجرة إلى حيث الاحتراف الحقيقى الذى يبدأ بالتدريب، وينتهى بأسلوب حياة، فلا سهر، ولا نظام أكل كامل الحرية، ولا انضباط وإنما سلوك يحترم مهنة كرة القدم ويفرض واجبات على اللاعب مقابل ما يحصل عليه من حقوق مادية وأدبية؟!