توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى تكتمل متعة فيلم الأهلى والزمالك

  مصر اليوم -

حتى تكتمل متعة فيلم الأهلى والزمالك

بقلم - حسن المستكاوي

** تاريخ الصحافة المصرية يرتبط بتاريخ الرياضة وتاريخ كرة القدم وتاريخ مباريات الأهلى والزمالك، فعلى مدى قرابة 70 عامًا ظلت الصحف هى الوثيقة التى يعتد بها فى نتائج ومباريات الأهلى والزمالك، بجانب محاضر مجلس إدارة النادى الأهلى التى قرأتها منذ التأسيس حتى عام 2007، وهناك بعض الدوريات والمذكرات التى سجلت ملامح عن تاريخ لقاءات الأهلى والزمالك. ولم تعد الصحافة هى الصحف المطبوعة أو الورقية، لكنها باتت إعلامًا متسع الدائرة فيه التليفزيون والإذاعة والإنترنت ومواقع التواصل بأنواعها.
** كانت الصحافة فى فترات البداية تعبر عن طبيعة الزمن وطبيعة التنافس بين الناديين، وانظروا ماذا كتبت الأهرام يوم 17 نوفمبر عن مباراة الأهلى والزمالك: «تبارى النادى المختلط الذى يقود فرقته حسين بك حجازى مع النادى الأهلى الذى يقود فرقته رياض شوقى أفندى، بين جمهور عظيم من مشجعى الطرفين بأرض الجزيرة. ويعز علينا أن نبخل عن أفراد الفرقتين بالثناء والشكر». وبعد الوصف التفصيلى لوقائع المباراة أعرب المحرر الرياضى عن سعادته وسعادة سائر المتفرجين أن تكون نتيجة المباراة تساوى الفريقين دون أن يصيب أحدهما مرمى أخيه».
** فى الستينيات أصبح معروفًا أن الأهلى والزمالك هما فرعا الأسرة الكريمة، لأنهما يتميزان ومميزان أيضًا. ومن ضمن العناوين التى صدرت فى 29 يناير 1964: تعادل العتاولة والعناتيل 2/2 وحفظت كرامة الأسرة وارتاح الناس».
وبدأت عناوين الصحف تعبر عن تطور اللعبة وتطور الصراع بين الفريقين، وكانت عناوين خاصة بمباراة القمة 107 تقول: «الأهلى والزمالك تقاسما العزف فى مباراة ينقصها الموسيقى».. «الروح الرياضية ليست أرنبًا أبيض يخرجه المدرب من القبعة حين يريد، ويطالب بها غيره دون أن يطبقها هو أولًا». وقبل مباراة القمة فى عام 2005، كان هذا العنوان: الزمالك والأهلى صراع على «احتلال الأرض فى ملعب الكلية الحربية». وعنوان آخر يقول: «جعفر وجوزيه يبحثان عن التشكيل الأفضل والجمهور يبحث عن التذاكر».
** كانت العناوين فيها هذا المزيج من الأدب والثقافة والخيال والمداعبة، وكانت المهارة الفردية تشد الانتباه. ومن هنا تعالت آهات جماهير الناديين لصالح سليم والشيخ طه إسماعيل، وحمادة إمام، وعبده نصحى، والخطيب وحسن شحاتة وفاروق جعفر. وظل أداء حمادة عبداللطيف مبهرًا بالنسبة للمشاهدين، والمحررين، والمحللين، وكان الانبهار حالة تعبر عن زمن اللعبة وعن مهاراتها. لكن التقييم الآن اختلف تمامًا مع سرعة الأداء وقوة الالتحام، وقيام كل لاعب بواجبات دفاعية وهجومية، واختلف الإبداع، فلم يعد مرواغة المنافسين ومراوغة النفس، وإنما اللعب المباشر والتمرير الشجاع الجرىء الذى يمنح الزميل فرصة تهديف، وبمنح الفريق قدرة تهديد المنافس بخطر. فحتى الإبداع تطور مفهومه مع تطور اللعبة.
فى النصف الأول من القرن العشرين قال أمير الشعراء أحمد شوقى:
** «لكل زمان آية.. وآية هذا الزمان هى الصحف».. لكن الآية الإعلامية أصبحت الإذاعة ثم التليفزيون ثم الإنترنت.. لكن الصحافة وسيلة إعلامية قريبة من المواطن ومن قضاياه.
ويمكن القول إن نابليون هو الذى أنشأ الصحافة العربية عندما أصدر جريدة التنبيه فى مصر عام 1800 ورأس تحريرها إسماعيل بن سعد الخشاب، لكنها استمرت عامًا واحدًا، وأغلقت بعد انسحاب الحملة الفرنسية عام 1801.. وكانت جريدة الوقائع المصرية هى ثانى الصحف العربية، وتأسست عام 1828 وما زالت تصدر حتى اليوم.. وتأسس الأهرام فى 27 ديسمبر 1875 ثم صدر الأهرام فى الإسكندرية فى 5 أغسطس عام 1876.
** الإبداع والابتكار تراجعًا قليلًا أو كثيرًا عن الصحافة. الإبداع فى الصياغة والأسلوب. لكن هناك عين الصحفى القادرة على أن تهزم عين الكاميرا. فعدسة الكاميرا الساحرة تسلط ضوءها الأحمر على الكادر، لكن عين الصحفى الحقيقى يجب أن ترى ما وراء هذا الكادر. والصحفى هنا ليس بالضرورة كاتبًا، لكنه مقدم البرنامج، والمراسل، والمحلل. فكيف يقدم كل من جمهموره العديد من المعلومات والإجابات، والكثير مما لا يراه الجمهور والمشاهدون، وهو ما أتمنى أن نراه فى مباراة الأهلى والزمالك بالرياض، فلا وصف للموصوف. ولا معلومة معلومة. وإنما أشياء من وراء الكادر بلغة رصينة وبعمق وموضوعية حتى تكتمل متعة فيلم الأهلى والزمالك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى تكتمل متعة فيلم الأهلى والزمالك حتى تكتمل متعة فيلم الأهلى والزمالك



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon