توقيت القاهرة المحلي 10:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رياضة البطولة لن تعود للمدارس!

  مصر اليوم -

رياضة البطولة لن تعود للمدارس

بقلم - حسن المستكاوي

* 19 ميدالية أوليمبية حققتها الرياضة المصرية فى الفترة من 2004 حتى 2020، ولأول مرة تحرز البعثة ميداليات فى خمس دورات متتالية، وبالطبع لا يناسب هذا الرقم دولة كبيرة مثل مصر مارست الرياضة منذ أكثر من مائة عام، لكن الرقم يشير إلى تطور نسبى وهو أفضل من حالة التوقف التى كانت فى الفترة من 1960 حتى 1984. فترة لم تعرف فيها الحركة الرياضية المصرية سوى ميدالية رشوان الفضية فى الجودو. ويصاحب تلك الأرقام سيطرة مصر على بطولات العالم فى الإسكواش، ونتائج بعض السباحين المصريين فى الجامعات الأمريكية وفى بطولات العالم للسباحة بجانب اقتحام بطولات العالم فى السلاح والخماسى، بجانب كرة اليد والمصارعة ورفع الأثقال، وهنا تتجلى ظاهرة الأخذ بالعلم وبناء وتأسيس مراكز المواهب والانتقاء والأخير علم رياضى عميق له تأثير فى صناعة الأبطال، وذلك بالتدريب الجاد الذى يصل إلى حد القسوة والحرمان من مباهج الحياة، والأهم أن الرياضة يجب أن تكون مشروع دولة، وأضع فى الحسبان الأولويات، وقد تكون ممارسة الرياضة للبطولة رفاهية لا نملكها سوى فى أضيق الحدود.
** إن التغيير والتطوير عملية مستمرة لا تتوقف أبدا ولا يجب انتظار فشل أو انتظار أزمة فالتغيير مثل مياه نهر النيل الجارفة المتجددة كل عام والقادمة من أعلى هضبة الحبشة ليفيض النهر وتروى وتزداد خصوبة الأرض!
هكذا آن الأوان لكى نبدأ ونضع أولويات ونطرح الحلول الممكنة وليس الحلول المستحيلة.. وآن الأوان لأن نفكر هل نستطيع الإصلاح الشامل الجذرى الذى يحتاج إلى إمكانات هائلة لا نملكها فنصاب بالعجز واليأس أم نفكر فى خطوات إصلاحية تبدو صغيرة لكنها تعطينا بعض الأمل فى المستقبل؟! أعتقد أن المشروع الرياضى الحالى اختار الحل الممكن وليس الحل المستحيل والذى يطالب به البعض دون إدراك أنه مستحيل، ومن ذلك شعار عودة الرياضة إلى المدارس كسبيل لصناعة الابطال، ومن يرفع مثل هذا الشعار الآن إما واهم، أو متاجر بكلام، أو جاهل بالفارق بين المدرسة والجامعة الأمريكية وهى نبع الأبطال، بينما المساحة فى المدرسة المصرية تحتاج إلى الفصل وليس إلى الملعب. لكن الرياضة كثقافة حياة أمر هام وتستطيعه المدرسة، وتلك حكاية مختلفة.
** فى مطلع القرن العشرين شهدت الحركة الرياضية عملية تمصير شملت كل الاتحادات لكن الرياضة ظلت كما هى ومنذ عرفها المصريون فى نهاية القرن التاسع عشر مجرد نشاط فردى وفطرى يمارسه القلة فى أندية معظمها تخضع لادارات أجنبية وبرغم ذلك حققت مصر العديد من الانجازات الفردية على المستوى الأوليمبى والعالمى.. وعند مرحلة التمصير ضاعت أول فرصة للإصلاح والتطور ومواكبة العصر حيث انشغل المصريون بنفض غبار الاحتلال الأجنبى للرياضة بدون ترسيخ مفاهيم الممارسة الرياضية وتطوير وسائل التدريب وإعداد الأبطال.
** وقبل ثورة يوليو 1952 كانت الرياضة نشاطا فرديا بلا تخطيط عام وكان النشاط الرياضى وهيئاته تتولاه وزارة المعارف (التعليم) وتولت أكثر من مصلحة حكومية تبادل الاشراف على هيئات ونشاط القطاع الأهلى دون وجود أى تنسيق على مستوى الدولة. وفى عام 1952 بعد أشهر قليلة من ثورة يوليو شكلت لجنة لتصفية اللجنة الأوليمبية القديمة من ثلاثة وشكلت لجنة للتربية الرياضية ولجنة للتشريع الرياضى التى استرشدت بتقرير الخبير الفنلندى فاينبرج. وفى عام 1953 أعيد تشكيل اللجنة الأوليمبية برئاسة حسين الشافعى ثم تولى رئاستها محمد توفيق عبدالفتاح ثم محمد طلعت خيرى وزير الدولة للشباب.
** لكن ماذا حدث بعد هذا؟ هل كانت رياضة الممارسة ورياضة البطولة هدفا ومشروعا عند الدولة أم أن ظروف العصر والمجتمع الدولى، والمعارك التى خاضتها الدولة أم أن كل هذا وغيره أدى إلى توقف المشروع الرياضى العلمى والجاد؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رياضة البطولة لن تعود للمدارس رياضة البطولة لن تعود للمدارس



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 09:11 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
  مصر اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon