بقلم - حسن المستكاوي
** دراسة التقدم بطلب تنظيم مدينة القاهرة لدورة الألعاب الأوليمبية لعام 2036 خبر ممتاز، لكن السير فى هذا الطريق يتطلب جهودا جبارة وشاقة. والخبر يبدأ بأن عقد وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحى اجتماعا مع مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية بشأن ملف استضافة دورة الألعاب الأوليمبية وشهد الإجتماع مناقشة ملف ترشح القاهرة (المدن وليس دول) لاستضافة الدورة مع الاستشاريين والمتخصصين فى هذا الملف واستعراض الخطوات التى تمت منذ زيارة توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية لمصر العام الماضى. على أن تبدأ الخطوات الفعلية بعد دورة باريس الأوليمبية 2024.
** من أهم ما جاء فى الإجتماع كان مناقشات حول ملفات الدول الأخرى التى أعلنت رغبتها فى الترشح والخطوات التى قامت بها وأيضا استعراض ما تم فى ملفات باريس 2024 ولوس أنجلوس 2028 وبريزبان 2032.
** يذكر أن قائمة المنافسين كبيرة وتتضمن الصين حيث يمكن أن تتقدم 12 مدينة لدخول سباق استضافة الأوليمبياد، وهى بكين، شانغهاى. ونانجينج، وجوانزو، هانجتشو، ووهان، وشيان، و شنجن، و جينان، وداليان، وسوجو وتشنجتشو ومن إيطاليا فلورنسا وبولونيا، وإسطنبول من تركيا. وبرلين، وألمانيا وأوديسا، وأوكرانيا ومونتريال وتورونتو من كندا. وأحمد أباد من الهند، وفلاديفوستوك، روسيا، وجوادالاخارا ومكسيكوو تيخوانا ومونتيرى، من المكسيك. وهذا التنافس يعكس اهمية استضافة الدورة الأوليمبية وهى الحدث الرياضى الأكبر والأهم على مستوى العالم، وتقدم فيها المدينة المضيفة ثقافة الدولة وحضارتها وتقدمها وموقعها السياحى بجانب أن استضافة الألعاب الأوليمبية تعنى انتعاشا سياحيا واقتصاديا وصناعيا فهناك ما يسمى بصناعات الأوليمبياد.
** وخلال الأعوام الأخيرة استضافت مصر ونظمت العديد من الأحداث والبطولات القارية والعالمية، مثل كاس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2019 وبطولة العالم لكرة اليد مصر 2021 وبطولة العالم للسلاح للشباب والناشئين 2021، وكاس العالم للخماسى الحديث 2021 وكأس العالم للجمباز 2021 وبطولة العالم للمضمار للدراجات للناشئين 2021، وبطولة العالم للرماية على الأطباق 2021، وبطولة العالم للجمباز 2022، وغيرها وغيرها من البطولات، بما تملكه مصر من بنية رياضية تحتية وتدخلها قريبا المدينة الأوليمبية بطريق العين السخنة أمام العاصمة الإدارية، وبالإضافة إلى ملاعب واستادات منتشرة فى القاهرة والإسكندرية ويمكن إضافة ملاعب متخصصة فى شرم الشيخ الغردقة على سبيل المثال.
** لكن.. الدورة الأوليمبية شىء أكبر واستضافتها تخضع لتفاصيل بالالاف، الإقامة والانتقالات والمطارات والقرية الأوليمبية، ومن التفاصيل مثلا المطبخ الأوليمبى فكيف يأكل الرياضيون وماذا يأكلون.. وكيف يوفر المطعم الأوليمبى وجبات الطعام لأكثر من 22 ألف شخص يوميا من الصين والهند إلى البرازيل والأرجنيتين ومن السويد إلى إستراليا؟!
** المطعم الأوليمبى ضخم وشهى ويرضى كل الأذواق وروعيت فيه العقائد والديانات أيضا ويوصى المطبخ الأولمبى على 40 مليون صحن قابل للتحلل لتقديم ما يصل إلى 60 ألف وجبة طعام يوميًا للرياضيين المشاركين وإعداد 14 مليون وجبة على مدى أيام الدورة بكمية إجمالية يصل وزنها إلى 150 طن وسيبلغ الفاقد منها 55 طنا.. ويلاحظ أن السباح مايكل فيلبيس كان معدل سعراته الحرارية اليومية يقدر بين 8 وعشرة آلاف.. ولإعداد ستة آلاف وجبة فى الساعة يحتاج المطبخ الأوليمبى إلى ما يلى على الأقل:
** 15 ألف لتر لبن و300 ألف بيضة و300 طن فواكه وخضراوات و85 طن أسماك و25 ألف قطعة خبز و750 لتر عصير طماطم و 2 مليون لتر مياه و 3 أطنان من الحلوى..
** وهناك تكلفة استضافة الدورة الأوليمبية، وهى تختلف بين مدينة وأخرى، وتتراوح بين 5 مليارات دولار وبين 18 مليار دولار. وربما تزيد التكلفة وتتجاوز العشرين مليار فى السنوات القادمة. لكن مكاسب الدورات ثمينة وإلا ماتسابقت المدن على استضافتها. وهنا أتوقف عند أمر مهم للغاية، ففى دورات أثينا كان هناك 150 فردا من الصين حضروا الدورة عام 2004 لمتابعة تفاصيلها على الطبيعة قبل تنظيم بكين دورتها عام 2008. والأمر تكرر فى دورات سابقة أخرى.. فهل نرسل وفدا متكاملا إلى دورة باريس مثلا قبل التقدم بطلب رسمى ودخول السباق الذى ستعلن نتيجته بين عامى 2025 و2026؟!