توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما هو منتج كرة القدم الصحفى؟!

  مصر اليوم -

ما هو منتج كرة القدم الصحفى

بقلم - حسن المستكاوي

** منتج كرة القدم ليس مجرد مباراة، وخبر وتعليق وتحليل وتصوير وكل ما يحيط بالمباراة. وقد ظلت الصحافة الإنجليزية تسبق الوسائل الإعلامية فى كثير من الأوقات. فعند انتهاء موسم الدورى الإنجليزى، اهتمت الصحافة، بالتعليق، والتحليل، وتناولت بسرعة: كيف فاز مانشستر سيتى  بأربعة ألقاب متتالية؟ مدى تأثير تفوق مانشستر سيتى على درجة التنافسية فى الكرة الإنجليزية؟

** لم تتثائب الصحافة فى إنجلترا أمام الوسائط والوسائل السريعة، أمام التليفزيون والمواقع، والإنترنت، والسوشيال ميديا، فأسرعت عبر مواقعها الإلكترونية والإصدارات الورقية فى تقييم الموسم الذى انتهى منذ ساعات، بموضوعات تجمع كل ما جرى فى الموسم: «حركة المدربين المتوقعة بين فرق المسابقة، وقالت إن هناك 8 مدربين مرشحين للانتقال من فرقهم». وراجعت الصحف الإنجليزية الموسم كله وما جرى فيه. وتناول التحقيق والتحليل أفضل مباريات الموسم. وعلقت عليها، وأشارت إلى أسباب اختيار تلك المباريات. وكان منها مباراة تشيلسى والسيتى 4/4، وأرسنال ولوتون 4/3. وتشيلسى وتوتنهام 4/1. ومانشستر يونايتد وولفز 4/3. وليفربول وفولهام 4/3. ومانشستر سيتى ونيوكاسيل 3/2.

** اختارت الجارديان أفضل مدربى الموسم. ولم يذهب الاختيار مباشرة إلى المدرب البطل. جوارديولا، إنما إلى إيمرى مدرب أستون فيلا، وأورالا مدرب بو رنموث، ومدرب لوتون روب إدواردز، وبيب جوارديولا بالطبع. وشرحت أسباب الاختيار. فلا عواطف، ولا مغازلة ومداعبة للأندية الأكثر جماهيرية. فهناك مدربون نجحوا فى النجاة فى صراع البقاء بأقل قدرات وإمكانات وكيف أدارو تلك الأدوات. وهناك من نجح فى التأهل بفريقه لدورى أبطال أوروبا. وهناك من توج باللقب. وهناك من قدم عروضا قوية.

** الاختيارات الخاصة باللاعبين الأفضل تضمنت فيل فودين مانشستر سيتى، وكول بالمر لاعب تشيلسى، وألكسندر إسحاق نيوكاسيل، وديكلان رايز لاعب أرسنال، وواتيكينز لاعب أستون فيلا، ومارتين أوديجارد لاعب أرسنال. ولم تكن القائمة كلها من الفريق الفائز باللقب، كما تجرى العادة هنا، بداية من أفضل حارس، وأفضل مدافع، وأفضل لاعب وسط وأفضل مهاجم. إلخ.. إلخ.. إلخ؟!!

** القوائم الخاصة باللاعبين تنوعت إلى أفضل الأهداف وأكثرها تأثيرا فى النتائج، وكيفية تقييم الهدف الأفضل. وكذلك الصفقات فى الموسم. وأفضل اللاعبين الشباب، كما تناولت الاختيارات أهم القضايا التى أثيرت خلال الموسم، ومنها قضية تقنية الفيديو وجدواها وهل تستمر فى الدورى الإنجليزى أم يتوقف الاستناد عليها فى المباريات وهو الأمر الذى ستناقشه الأندية فى اجتماعها السنوى خلال يونيو القادم.

** كان كل شىء تحت العناية، والنظر. والأرقام والإحصاءات جاهزة، وتحليل أسباب الاختيارات لا علاقة له بالجماهيرية أو بمغازلة الأندية الكبيرة، وهناك مجهود يبذل من المحررين والخبراء طوال الموسم، ولأن التحقيقات والموضوعات تمت مناقشتها قبل الموسم، كان تجميعها وإعدادها بعد نهاية الموسم سريعا ومشوقا للقارئ، سواء قارئ الموقع أو النسخ الورقية. وهكذا سبقت الصحافة الوسائط السريعة التى تهتم بالخبر وتسبق فيه الجميع. وقد أدركت الصحف العالمية أن الأخبار تضمى بسرعة البرق وتطير حول العالم وتدور دون انتظار. بينما السباق المتاح هو فى التحليل والموضوعات والقصص والخبرية وما وراء الأخبار.

** تعانى الصحافة العربية والمصرية، من تركيزها على الأخبار التى نشرت أصلا وعرف بها الجميع فى ظهيرة يوم سابق، وفى مساء يوم سابق، وفى ترتيب تلك الأخبار، وهو أمر تجاوزته صحف العالم. ولذلك بمراجعة أرقام توزيع الصحف المصرية والعربية سنجد هبوطا حادا فى الأرقام. وتعبير «هبوط حاد» لا يكفى لتوصيف الحالة. وما زلت أؤكد أن الابتكار والإبداع والتفكير والصياغة الجميلة، والمعلومات الموثقة، وغيرها من مهارات هى ما تحتاجه الصحافة العربية والمصرية. سواء فى الرياضة والفن والسياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات، ومن أهم الأبداعات تلك القصص الخبرية الجديدة، وأذكر هنا. تحقيق الزميلة ياسمين سعد فى المصرى اليوم بعنوان «تذكرة على متن تيتانيك» وهذا  العمل الصحفى أخذ من الزميلة ياسمين ثلاث سنوات حتى وصلت إلى السيد حمد حسب المواطن المصرى الذى كان على متن السفينة تيتانيك التى غرقت فى رحلتها الأولى والأخيرة يوم 15 إبريل عام 1912، وكان هو أحد الناجين من الغرق، وقد أرسل برقية تفيد بنجاته إلى أهله فى مصر يوم 18 إبريل من العام نفسه.. وهذا التحقيق فى حد ذاته يؤكد أن الصحافة يمكن أن تحيا، وأن وقودها هو الموهبة والشغف وحب المعرفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هو منتج كرة القدم الصحفى ما هو منتج كرة القدم الصحفى



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon