توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المباريات الأفريقية حفلة موسيقية

  مصر اليوم -

المباريات الأفريقية حفلة موسيقية

بقلم - حسن المستكاوي

** كانت أفريقيا فى بدايات القرن العشرين قارة تعيش وراء الزمن وفى رحابة من الزمن، كانت قارة بسيطة وبطيئة، مهمومة ومشغولة بصراعها ضد الفقر والتخلف والجهل والاستعمار، وكانت تحكم أرضها الرحبة والواسعة قبائل الماساى والأشانتى والهاوسا والبانتو وغيرها من القبائل، ويعد شعب البانتو من أكبر الجماعات البشرية وأشهرها الموجودة فى أفريقيا. وتضم «البانتو» حوالى 400 مجموعة عرقية مختلفة من أفريقيا. وهى إحدى السلالات الفرعية للسلالة المنتشرة على طول الحدود فى كينيا وأوغندا والكونغو ونيجيريا، بدءًا من السواحل النيجيرية المطلة على المحيط الأطلنطى غربًا، مرورًا بحوض الكونغو وإقليم هضبة البحيرات الاستوائية وكينيا، وانتهاءً بمصب نهر جوبا على المحيط الهندى شرقًا.
** كان رموز القارة جمال عبدالناصر ونكروما وباتريس لومبامبا وحتى هيلاسيلاسى وعيدى أمين. لم تكن القارة تعرف بعد لعبة كرة القدم وأهميتها ودورها الإنسانى.. ثم تغير كل شىء فى النصف الثانى من القرن الماضى. بدأت أفريقيا تهزم التخلف، وتدرك أهمية الزمن، وعاشت حركات تحرر وطنى، ورفضت الاحتلال، وحاربت الاستعمار، وربما تعلمت كيف تحتوى الاستعمار.
** وعلى مدى الزمن ظلت الطبول تدوى وتقعقع فى الغابة، وظل الرقص من أهم وسائل التعبير والاتصال، فشعوب القارة ترقص قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب، وترقص أيضا قبل اللعب وأثناء اللعب، وبعد اللعب.. وهى تواجه الخوف بالرقص، وتتحاور بالرقص، وتقيم الزفاف وسط حفلات الرقص، وتنظم جنائز دفن الموتى وسط حفلة رقص، ومباريات كرة القدم فى أفريقيا عبارة عن حفلة موسيقية، فلا يتوقف دق الطبول وصوت الآلات النحاسية أبدا، ولا يتوقف العزف والغناء أبدا بغض النظر عما يجرى فى الملعب وبغض النظر الفريق ينتصر أو يهزم.
** وقد قال لى المدرب الفرنسى باتريس نوفو حين عمل فى مصر واحد المدربين الكبار الذين عملوا فى أفريقيا وفى آسيا وفى بعض الدول العربية، أن اللاعب الأفريقى يغنى ويرقص قبل أن يخوض مباراة مصيرية وأن اللاعب الصينى لا يكف عن الكلام قبل المباريات المهمة، وأن اللاعب العربى يواجه الخوف والتوتر بالرجاء والدعاء والصلاة بينما اللاعب الأوروبى تراه صامتا شديد التركيز كأنه مقبل على معركة.. وهى فروق جوهرية تعكس الاختلاف بين ثقافات الشعوب، ومن أهم الثقافات كيفية مواجهة التوتر والخوف؟!
** ** انطلقت البطولة رسميا فى 10 فبراير 1957 على الملعب البلدى فى الخرطوم، لكن فكرتها تعود إلى 8 يونيو 1956 عندما اجتمع فى فندق «افينيدا» فى البرتغال المصريان عبدالعزيز سالم ومحمد لطيف والسودانيون عبدالحليم شداد وبدوى محمد وعبدالحليم محمد والجنوب أفريقى فريد ويل ليناقشوا فكرة تأسيس الاتحاد الأفريقى وإطلاق مسابقة بين المنتخبات القارة الأفريقية.
** انطلقت كأس الأمم الأفريقية وسط حركات التحرر الوطنى ومنذ اللحظة الأولى كانت هناك سياسة، وخلال الاجتماع التأسيسى، فى فندق «جراند أوتيل» فى الخرطوم بعد 8 أشهر من اجتماع الفكرة والبداية فى البرتغال وقبل يومين من المباراة الافتتاحية للدورة الأولى فوجئ الحضور باعتراض ممثل دولة جنوب أفريقيا على تمثيل بلده فى البطولة بفريق يمثل كل أطياف الدولة من الشعب، وأنه يريد أن يلعب البطولة بفريق من البيض فقط.. حيث كانت جنوب أفريقيا فى ذلك الوقت تتبع سياسة الفصل العنصرى، وهى السياسة التى كلفتها الحرمان من المشاركة فى المحافل الدولية الأفريقية والعالمية لفترات طويلة لاحقا.
** وإزاء هذا التعنت من مندوب جنوب أفريقيا، وإصراره على موقفة فى لعب البطولة بفريق من البيض، ظنا منه أن البطولة لن تقام بثلاث منتخبات فقط.. فكان القرار الجرىء من رئيس الاتحاد الأفريقى عبدالعزيز سالم بالاتفاق مع ممثلى الاتحاد السودانى والإثيوبى باستبعاد جنوب أفريقيا من البطولة، وإقامتها بفرق المنتخبات الثلاث المتبقية فقط.
** كانت المباراة الأولى بين السودان ومصر التى أسفرت عن فوز منتخب مصر 2/1 ونال رأفت عطية شرف تسجيل الهدف الأول فى النهائيات. وسجلت مصر اسمها كأول دولة تحرز اللقب بفوزها على إثيوبيا فى المباراة الثانية 4/صفر سجلها جميعها محمد العطار الملقب بـ«الديبة». وكان يقود المنتخب المصرى فى ذلك الوقت المدرب الوطنى مراد فهمى ليسجل نفسه كأول مدرب مصرى ووطنى يحقق اللقب فى تاريخ البطولة.
** ومن المفارقات التاريخية أن السياسة والساسة صنعوا منتخبات قوية وأندية قوية فى الستينيات من القرن العشرين.. وتلك حكاية أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المباريات الأفريقية حفلة موسيقية المباريات الأفريقية حفلة موسيقية



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon