توقيت القاهرة المحلي 13:37:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقالات أيام الصيف (8) جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى..

  مصر اليوم -

مقالات أيام الصيف 8 جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى

بقلم - حسن المستكاوي

** الفطرة والموهبة والقوة الطبيعية التى لم تخضع للتدريب العلمى، وراء 17 ميدالية أوليمبية حققها أبطال مصر فى 4 دورات متتالية، من أمستردام 1928، إلى روما 1960، ولا تختلف قصص الرواد الذين صنعوا مجد الرياضة المصرية المبكر، وفى مقدمتهم السيد نصير بطل رفع الأثقال. ففى حى العامرية بالإسكندرية ظهر المصارع الفذ إبراهيم مصطفى الفائز بذهبية المصارعة فى دورة أمستردام 1928 ومن سطوح ورشة نجارة مهران جرابيديان التى عمل بها وعمره 8 سنوات كان يراقب أعضاء نادى «الجمك» الخاص بطائفة الأرمن وهم يمارسون ألعاب القوة والمصارعة وأخذ يتعلم بالمراقبة فنون اللعبة وبدأ يمارسها مع أقرانه من شباب الحى ويهزمهم.. وتعلم أن قوة العضلات هى قوة للمصارع، وتدرب ودخل فى منافسات تهدف إلى تحديد الأقوى وليس تحديد البطل فى رياضة شهيرة فى ذاك الوقت ثم تحول تدريجيا إلى المصارعة التنافسية بكل قواعدها وأصولها حتى أصبح بطلا للقطر المصرى وبطلا أوليمبيا.
** وبنفس الطريقة شاهد وراقب الرباع خضر التونى الحائز على ذهبية رفع الأثقال فى دورة برلين 1936 شباب حى شبرا وهم يتبارون ويتنافسون فى حمل الأثقال ولم يتعلم خضر التونى فى المدرسة لكنه شاهد تلاميذ مدرسة شبرا وهم ينظمون منافسات بينهم فى قطعة أرض فضاء بجوار مسجد الخازندارة. وفى مرة من المرات صنع التلاميذ ثقلا من يد مقشة فى طرفيها حجران متساويان بوزن 80 كيلو جراما، ولم يستطع أى تلميذ رفع الثقل وتقدم خضر التونى ونجح فى حمل الثقل ببساطة واعتبر نجما للحى وبطلا تذوق طعم الإعجاب والتقدير ثم تحول فيما بعد إلى ممارس للعبة وبطل أوليمبى وقال له هتلر وهو يصافحه مهنئا: «مصر يجب أن تفخر بك.. أرجو أن تعتبر ألمانيا بلدك الثانى»!
وبالمناسبة لم يقل هتلر لخضر التونى: كنت أتمنى أن تكون ألمانيا!
** وليست تلك السطور سردا لقصص الأبطال الرواد، فلكل منهم حكايات طويلة مع الكفاح والنضال والتدريب الشاق، وكل منهم كان يرى فى رفع علم مصر انتصارا وطنيا ليس فيه أية مبالغة أو كلمات مفتعلة متشنجة تخاطب المنفعلين والمتشنجين.. وكل منهم صنعته الموهبة الفطرية وحب الرياضة وممارستها من أجل التفوق فى زمن غلبت فيه القوة الطبيعية وفى زمن لم يكن يعرف قواعد التدريب العلمية التى شهدت تطورا مذهلا فيما بعد بسنوات، ومن هؤلاء الرواد الأبطال فريد سميكة بطل الغطس وأنور مصباح وصالح سليمان وإبراهيم شمس، وإبراهيم واصف ومحمود فياض، وإبراهيم عرابى وعطية محمود، وعبدالراشد وعثمان السيد وعبدالمنعم الجندى وفريد سميكة، وهؤلاء أبطال رفع أثقال ومصارعة وملاكمة وغطس.
** مع نهاية دورة روما 1960 ظلت الرياضة المصرية تنتظر الطفرات والمواهب الذين يفرضون أنفسهم ولا يفرزهم نظام رياضى فى سياق طبيعى ومنطقى، ففى تلك الفترة حتى ميدالية محمد رشوان الفضية فى الجودو التى حققها فى مواجهة اليابانى العملاق ياماشيتا فى لوس أنجلوس 1984، ظلت الرياضة المصرية تنتظر أمثال هؤلاء الرواد.. تنتظر البطولة والبطل الذى يخرج إلى النور نتيجة انفجار بركان بقوة الضغط من أعماق الأرض، وليس ينبوع ماء يفيض باستمرار بالأبطال..!
** ضاعت على الرياضة المصرية فى النصف الثانى من القرن العشرين أول فرصة للإصلاح لأن ثورة يوليو اعتبرت الرياضة مشروعا اجتماعيا ولم تكن البطولة على أعلى المستويات هدفا للدولة، كما فرضت الأولويات على ثورة يوليو اختيار التعليم قبل التدريب، فضاقت الملاعب بفصول المدارس.. بالإضافة إلى أن الرياضة لم تصبح نشاطا أساسيا، ولا انتشرت الثقافة الرياضية فغابت الميداليات الأوليمبية 24 عاما.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقالات أيام الصيف 8 جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى مقالات أيام الصيف 8 جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 09:11 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
  مصر اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon