بقلم - حسن المستكاوي
** غدًا سيكون المنتخب تحت قيادة حسام حسن أمام اختبار آخر، حين يواجه كرواتيا فى دورة العاصمة، فلا شك أن هناك فارقًا كبيرًا فى القوة والتكتيك بين نيوزيلندا وكرواتيا. وقد كان الفوز على الفريق النيوزيلندى خطوة مهمة فى بداية عمل الجهاز الفنى. كما قدم منتخب مصر بعض الجمل الهجومية المميزة السريعة التى عبر خلالها نجوم المنتخب إمام عاشور ومرموش وأفشة ومروان عطية وتريزيجيه عن مهاراتهم الفردية العالية، والتى صنعت حلولًا أنتجت تهديدًا لمرمى الضيوف. لكن فى الوقت نفسه ظهر منتخب نيوزيلندا أكثر تطورًا من سنوات سابقة، وكان منظمًا وشن هجمات مؤثرة وإيجابية، مستغلًا وجود مساحات فى ملعب المنتخب، لعدم الضغط لاستخلاص الكرة مبكرًا من المنافس قبل الاقتراب من منطقة الجزاء المصرية.
** حسام حسن كعادته ظل يلعب بجوار الخط، ويوجه، ويسدد، وينفعل، متحمسًا ومحمسًا للاعبين. لكننى سأكرر ما ذكرته منذ أول يوم تولى فيه تعيين حسام حسن فى أنه يصنع روحًا معنوية عالية للاعبين».
** من كرة القدم إلى إنجاز البعثة المصرية فى دورة الألعاب الإفريقية رقم 13 التى انتهت فى غانا. فقد توج أبطال الرياضة والألعاب الشهيدة الذين يتدربون ويتنافسون طوال حياتهم الرياضية خلف الأضواء ويكافحون ويحرمون أنفسهم من مباهج الحياة، من أجل التدريبات الشاقة، وهى شاقة جدًا على مستوى الألعاب الفردية. فازت البعثة المصرية بـ192 ميدالية، بواقع 102 ذهبية، و47 فضية، و43 برونزية. وشاركت مصر ببعثة تضم 390 فردًا بين لاعبين ومدربين وإداريين فى 20 لعبة، وهى: «مصارعة الذراعين، ألعاب القوى، الريشة الطائرة، كرة السلة، الكرة الطائرة الشاطئية، الكرة الطائرة، الملاكمة، الشطرنج، الهوكى، كرة اليد، الجودو، الكاراتيه، السباحة، تنس الطاولة، التايكوندو، التنس، الثلاثى، رفع الأثقال، المصارعة، كرة السرعة». وكانت مصر توجت بدورة 2019 فى المغرب برصيد 94 ميدالية ذهبية.
** المشاركة ببعثة كبيرة وتحقيق هذا التفوق له أهمية رياضية وسياسية واقتصادية وتجارية أيضًا على المستوى الإفريقى. فهو تأكيد مباشر على مكانة مصر فى القارة. وهذا ليس جديدًا فى ميادين الرياضة، ليس جديدًا أن تستخدم الحركة الرياضية والبطولات والدورات فى توجيه غير مباشر لرسائل سياسية ترسل فى مظروف رياضى، فالولايات المتحدة تمارس هذا الأمر على المستويات الأوليمبية والعالمية، منذ عقود وتنافسها الصين وروسيا وكانت المنافسة سابقًا بين أمريكا والإتحاد السوفييتى وألمانيا الشرقية. لذلك كان قرار المشاركة ببعثة كبيرة قرارًا صائبًا عززت من الدور المصرى الرياضى والسياسى والاقتصادى فى القارة. فمن المفهوم أن تلك الدورات تعد صراعًا حضاريًا تنافسيًا غير مباشر أيضًا. ثم يكفى أن يعزف النشيد الوطنى المصرى فى الدورة فى كل لعبة، وفى كل منافسة، وفى كل يوم من أيام الألعاب الإفريقية. وأرجو أن تحظى البعثة بتكريم واسع على هذا الإنجاز.
** إن تأثير الرياضة مباشر وإيجابى وكبير. وزيارة وفد من الهلال السودانى للنادى الأهلى إضافة إلى علاقة الناديين والشعبين، وقد أكد الكابتن محمود الخطيب، خلال زيارة وفد الهلال، برئاسة هشام السوباط، رئيس النادى، بأن الأهلى يفتح أبوابه لأسرة وأعضاء ولاعبى الهلال، وأنه يتمنى أن يزور الهلال عندما تسمح الظروف.
تلك هى الرياضة وقيم الرياضة التى تجعل المسافات قريبة بين الشعوب، بما للهلال وللأهلى بالطبع من جماهيرية تُقدر بالملايين فى البلدين الشقيقين، وهى القوة الناعمة لكرة القدم وللرياضة.