بقلم - حسن المستكاوي
** هل كان واردا أن يكون رصيد منتخب مصر اليوم 9 أو 11 بطولة لكأس الأمم الإفريقية بدلا من سبع.. السؤال يمكن طرحه بالنسبة لمنتخبات أخرى فى القارة أيضا؟!
** كان فوز المنتخب ببطولتى 1957 و1959 أمرا منطقيا للتاريخ وسبق الممارسة. فقد عرفت الكرة المصرية بطولات محلية ورسمية مبكرا مقارنة بغيرها فى دول القارة. فقد عرفت مصر أول كأس فى تاريخ كرة القدم عام 1913، عندما قدمت جريدة «الأمبر زيالى» كأسا باسمها، لمسابقة تتنافس فيها فرق الجاليات الأجنبية، وفى 7 مارس 1914 قدم أحمد حشمت باشا ناظر المعارف ورئيس الجمعية العمومية للأهلى كأسا لتتبارى عليها فرق طلبة المدارس العليا وخريجوها. وعرفت الكرة المصرية منافسات رسمية أخرى فى عام 1916 وهى الكأس السلطانية ثم كأس مصر، ودورى منطقة القاهرة ودورى المناطق. وفى العقد الأول من القرن العشرين لم تكن إفريقيا تلعب كرة القدم تقريبا.
** الفوز ببطولة 1962 كان فى متناول المنتخب الوطنى أيضا. فالبطولة الثالثة استضافتها إثيوبيا بمشاركة ثلاث دول أخرى هى مصر وتونس وأوغندا، ولعبت المباراة الافتتاحية يوم الأحد 14 يناير وانتهت بفوز إثيوبيا على تونس بأربعة أهداف مقابل هدفين، بينما فازت مصر على أوغندا بهدفين مقابل هدف واحد. وأقيمت فى هذه البطولة أول مباراة لتحديد المركز الثالث، وانتهت بفوز تونس على أوغندا بثلاثية نظيفة، بينما التقت مصر مع إثيوبيا فى النهائى وانتهى اللقاء بفوز إثيوبيا بأربعة أهداف مقابل هدفين فى مباراة شهدت شوطين إضافيين لأول مرة فى تاريخ بطولات القارة، وكانت مصر تقدمت مرتين لبدوى عبدالفتاح وتعادل «لوتشيانو وماتيكلى» ولعب الفريقان وقتا إضافيا وسجل إيتالو هدفا ثم سجل ووركو هدفا.
** جدير بالذكر ان الفريق الأثيوبى فى إطار سعية للفوز بالبطولة سمح بانضمام اللاعبين الأخوين «لوتشيانو وايتالو فالساو» (المولودان لأم من إريتريا، وأب عسكرى من إيطاليا).. وتمثيل المنتخب الأثيوبى، حيث كانت إريتريا فى هذا الوقت جزءا من أثيوبيا.
** كانت البطولة الثالثة فى يد منتخب مصر لكنها طارت. إنها بطولة 1974 فى القاهرة حيث هزمنا أوغندا 2/1 وزامبيا 3/1 وساحل العاج 2/صفر وفى مباراة قبل النهائى مع زائير خسر المنتخب 3/2 وكان قريبا من الفوز وبدلا من لعب النهائى كان نصيبه المركز الثالث وتلك بطولة ثانية بنتائج مبارياتها والفرص التى ضاعت أمام زائير كان المنتخب قريبا من إضافة لقبه الثالث، لكنه أهدر فرصة تاريخية أخرى. وفى بطولة 1984 بساحل العاج قدم المنتخب مباريات قوية تحت قيادة المدرب الوطنى الكابتن محمد عبدصالح الوحش وفاز الفريق على الكاميرون 1/صفر، وعلى ساحل العاج 2/1 ثم تعادلنا مع توجو صفر / صفر. وفى قبل النهائى لعب المنتخب مباراة كبيرة أمام نيجيريا وتعادلنا 2/2 وخسرنا بركلات الترجيح 7/8. وحصلنا على المركز الرابع بعد الخسارة من الجزائر. وكان أداء المنتخب الذى تصدر مجموعته مميزا، وعلى الرغم من تطور كرة القدم فى القارة فى تلك السنوات، فإن الأداء الذى قدمه منتخب مصر كان يستحق التقدير، لكن كالعادة اعتبر عدم الفوز بالكأس فشلا، وعزف الإعلام كعادته «نشيد الهزيمة»!
** لكن أفضل بطولات منتخب مصر فى التاريخ الحديث لكأس الأمم الإفريقية كان فى بطولة 2008، بقيادة الكابتن حسن شحاتة، حيث قدم الفريق أعلى مستويات الأداء الجماعى، وبجيل من اللاعبين أصحاب المهارات، وكذلك تكرر هذا المستوى نسبيا فى بطولة 2010، ليحقق الفريق اللقب الثالث على التوالى، بعد إحراز لقب بطولة 2006 أيضا فى ملحمة رياضية وجماهيرية عظيمة. وينسب لمنتخب 1998 أنه قدم ايضا أعلى المستويات التكتيكية بقيادة الكابتن محمود الجوهرى فى بوركينا فاسو..
** المدهش أن اللقب الإفريقى حققه المنتخب عام 1986 بركلات الترجيح أمام الكاميرون، ولم يكن بأفضل مستوى، وكذلك بحسابات النتائج فقط كان المنتخب قريبا جدا من الفوز ببطولتى 2017 و2021 ولكنه كان بعيدا بمعيار المستوى والأداء الجماعى. وخسر المباراة النهائية فى 2017 أمام الكاميرون 1/2، وخسر المباراة النهائية أمام السنغال فى 2021 بركلات الترجيح. ومع أن الفريق كان قريبا جدا من اللقبين سواء بهدف يهز شباك الكاميرون أو بركلة أمام السنغال فإنه لم يكن فى أفضل مستوياته الفنية فى هاتين البطولتين!