توقيت القاهرة المحلي 19:02:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ترى صحافة العالم نتائج فرقها؟!

  مصر اليوم -

كيف ترى صحافة العالم نتائج فرقها

بقلم - حسن المستكاوي

 

** الصحافة بمعناها الواسع هى صحافة الورق والمواقع، وصحافة التليفزيون والإذاعة، وصحافة الجمهور أو صحافة مواقع التواصل الاجتماعى.
لكن ماذا عن صحافة الخبر والنقد والتحليل؟ إنها ترصد الواقع أمامها، ولا يجب أن تحركها الانتماءات، سواء لفريق أو لمنتخب البلد، وهى لا تبرر، ولا تفتش عن أسباب لخسارة فريق دون النظر لأسباب تفوق الفريق الآخر، ولا تنظر هذه الصحافة ولا يجب إلى شماعات، أو رود فعل الجماهير، ولا تنظر أيضا إلى ما كان، وإنما إلى ما هو كائن أمامها، وإلى ما يجب أن يكون من أعلى مستويات اللعبة ومهاراتها الحديثة والضرورية.
** أعود إلى عام 2014، فقد كانت تحولات الصحف شديدة وسريعة للغاية. أعود إلى كأس العالم لكرة القدم فى البرازيل، أعلى مستويات اللعبة، وقد شهدت صحف الكوكب بكل اللغات، أشكالا من المدح والنقد وسرعة التحول والاشتعال، واستخدمت كلمات شديدة القسوة، وكلمات عالية المبالغة من مباراة إلى مباراة، ومن فوز إلى هزيمة.. فقد وجهت الصحف الألمانية انتقادات لاذعة لأداء المنتخب فى مباراته مع الجزائر على الرغم من تأهله إلى دور الثمانية بعد فوزه 2/1 فى الوقت الإضافى. وقالت كيكر: «إنه الحظ. كرة مجنونة أوصلتنا إلى ربع النهائى». أما النسخة الإلكترونية من صحيفة «شبيجل» فقالت: «فوز مرتجف على الجزائر» ثم نجد أن نفس الصحافة فرحت واحتفلت عقب فوز ألمانيا على الأرجنتين فى المباراة النهائية؟ «1 ــ صفر، بطل العالم»، «ماريو الخارق». وأضافت «أنت أكبر الكبار».
** الصحف البرازيلية أخذت تستعد لكأس العالم على أرضها، وهى تتوقع الفوز باللقب، والقضاء على أشباح ماراكانا، نسبة إلى هزيمة منتخب السامبا على أرضه أمام أوروجواى عام 1950 فى حضور 205 آلاف متفرج. لكن الصدمة كانت عنيفة للغاية حين خسرت البرازيل أمام ألمانيا 7/1. وكانت عناوين الصحف من نوع: «الإحراج الأبدى» و«العار» و«الخجل». و«مجزرة». وقالت صحيفة لانس: «إن الخسارة الدرامية أمام أوروجواى فى مونديال 1950 بدت هزيلة أمام هذه الهزيمة التاريخية أمام ألمانيا. وذكرى ماراكانزو باتت أمرا بسيطا وشيئا من الماضى». وعندما خسر منتخب البرازيل مباراة المركز الثالث أمام هولندا صفر / 3 كتبت صحيفة «او ديا»، عنوانا مختصرا: «ارحل فيليباو» «مدرب؟! أى مدرب؟»، فى إشارة إلى سكولارى المدير الفنى للفريق.
** رد فعل الصحافة البرازيلية لخسارة المنتخب بتلك القسوة أمام ألمانيا ثم أمام هولندا، أمر طبيعى ومتوقع، إلا أن اللغة قبل انطلاق البطولة، كانت تنطق بالأمل والتفاؤل، ومحشودة بتوقعات عن لقب سادس قادم، وعن القضاء على ذكرى الهزيمة المؤلمة السابقة عام 1950 أمام أوروجواى، ولكن البرازيل التى كانت تتحدث عن القضاء على أشباح ماراكانا، خرجت من مونديال 2014 وتطاردها أشباح بيلو هوريزونتى، وهى المدينة التى شهدت الهزيمة التاريخية أمام ألمانيا. وما زالت البرازيل تعانى حتى اليوم!.
** كانت الصحافة الإيطالية قاسية فى تعبيرها عن خروج المنتخب بعد الهزيمة أمام أوروجواى، وقالت صحيفة لاجزيتا ديلو سبور: «إنها كارثة خسرنا كل شىء. المباراة، المونديال، المدرب والرئيس. وبذلك تكون بحكم الميت». وكان المدرب ورئيس الاتحاد استقالا عقب الهزيمة مباشرة.
** ماذا لو كان منتخب بلادك بطلا متوجا لكأس العالم ولبطولة كأس الأمم الأوروبية، ثم تجده يخسر لقبه كبطل للعالم فى البطولة التالية؟
** قامت الدنيا ولم تقعد على رأس الفريق الإسبانى حين خسر 1/5 أمام هولندا، ثم تحولت الصحف الإسبانية إلى ما يشبه صياغة نعى على رحيل لاروخا، وقالت ماركا: النهاية.. نهاية رهيبة «وداعا للسنوات الذهبية».
وكتب المعلق خوانما ترويبا، رابطا بين فشل إسبانيا وتراجع أداء برشلونة فى المواسم الأخيرة. فلاعبو النادى الكتالونى وأسلوب «تيكى تاكا» أثروا بقوة على المنتخب لكننا لم نتصور أبدا وداعا مثيرا للشفقة إلى هذا الحد، من قبل فريق بدا سيئا». وكالعادة فى بعض الحالات حدث خلط مريض وعجيب بين المنتخب الإسبانى وبين الدولة ذاتها، فقال مشجعون فى تعليقات لهم على خروج لاروخا من البطولة. لقد استسلموا. لقد أذلونا. لقد أذلوا إسبانيا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ترى صحافة العالم نتائج فرقها كيف ترى صحافة العالم نتائج فرقها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon