توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوماندوز الأفيال.. الذين عادوا للحياة!

  مصر اليوم -

كوماندوز الأفيال الذين عادوا للحياة

بقلم - حسن المستكاوي

** هل هناك حظ فى كرة القدم؟
** نعم فى أحيان كما فى الحياة، لكن عجلة الحظ لا تدوم، كما أن لحظة الحظ ليست دائمة، وإنما العمل الدءوب هو الذى يدوم. لقد كان لاعبو كوت ديفوار يحملون «تميمة حظ» فقد اضطر «الأفيال» للانتظار حتى اللحظات الأخيرة لحسم البطاقة الرابعة والأخيرة لأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث بعدما اكتفى الفريق بفوز وحيد فى الدور الأول أمام غينيا بيساو بهدفين دون رد فى الافتتاح ثم خسارتين أمام نيجيريا بهدف ثم انهيار أمام غينيا الاستوائية بأربعة أهداف.
** إلا أن لاعبى كوت ديفوار امتلكوا روحا قتالية، عادوا بها إلى الحياة، مثلما عادوا أمام نيجيريا فى المباراة النهائية. فكان الهدير، وكانت السعادة والفرحة بعد صفارة النهاية استثنائية، حيث أصبح ملعب الحسن واتارا وسط كتلة واحدة من الفرح البرتقالى. كان الأمر يتعلق بكرة القدم وانتصارًا غير محتمل، لكنه كان يتعلق بما هو أكثر من ذلك بكثير. لقد مرت 13 سنة فقط منذ نهاية الحرب الأهلية الثانية فى ساحل العاج..
** تقدم منتخب نيجيريا بهدف سجله وليام تروست إيكونج فى الدقيقة 38، وفى الشوط الثانى، أحرز فرانك كيسيه هدف التعادل لكوت ديفوار فى الدقيقة 62، قبل أن يضيف النجم سباستيان هالير الهدف الثانى فى الدقيقة 81.. أخطأ نسور نيجيريا بالتراجع للدفاع والحفاظ على هدف التقدم، بينما تقدم الأفيال إلى الهجوم بعد إحراز هدف التعادل، فهم يرفضون إصابة جماهيرهم بالإحباط، والانتصار والفوز باللقب هو الطريق الوحيد. وتجلت مرة أخرى فى البطولة ظاهرة النضال، حتى لو كنت فنيا أقل، فيمكن تعويض ذلك باللياقة والكفاح والعمل دون توقف.
** سجل سباسيتان هالير هدف النصر قبل تسع دقائق من نهاية المباراة، وكان الهدف يمثل أعظم ريمونتادا للأفيال، وبقدر ما كان هالير بطلا، فقد كان بطلا فى الحياة بانتصاره على مرض السرطان بعد 18 شهرا من النضال. وضمن ما يشبه المعجزة، وفى سياق معجزات الأفيال فى تلك البطولة، كان المدرب الفرنسى الأساسى جان لويس جاسيت أقيل من منصبه بعد دور المجموعات ودون انتظار للتأهل رسميا، وحل محله مؤقتا المدرب المساعد المحلى إيمرس فايى الذى قاد الفريق لبلوغ المباراة النهائية. بفضل تواصله مع لاعبيه ومع الشعب الإيفوارى، وباختياره للثلاثى لكنه لم يتواصل مع فريقه أو مع الشعب الإيفوارى، جان ميشيل سيرى، وفرانك كيسى، وسيكو فوفانا، الذين كانت سيطرتهم على المباريات هى السبب ـ إذا كان هناك سبب آخر غير القدر ـ فى فوز كوت ديفوار بالبطولة.
** انتهت المباراة، واهتزت المدرجات بالرقص والموسيقى ودموع الفرح ورفع فى الملعب علم ضخم يحمل كلمتى «كوماندوز الأفيال»، وكانت هناك لافتة أخرى كتب عليها شكرا للاعبين قبل المباراة، واستبدلت بعد إحراز اللقب.
** تلك مشاهد لا يمكن تقييمها. نعم من المستحيل تحديد قيمة لمثل هذه الأشياء، ولا حتى رهن تلك السعادة الشعبية الجارفة بما تردد أن كوت ديفوار أنفقته وهو مبلغ مليار دولار لاستضافة البطولة. وقد خرج الجميع بنتيجة أن الرئيس حسن وتارا أصبح المرشح الأوفر حظا فى الانتخابات القادمة.
** هناك لغز غير مفهوم، فقد كان منتخب كوت ديفوار يملك نخبة من المواهب مثل دروجبا وسالمون كالو وأرونا كونيه ويايا وكولو توريه وديدييه زوكورا وإيمانويل إيبويه. وفشل هذا الجيل فى تحقيق الإنجاز بينما كان اللقب من نصيب الجيل الحالى. وربما تكون محاولة تفسير ذلك أمرا صعبا. فقد اتضح فى النهاية أنه لا توجد وسيلة لحرمان كوت ديفوار من إحراز اللقب الثالث. فهذا الفريق لم يمكن أفضل منتخبات البطولة، ومنتخب كوت ديفوار الفائز بهذا اللقب ليس أفضل منتخبات الكرة الإيفوارية، لكنه دون شك حقق أمرا عظيما.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوماندوز الأفيال الذين عادوا للحياة كوماندوز الأفيال الذين عادوا للحياة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon