بقلم - حسن المستكاوي
** «المباريات التى لا يمكنك الفوز بها، لا يجب أن تخسرها».. أظنها فلسفة يؤمن بها كارلو أنشيلوتى مدرب ريال مدريد ، وتلك الفلسفة تحركها العقلية الاحترافية وعقلية الفوز التى يمتلكها لاعبو هذا الفريق المذهل . وهو كذلك فى أوقات كثيرة، حيث يبدو فى مباريات وفى لحظات وفترات من مباريات غير قادر على الفوز لكنه فى النهاية يفوز . ولذلك يتساءل عشاق كرة القدم : كيف يحقق ريال مدريد ما يريده دائما؟ ما هو سره؟ كيف يجد هذا الفريق طريقه دائما؟ إنه ليس مانشستر سيتى مثلا الذى يبدأ وينتهى ممتلكا للكرة، ويصنع المساحات، وهو يهاجم معظم الوقت. بينما يختلف الأمر بالنسبة لريال مدريد، فهو قد يبدأ مدافعا فى المباريات الكبرى والحاسمة، وفعل ذلك أمام السيتى وفعل ذلك أيضا أمام البايرن. وبينما لا تتوقع أن هناك أهدافا قادمة لريال مدريد مفاجئة، عندما يبدو لك أن الريال أقل عددا ومتراجعا، ولا يشكل أى خطرو لا يوجد ما يدعو للخوف، وتشعر بالأمان، وبعد ذلك، تمر دقائق أو يمر شوط وفجأة تجد الكرة فى شبكتك. هذا هو ريال مدريد.
** للأسف يختصر أهل الطاولة وألعاب الزهر سيطرة ريال مدريد على دورى ابطال أوروبا فى كلمة: «الحظ» لكنه ليس كذلك أبدا. فهذا مدرب هادئ وواثق وقائد، ويشتهر بالقيادة الهادئة، وعلاقته رائعة مع لاعبيه فلا تجده فى أصعب أوقات المباريات ساخطا وغاضبا وعصبيا يقفز ويتحرك ويوجه لاعبيه. أبدا هو لا يفعل ذلك . ولذلك لا عجب أن الريال نجح فى النجاة من عاصفة بروسيا دروتموند فى الشوط الأول حين سيطر الفريق الألمانى ولعب بشجاعة وجرأة وصنع العديد من الفرص، وتصدى تيبو كروتوا ببراعة لبعض الفرص، وكانت تلك التصديات الرائعة من كورتوا، مذهلة لأنه الحارس الذى قضى معظم الموسم خارج المرمى بسبب الإصابة. بينما أهدر لاعبو دورتموند الفرص الأخرى، حتى عاد الريال للعب فى الشوط الثانى متسلحا بنجومه، بيلنجهام وكارفاخال وكروس وفينيسوس وغيرهم .
** هذه هى الكأس الأوروبية رقم 15 لريال مدريد، والتاسعة من أصل تسع نهائيات منذ إعادة تسمية دورى أبطال أوروبا فى عام 1992. ويحتل ميلان المركز التالى فى القائمة برصيد سبعة ألقاب. فاز ريال مدريد بستة ألقاب فى آخر 11 موسمًا فقط. وبالنسبة لكارلو أنشيلوتى، كان هذا هو الخامس له كمدرب ومنها مرتان مع ميلان الإيطالى وهو رقم قياسى.
** وبتواضع البطل، قال أنشيلوتى: الأمر كان صعبا، ولم نتوقع هذا الأداء من دورتموند، الذى أجهدنا فى الشوط الأول وكان قريبا أكثر من مرة من التسجيل . ولقد فقدنا الكرة كثيرا، ولعب دورتموند فى الشوط الأول بالطريقة التى فرضها علينا».
** لقد كانت المباراة النهائية لأبطال أوروبا فى ويمبلى مناسبة مليئة بالنجوم، وكان من بين الحاضرين السير أليكس فيرجسون وزين الدين زيدان وفيجو. ويورجن كلوب أيضًا. وقد حظى مدير دورتموند السابق بحفاوة بالغة من قبل جماهير النادى عندما عرضت الشاشة الكبيرة بالاستاد صورته. وكان ذلك فى وقت سيطر دورتموند خلاله دروتموند على الشوط الأول، ونجح لاعبو الفريق سانشو و مارسيل سابيتزر وجوليان براندت، وكريم أديمى ونيوكلاس فيلكروج وحتى ظهير دورتموند الأيمن، جوليان رايرسون، كان من مصادر الخطر القادم من بعيد على دفاعات مدريد..
** فى الشوط الثانى استرد الريال المبادرة، وبدا أنه فى الطريق إلى الفوز بالبطولة التى يمتلكها، وقد عادت تلك الفرص الضائعة لتطارد دورتموند وتصيب لاعبيه بالندم على ضياع حلم الفوز باللقب للمرة الثانية بعد 1997 ، حيث سجل دانى كارفاخال برأسه من ركلة ركنية من تونى كروس قبل 16 دقيقة من النهاية وقبل أن يضمن فينيسيوس جونيور الفوز ويضيف الهدف الثانى فى الدقيقة 83 ليتقدم ريال مدريد إلى كأس أوروبا ويخرج منتصرا من قلب ويمبلى.