بقلم - حسن المستكاوي
** مانشستر سيتى قوى جدا، وجيد جدا، والسؤال الآن هو كيف يحتفظ مدربه بيب جوارديولا بهذا التركيز العقلى المذهل فى كل مباراة؟ وكيف يلعب الفريق بهذه الجودة وسط هذه الضغوط ببراعة وبهدوء وباستمتاع؟
** بعد الفوز على فولهام 4/صفر يمكن أن يتوج مانشستر سيتى باللقب الإنجليزى للمرة الرابعة على التوالى، وهو مستوى لم تتمكن أعظم الفرق فى تاريخ إنجلترا من تحقيقه، مثل هيدرسفيلد فى عشرينيات القرن الماضى، وآرسنال فى ثلاثينيات القرن أيضا، ثم ليفربول فى الثمانينيات، ومانشستر يونايتد فى عهد أليكس فيرجسون.
** كيف سينتهى السباق على لقب الدورى الإنجليزى؟ الأمر بين جوادين ، مانشستر سيتى وأرسنال . وربما يستمر السباق إلى اليوم الأخير وإلى الصفارة الأخيرة . بعد فوز مانشستر سيتى على فولهام تقدم بنقطتين أمام آرسنال، ( ذلك قبل مباراته أمس مع مانشستر يونايتد ). وكان يوسكو جفارديول سجل (هدفين) وفيل فودين وجوليان ألفاريزو يحتاج السيتى إلى الفوز بمباراتين، ليتوج باللقب الإنجليزى للمرة الرابعة على التوالى . وفارق الأهداف مهم هنا، عندما أهدر هالاند هدفا صرخ جوارديولا ، وأمسك برأسه بعصبية، فرك جمجمته كما لو كان يخفف الألم .
** يملك جوارديولا عقلا عبقريا دون شك، وهو ضمن أفضل المدربين فى تاريخ كرة القدم، لكنه يصنف كأفضل مدرب فى القرن الحادى والعشرين، بهذا المزيج الذى قدمه بداية مع برشلونة ثم البايرن وأخيرا مانشستر سيتى. إنه المزيج بين الكرة الشاملة، والتيكى تاكا الإسبانية. المزيج بين تبادل الكرة وتبادل المراكز، وبفكرة حرمان المنافس من الهجوم بالاستحواذ. وكى يستطيع أى فريق امتلاك الكرة وحرمان منافسه منها فإنه يحتاج إلى لياقة بدنية هائلة، ومهارات فائقة، فيكون الفريق قادرا على صناعة المساحات وعلى التفوق فى أضيق المساحات. وتلك كلها ليست من الأمور السهلة خاصة لو كان الفريق يلعب فى البريمير ليج بما فيه من ضغوط . ومع ذلك يلعب السيتى بهدوء وبمهارة وباستمتاع.
** تقول لوائح البطولة إنه فى حال تعادل فريقين فى النقاط يتقدم للقب الفريق الذى يملك فارق أهداف أفضل أومقارنة عدد الأهداف المسجلة، ثم الفريق الذى فاز بأكبر عدد من النقاط فى المواجهات المباشرة، ثم الذى سجل أكبر عدد من الأهداف خارج الأرض فى المواجهات المباشرة .
** أخرج من كرة القدم ومن ميدانها وانتقل إلى جوارديولا وثقافته ورؤيته لما يجرى فى العالم، وتحديدا غزة، حتى لو لم يقل ذلك صراحة، فقد قال فى مؤتمر صحفى: "هذا العالم أصبح مليئا بالظلم، كل شخص ينظر داخل منزله ومحيطه الضيق فقط. انظر إلى ما يحدث فى العالم ونحن نجلس هنا لا نفعل أى شىء. إن الظلم أمامك وأتنت تشاهده دون أى رد فعل . وتأكد أن الظلم سوف يصيبك يوما ما».
** أما جارى لينكر نجم منتخب إنجلترا السابق وهدافه والإعلامى الشهير حاليا فقد قال: «إن ما يحدث فى غزة هو أسوأ شىء رأيته فى حياتى. وهناك الكثير من الضغوط على الشخصيات فى بريطانيا كى يلتزموا الصمت".
** وأنتهى أننا حين ندلى برأينا فى أمر ما خارج محيط الرياضة وكرة القدم ، يرى بعض أصحاب العقول الضيقة أنه ليس من حق الرياضى أن يدلى برأيه فى أمر خارج حدود الملعب ويقول هؤلاء: "خليكم فى الرياضة »
** كأن كلمة تساند الإنسانية وترفض الاحتلال والإبادة، وكأن الظلم المشهود يحتاج إلى رأى خبير استراتيجى؟!