بقلم - حسن المستكاوي
كأس العالم لكرة القدم هى أقوى بطولات اللعبة دون نقاش. وتليها كأس الأمم الأوروبية، دون نقاش أيضا، لكن ما هى البطولة الثالثة؟ هل كوبا أمريكا أم كأس الأمم الإفريقية أم كأس الأمم الأسيوية أم بطولة الأوقيانوس التى هربت منها أستراليا لضعفها؟ بينما تعانى كرة القدم فى أمريكا الجنوبية من تراجع يثير الدهشة فى مستويات المنتخبات بصفة عامة، ومن تعنف المباريات وسوء تنظيم المنافسات وهو ما ترتب عليه ضعف المتابعة الإعلامية.
** منذ سنوات وضع الفيفا كأس الأمم الإفريقية فى المركز الثالث من حيث القوة لشدة تنافس المنتخبات المشاركة فيها على لقب البطولة، ولأنها دائما ما يشارك فى منافساتها عدد كبير من أهم وأفضل نجوم الأندية الأوروبية المختلفة. حيث إن قوائم المنتخبات الإفريقية الـ 24 تضم العشرات من لاعبى الأندية الأوروبية. حتى أن العديد من المحللين والخبراء يقيمونها على أنها بطولة أمم أوروبية ثانية لكون معظم اللاعبين المشاركين فيها يلعبون فى أهم وأكبر الدوريات الأوروبية الكبرى، فى إنجلترا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال وهولندا وبلجيكا.
** وكانت الهجرة الشرعية إلى الشمال، للاحتراف من أحلام اللاعبين الأفارقة الصغار للقفز من أسوار الفقر والحاجة إلى مناطق الحلم والأمل والثراء فى أوروبا. وهو ما تحقق على مدى سنوات. وإذا كان ذلك من أهم أسباب تقدم الكرة الإفريقية، فإن قارة أسيا الثرية ماديا، التى توصف بأنها قارة المستقبل، لم تمارس هذه الهجرة على نطاق واسع، باستثناء اليابان وكوريا الجنوبية أخيرا بحثا عن انغماس اللاعبين فى ثقافات أوروبية كروية تضيف للمنتخبات، وهو أمر يخضع لسياسة إدارية واضحة، بينما لا يحترف لاعب غرب أسيا بحثا عن حلم الثراء مثل نظيره الإفريقى، ويجرى تعويض الاحتراف فى تلك المنطقة بأفضل المدربين وربما بأفضل اللاعبين، وهى سياسة مارسها الغربى الأسيوى منذ مطلع السبعينيات.
** كأس الأمم الإفريقية رقم 34 تدق الأبواب وعلى عكس ما شهدته بعض البطولات الماضية من غياب بعض الأبطال السابقين يشارك فى بطولة كوت ديفوار 12 بطلا سابقا أى نصف المنتخبات المشاركة وهذه المنتخبات تجمع فيما بينها ألقاب 30 من 33 بطولة سابقة ويغيب من الأبطال السابقين عن كوت ديفوار منتخبات السودان (1970)، وإثيوبيا (1962) والكونغو (1972). وتلك المشاركة القوية للأبطال السابقين تشير إلى بطولة قوية قادمة، خاصة أن تلك القوة يمكن أن يضاف إليها التطور الذى طرأ على بعض المنتخبات الصغيرة التى كانت تبدو مثل الاسماك فى بحر الحيتان.
** على مدى نحو 18 شهرا بداية مارس 2022، وحتى سبتمبر الماضى. وشهدت التصفيات 142 مباراة موزعة بين الدور التمهيدى ودور المجموعات، علما بأن المنتخب الإيفوارى، الذى تستضيف بلاده البطولة شارك أيضا فى التصفيات رغم تأهله بصفته ممثل البلد المضيف.
** وعلى مدى التصفيات، لم ينجح أى فريق فى تحقيق العلامة الكاملة فى التصفيات؛ فلم يفز أى منتخب بجميع المباريات التى خاضها فى مجموعته. وكان المنتخب الجزائرى هو الأفضل نجاحا حيث حقق الفوز فى خمس مباريات وتعادل فى مباراة واحدة ولم يتلقَ أى هزيمة، فيما حققت كل من منتخبات مصر ونيجيريا ومالى الفوز فى خمس مباريات وخسرت مباراة واحدة. وبخلاف المنتخب الجزائرى، شهدت التصفيات منتخبين آخرين لم يتعرضا للهزيمة وهما المنتخب الغانى، الذى تصدر المجموعة الخامسة بثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات، ويعانى منتخب غانا من عقدة عدم الفوز باللقب منذ قرابة 42 عاما، ووصل النجوم السوداء للنهائى مرتين فى عامى 2010 أمام مصر وفاز الفراعنة 1/ صفر، وفى عام 2015 أمام كوت ديفوا ر وفاز الأفيال 9/8 بركلات الترجيح. وفى التصفيات تصدر المنتخب السنغالى حامل اللقب، المجموعة الثانية عشر بأربعة انتصارات وتعادلين.