توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى..

  مصر اليوم -

جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى

بقلم - حسن المستكاوي

* الفطرة والموهبة والقوة الطبيعية التى لم تخضع للتدريب العلمى، وراء 17 ميدالية أوليمبية حققها أبطال مصر فى 4 دورات متتالية، من أمستردام 1928، إلى روما 1960، ولا تختلف قصص الرواد الذين صنعوا مجد الرياضة المصرية المبكر، وفى مقدمتهم السيد نصير بطل رفع الأثقال. ففى حى العامرية بالإسكندرية ظهر المصارع الفذ إبراهيم مصطفى الفائز بذهبية المصارعة فى دورة أمستردام 1928 ومن سطوح ورشة نجارة مهران جرابيديان التى عمل بها وعمره 8 سنوات كان يراقب أعضاء نادى «الجمك» الخاص بطائفة الأرمن وهم يمارسون ألعاب القوة والمصارعة وأخذ يتعلم بالمراقبة فنون اللعبة وبدأ يمارسها مع أقرانه من شباب الحى ويهزمهم.. وتعلم أن قوة العضلات هى قوة للمصارع، وتدرب ودخل فى منافسات تهدف إلى تحديد الأقوى وليس تحديد البطل فى رياضة شهيرة فى ذاك الوقت ثم تحول تدريجيا إلى المصارعة التنافسية بكل قواعدها وأصولها حتى أصبح بطلا للقطر المصرى وبطلا أوليمبيا.
** وبنفس الطريقة شاهد وراقب الرباع خضر التونى الحائز على ذهبية رفع الأثقال فى دورة برلين 1936 شباب حى شبرا وهم يتبارون ويتنافسون فى حمل الأثقال ولم يتعلم خضر التونى فى المدرسة لكنه شاهد تلاميذ مدرسة شبرا وهم ينظمون منافسات بينهم فى قطعة أرض فضاء بجوار مسجد الخازندارة. وفى مرة من المرات صنع التلاميذ ثقلا من يد مقشة فى طرفيها حجران متساويان بوزن 80 كيلو جراما، ولم يستطع أى تلميذ رفع الثقل وتقدم خضر التونى ونجح فى حمل الثقل ببساطة واعتبر نجما للحى وبطلا تذوق طعم الإعجاب والتقدير ثم تحول فيما بعد إلى ممارس للعبة وبطل أوليمبى وقال له هتلر وهو يصافحه مهنئا: «مصر يجب أن تفخر بك.. أرجو أن تعتبر ألمانيا بلدك الثانى»!
وبالمناسبة لم يقل هتلر لخضر التونى: كنت أتمنى أن تكون ألمانيا!
** وليست تلك السطور سردا لقصص الأبطال الرواد، فلكل منهم حكايات طويلة مع الكفاح والنضال والتدريب الشاق، وكل منهم كان يرى فى رفع علم مصر انتصارا وطنيا ليس فيه أية مبالغة أو كلمات مفتعلة متشنجة تخاطب المنفعلين والمتشنجين.. وكل منهم صنعته الموهبة الفطرية وحب الرياضة وممارستها من أجل التفوق فى زمن غلبت فيه القوة الطبيعية وفى زمن لم يكن يعرف قواعد التدريب العلمية التى شهدت تطورا مذهلا فيما بعد بسنوات، ومن هؤلاء الرواد الأبطال فريد سميكة بطل الغطس وأنور مصباح وصالح سليمان وإبراهيم شمس، وإبراهيم واصف ومحمود فياض، وإبراهيم عرابى وعطية محمود، وعبدالراشد وعثمان السيد وعبدالمنعم الجندى وفريد سميكة، وهؤلاء أبطال رفع أثقال ومصارعة وملاكمة وغطس.
** مع نهاية دورة روما 1960 ظلت الرياضة المصرية تنتظر الطفرات والمواهب الذين يفرضون أنفسهم ولا يفرزهم نظام رياضى فى سياق طبيعى ومنطقى، ففى تلك الفترة حتى ميدالية محمد رشوان الفضية فى الجودو التى حققها فى مواجهة اليابانى العملاق ياماشيتا فى لوس أنجلوس 1984، ظلت الرياضة المصرية تنتظر أمثال هؤلاء الرواد.. تنتظر البطولة والبطل الذى يخرج إلى النور نتيجة انفجار بركان بقوة الضغط من أعماق الأرض، وليس ينبوع ماء يفيض باستمرار بالأبطال..!
** ضاعت على الرياضة المصرية فى النصف الثانى من القرن العشرين أول فرصة للإصلاح لأن ثورة يوليو اعتبرت الرياضة مشروعا اجتماعيا ولم تكن البطولة على أعلى المستويات هدفا للدولة، كما فرضت الأولويات على ثورة يوليو اختيار التعليم قبل التدريب، فضاقت الملاعب بفصول المدارس.. بالإضافة إلى أن الرياضة لم تصبح نشاطا أساسيا، ولا انتشرت الثقافة الرياضية فغابت الميداليات الأوليمبية 24 عاما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى جيل الرواد وقصة هتلر مع خضر التونى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon