بقلم - حسن المستكاوي
** توجت 15 دولة بكأس الأمم الإفريقية على مدى تاريخها، ويشارك فى كوت ديفوار 12 بطلا سبق لهم الفوز باللقب، وهو ما يضفى على هذه البطولة درجة عالية من التنافسية، بينما يغيب من الابطال كل من السودان بطل 1970، وإثيوبيا بطل 1962 والكونغو بطل 1972. ولذلك تتسع دائرة المنتخبات المرشحة للبطولة رقم 34. وتعبير دائرة المرشحين أعتقد أنه يتسم بالدقة، لأنه من الصعب وضع منتخب واحد كمرشح للفوز باللقب أو وضع ترتيب للثلاثة المرشحين الأوائل. لكن حسب تصنيف الكاف وقت إجراء القرعة كانت المنتخبات الأعلى ترتيبا هى المغرب، المتوج باللقب والسنغال حامل اللقب الأفريقى، وتونس والجزائر ومصر صاحب الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز باللقب القارى (سبعة ألقاب) ومنتخب كوت ديفوار صاحب الأرض. **معايير الترشيح متسعة، فهى ترتبط بتصنيف الفيفا، وبالنتائج فى التصفيات القارية والمباريات الدولية، وعدد النجوم، وما يسمى بالقيمة التسويقية، وغير ذلك من معايير دون النظر إلى المستويات ومدى تطور الأداء التكتيكى لفريق، وفلسفة اللعب وأسلوبه، ومهارات الكرة الجديدة التى يجب أن تمارس الآن. بجانب التاريخ، وهو ما يضع منتخب مصر كمرشح فى كل البطولات. لكن ينسى الكثير من المحللين ومن «المتوقعين» أن منتخب مصر فاز بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية بأقل عدد من اللاعبين المحترفين فى مواجهة ترسانة من نجوم الاحتراف الأوروبى فى المنتخبات الإفريقية ومعظمهم بقيمة تسويقية أعلى من المنتخب المصرى، إلا أن ذلك يسقط نظريات الترشيح التقليدية، ومنها مايعتمد على التاريخ وحده (إنجلترا فى كأس أوروبا وكأس العالم مثلا). ومنها ما يعتمد على الأرقام وحدها (نتائج مباريات وأسعار لاعبين وقيمة تسويقية عالية وأسماء نجوم)..
** المغرب أول المرشحين، منطقيا بالترتيب فى التصنيف الإفريقى، وبنتائجه فى مونديال 2022، وتأهله للدور قبل النهائى فى إنجاز عربى وقارى غير مسبوق. لكن هل وضع «أصحاب لعبة التوقعات» كيف لعب منتخب المغرب فى كأس العالم وكيف سيلعب فى كأس إفريقيا؟ كيف ستفرض درجة التنافسية فى بطولة القارة على المغرب إسلوبا مختلفا كلية عن إسلوبه فى كاس العالم؟.. حيث إنه سيكون مطالبا بكأس الأمم بفتح خطوطه وشن هجمات قوية بحثا عن اللقب فى كل مبارياته مما قد يعرضه لمخاطر لم يسمح بها فى المونديال؟ ** منتخبات الجزائر وتونس ومصر مرشحة بالطبع، لكن أصحاب لعبة التوقعات الصماء، نسوا أن الجزائر بطل عام 2019 بأفضل مستوى أداء جماعى، خرج من بطولة 2021 من الدور الأول. فأين ذهب الترشيح؟ وفى ظاهرة فريدة نجد أن منتخب مصر البطل 7 مرات، والفائز بالبطولة 3 مرات متتالية فى 2006 و2008 و2010. لم ينجح فى التأهل للنهائيات فى ثلاث بطولات متتالية، 2012، و2013 و2015. ** قد تكون الترشحيات سهلة فى دور المجموعات، حيث يمكن قراءة الأول والثانى للتأهل لدور الستة عشر وكذلك المنتخبات الأربعة التى يمكن أن تدخل سباق أفضل الثوالث. إلا ان الأدوار الإقصائية لها طبيعة مختلفة، والعبور منها واستكمال المسيرة نحو اللقب يفرض قمة الأداء التكتيكى والخططى دفاعا وهجوما. فلا دفاع فقط، ولا حذر فقط، وإنما دفاع صارم من كل الفريق وبتنظيم وهجوم شرس من كل الفريق بتنظيم وابتكار ومهارات فردية وجماعية. وهنا قد ينتهى الأمر بخروج مرشحين، وبقاء غير مرشحين، إلا أن كرة القدم فى كل البطولات تقريبا لا تمنح الألقاب سوى للكبار. فلا موزمبيق فازت بكأس إفريقيا، ولاهونج كونج أحرزت كأس أسيا، ولا ويلز فازت بكاس العالم. نعم هناك مفاجآت الفوز فى مباراة، وهى محتملة وواردة، ولكن مفاجآت فوز الاسماك الصغيرة بالألقاب على حساب الحيتان نادرة فى تاريخ بطولات اللعبة.. فهل يرى نجوم التوقعات أن اللعبة لا تصلح بقراءة الفنجان؟!
** مرة أخرى دائرة الترشيحات متسعة فى كأس الأمم وتضم ربما 6 منتخبات على الأقل ويملك كل منها ما يسمح له بالفوز بكأس الأمم فى كوت ديفوار.. ويمكن لك أن ترتبهم كما تشاء.