بقلم - حسن المستكاوي
** الأخبار السعيدة القادمة من أكرا حيث تجرى دورة الألعاب الإفريقية رقم 13 تشير إلى تفوق مصرى كاسح.. نعم المصريون يتصدرون جدول الميداليات، ويسبقون نيجيريا وجنوب إفريقيا والجزائر وتونس وغانا وغيرها من دول القارة. وهو أمر متوقع لأن الرياضة المصرية على المستويين العربى والقارى تأتى فى المقدمة، وإن تفاوتت درجات التفوق فى دورات عن دورات. لكن هذه الدورة التى لا نشاهدها للأسف ولا أعرف كيف أصل إلى منافساتها، تقدم لنا فى كل يوم أخبار منجم الذهب المصرى فى مختلف اللعبات. حيث تحرز البعثة المصرية ميدالياتها وتحقق انتصاراتها، فى رياضات قديمة وأخرى جديدة. هناك اكتساح فى السباحة والمصارعة والملاكمة والسلاح والخماسى الحديث والشطرنج وتنس الطاولة والكاراتيه، والكرة الشاطئية ومصارعة الذراعين وغيرها من اللعبات.
** السباحة حققت 35 ميدالية، منها 16 ذهبية، وفازت فريدة عثمان الملكة فريدة بـ8 ميداليات 4 ذهب و4 فضة، وحصل مروان القماش على لقب أحسن سباح فى الدورة، وحطم السباحون المصريون العديد من الأرقام القياسية. ورفع الأثقال 36 ميدالية وتنوعة منها 27 ذهبية، والأبطال يحققون الذهب والفضة فى كل الألعاب، ولا أملك المنساحة لكتابة أسماء الجميع، لكنى أسجل هنا بعض النماذج فخرًا واعتزازًا ببطولاتهم وإنجازاتهم وكفاحهم خارج نطاق أسوار كرة القدم التى تستأثر بكل الاهتمام، وحين يُصاب إصبع لاعب يصير الإصبع المصاب خبرًا مهمًا، وحين ينتقد لاعب على أدائه أو تتم الإشادة بلاعب على أدائه يتحول الأمر إلى جدل مجتمعى لماذا وكيف ؟ والأطرف أن بعض لاعبى كرة القدم يحتلون الترند قبل المباراة وأثناء المباراة وبعد المباراة، وتبحث عن السبب، فتجد أسفل الترند أهدافًا للاعب من سنوات أو هدفًا جميلًا فى مباراة سابقة، أو تمريرة مضى عليها أسابيع كأن هناك ورشة عمل مخصصة للاعب كى يتقدم الترند، بينما أبطالنا فى أكرا الذين يحرزون الذهب والميداليات، ويعزف من أجلهم النشيد الوطنى يوميًا عدة مرات لا تجدهم فى موقع الترند.. ما هذا الزمن؟!
** التدريب من أجل البطولة شاق للغاية. قد يصل إلى 6 ساعات يوميًا على الأقل. وهناك لجان فنية فى وزارة الشباب والرياضة تتابع هؤلاء الأبطال وترعاهم وتوفر لهم الإمكانات، وأرجو أن يرتب الدكتور أشرف صبحى تكريمًا خاصًا لكل أعضاء البعثة المصرية فى الألعاب الإفريقية، ولو كان الأمر ممكنًا يكون التكريم رئاسيًا، لأنهم أبطال بالمعنى الحرفى، وكل منهم يحتضن علم مصر بمشاعر وطنية رائعة. وأكررهنا أيضًا أن الأسرة المصرية هى المصنع الأول لهؤلاء الأبطال، ومنهم من يدرس فى أمريكا بمنح دراسية أو بمصاريف مرتفعة تتحملها الأسرة من أجل البطولة، ومنهم من تفوقوا فى منافسات الجامعات الأمريكية التى تعد المصدر الرئيسى لأبطال الولايات المتحدة فى تاريخ الألعاب الأوليمبية. كما يأتى دور الاتحادات المصرية فى بعض اللعبات بتنمية مهارات الأبطال الذين يظهرون فى أنديتهم. وهذه الأندية أيضًا تعد مصنعًا للمواهب والأبطال فى مختلف اللعبات. وكل بطل له قصة كفاح من أجل لعبته وبطولته. ولا يمكن أن يدرك ذلك سوى من عاش تجربة التدريب الشاقة وعاش الحرمان من مباهج الحياة وسنوات الطفولة كى يحقق حلمه فى ميدالية على مستوى الجمهورية أو الدورات العربية والإفريقية وألعاب البحر المتوسط، التى شهدت مؤخرًا إنجازات مصرية فى ألعاب القوى بجانب الألعاب الأخرى خصوصًا بسنت حميدة بطلة 100 و200 متر جرى سيدات فى البحر المتوسط وهو إنجاز غير مسبوق.
** كنت أتمنى أن أكتب أسماء جميع الأبطال والبطلات.. كى يفخر بكم كل مصرى ومصرية كما أفخر بكم.. إنكم تجسدون المعنى الحقيقى للبطولة بعيدًا عن أسوار كرة القدم.