بقلم - حسن المستكاوي
** عندما سقط كريستيان إريكسن فى المباراة الافتتاحية للدنمارك فى بطولة أوروبا قبل ثلاث سنوات، سقطت القلوب فى ضلوع المشاهدين، فالمشهد كان مروعا. سقط إريكسن وأحاط زملاؤه بجسده الملقى. أثناء تلقيه الإنعاش القلبى الرئوى، ولم تتدخل الإسعاف، ولم يتدخل سوى قائد الفريق يومها حين وضعه على جانبه، وجرت عملية الإنقاذ من الموت بحرفية طبية عالية دون انتظار. وفى وقتها تساءل الناس هنا وهناك هل يبقى إريكسن على قيد الحياة؟ هل له مستقبل؟ هل يعيش حياة طبيعية؟ هل يلعب كرة القدم مرة أخرى؟ أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيا؟ أن يستأنف مسيرته؟
عاد إريكسن ولعب قليلا لمانشستر يونايتد، وكان يقال إنه لم يعد يلعب كرة القدم ولكنه يشاهد كرة القدم من موقع البدلاء. وقبل 13 دقيقة من نهاية مباراة الدنمارك وسلوفينيا سجل إريكسن هدف التعادل لمنتخب بلاده. واعتبر بطلا. حين ربطت العقول بين ما جرى قبل ثلاث سنوات وبين هدف فريقه الذى سجله فى الدقيقة 17. لقد بدت سلوفينيا، التى تشارك فى أول بطولة كبرى لها منذ 2010، مترددة ومتراجعة فى البداية، وربما فى 65 دقيقة كاملة كما اعترف مدربها ماتياس كيك. لكن سلوفينيا انتفضت، ونجحت فى التعادل قبل نهاية المباراة ب 13 دقيقة.
قال مدرب الدنمارك كاسبار هيولماند: «بالنسبة لى، إريكسن لاعب رائع، ولم تكن لدى أى شكوك على الإطلاق». تم الدفع به خلف جوناس ويند وراسموس هوجلوند، واستمتع بما كان فى الواقع دورًا حرًا، حيث كان يتراجع بشكل منتظم، ويسبر باستمرار، ويهدد بحركاته الثابتة ويوجه الكرة إلى الشباك بعد 17 دقيقة. وكان منتخب الدنمارك لعب المباراة بطريقة 3/4/1/2.
** أجواء البطولة هى أجواء كرة القدم، لكن الأمر مختلف نسبيا فى المانيا حيث لم يعد هناك شبح كوفيد 19، والناس تعيش البهجة وتحتفل، وتغضب، وتشتبك أيضا كما حدث بين جماهير إنجلترا وصربيا قبل المباراة. وقد أحرج الصرب منتخب الأسود الثلاثة، ولولا بيلينجهام لرمبا انتهت المباراة بنتيجة أخرى. فقد تسبب منتخب صربيا فى تصبب العرق من وجه ساويث جيت فى أولى مبارياته بكأس أوروبا.
وبدا الإنجليز أنهم يلعبون بنفس طريقتهم التقليدية المطورة وهو تعبير صحيح. ففى تاريخهم طريقة لعب سلاحها الجرى الطويل والكرات الطويلة وعند التطوير أصبح الأداء عندهم هو التحضير البطىء وتبادل الكرة، فى انتظار ثغرة فى دفاع الخصم بينما هم يملكون عدد لا بأس به من لاعبين يمكنهم صناعة تلك الثغرة بمهارات متنوعة.
بالطبع هناك بيلينجهام وهارى كين وفودين وساكا وستونزوواكر، ورايس (13 لاعبا فى القائمة من مانشستر سيتى). إلا أن صربيا بدت ندا ومنتخبا يهدد الشباك الإنجليزية. ولعب الفريق الصربى باحترام شديد لمكانة منتخب إنجلترا واستخدم طريقة 3/5/1/1 بزيادة عددية وسط الملعب عطلت هجمات الإنجليز. وجعلت الكرة معهم وسط الملعب أكثر مما يجب أن تكون معهم فى منطقة الخصم.
** المهم هو الفوز بالنقاط الثلاث، وليس الأداء. هكذا عبر هذا القول المأثور منطقة الشرق الأوسط إلى قلب أوروبا!.
** درجات الإنجليز: جوردان بيكفورد (7) كايل ووكر (6) جون ستونز ( 8 ) مارك جويهى ( 8 ) كيران تريبيير. (5) ألكسندرأرنولد (5) رايس (7) جود بيلينجهام ( 9 ) بوكايو ساكا (6) هارى كين (4) فيل فودين (4) البدلاء: كونور جالاجار (5) جارود بوين (4) كوبى ماينو (لم يختبر).