توقيت القاهرة المحلي 00:33:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجال تحب ألا تصدقهم!

  مصر اليوم -

رجال تحب ألا تصدقهم

بقلم - حسن المستكاوي

** كانت مشاركة حكامنا الثمانية فى إدارة مباريات كأس الأمم الإفريقية مميزة وناجحة. لكن لماذا على الرغم من هذا المستوى الجيد من حكامنا فى كأس الأمم الإفريقية يطالب الأهلى والزمالك بحكم أجنبى لمباراة نهائى الكأس ولماذا على الرغم من المستوى الجيد للحكام المصريين فى الأمم الإفريقية بشهادة الجمهور نراهم يتعرضون للنقد وللهجوم الشرس فى مباريات الدورى والكأس المحلية وفى غيرهما؟
** هناك تفسير واضح سبق أن أشرت إليه، وهو أن حكام كرة القدم كانوا يلعبون فى الأمم الإفريقية بعيدا عن الضغوط التقليدية التى تخرج عن ضغوط التنافسية فى إفريقيا، وتخرج عن ضغوط المباراة. وإذا كان الحكم واثقا بنفسه ويدير اللقاء باحترافية وبلياقة بدنية كبيرة، فسوف ينجح. لكن المشكلة تكمن فى الضغوط التى لا يستطيع أن يواجهها أو يهزمها. فى كأس إفريقيا هم يلعبون فى اختبار مستواه أعلى من مبارياتنا المحلية، وأمام اتحاد قارى مستواه أعلى من مستوى اتحادنا الأهلى، وأمام اتحاد دولى مستواه أعلى من الاتحادين القارى والمحلى فكان لابد من ارتقاء مستواهم وهم يلعبون بعيدا عن كل أشكال الضغوط، فلا جمهور يحاسبهم على الأداء، ولا ضغوط من إدارات أندية ولاعبين ومدربين وإداريين، يعلقون فشلهم الفنى على التحكيم، وبصراحة، ولا استديوهات تحلل الأداء وتعيد وتحسب اللعبة بالتصوير البطىء والسريع مرة ومرات، بينما قرار الحكم فى الملعب يكون فى جزء من الثانية وهو الوحيد الذى لا يمكنه أبدا: لا أعرف. لحظة اتخاذ القرار.
** هذا لا يحدث فى الملاعب المصرية وحدها، وأذكر أنه فى مباراة إفريقية للأهلى مع الترجى التونسى، وفى استديو تحليلى بقناة عربية شهيرة، قيل فى الاستوديو التحليلى جملة مذهلة: «لمسة يد بلمسة يد، والبادى أظلم ».. وهى جملة تقال فى المقاهى، وفى معايرات الأطفال أثناء ممارسة لعبة «الثعلب فات!».
** الآن أفضل الحكم الأجنبى لأن مباراة نهائى كأس مصر ليست مباراة إفريقية بين فريقين من القارة يديرها حكم مصرى، لكنها مباراة محلية مصرية، فيها الضغوط نفسها، وفيها يطل مجتمع الشك كعادته، وليس اليقين والثقة. وأضف إلى ذلك الأجواء التى تحيط بالمباراة، التى تمثل أقدم ديربى عربى، وستكون مشهودة فى الإقليم، نظرا لأنها بين الأهلى والزمالك، ويحيط بها مظهر أل كلاسيكوس دوس كلاسيكو» أى المباراة الأكثر كلاسيكية من جميع المباريات الكلاسيكية..!
** كان الحكم الإنجليزى ماكميلان أول حكم أجنبى يدير مباراة القمة فى الدورى المصرى بين الأهلى والزمالك وذلك عام 1955 وتعادل الفريقان 1ــ1 وحتى عام 1966 كان ماكميلان الحكم الاجنبى الوحيد الذى أدار مباراة القمة، ولكن بعد الشغب الذى اندلع فى مباراة الفريقين على ملعب الزمالك وألغاها الحكم صبحى نصير بدأت فكرة الاستعانة بالحكم الاجنبى لإدارة المباراة وبالفعل أدار لقاء الفريقين عام 1966 فى الدور الثانى الحكم اليونانى خوسيلوس.
** الأجواء تشير إلى أفضلية الحكم الأجنبى لأسباب كثيرة ومنها أيضا الإطار المادى للمباراة، فالفائز سينال 950 ألف دولار، وجائزة أحسن لاعب 50 ألف دولار. والأجواء تبدو كأنه «عرض» يجمع بين فنون كرة القدم والتصوير والإخراج لمباراة، ولذلك أشعر أننا سنشاهد حماسا وشراسة والتحامات وضغطا فى كل الملعب. وحكام كرة القدم يخطأون بالطبع فى المباريات المحلية، نتيجة لكل ما أشرت إليه من ضغوط، بجانب أنهم أحيانا يحسبون أحيانا قميص الأهلى وقميص الزمالك، وبناء عليه يتخذون أحيانا قرارات غير دقيقة، وهذا أيضا بسبب ضغوط شعبية الناديين الكبيرين.
** أنا دائما مع الحكم المصرى، مهما كان الأمر لكن القضية ليست الحكم، وإنما كل ما يحيط بالحكم. اللاعبون والمدربون والإعلاميون والجمهور يحبون ألا يصدقوا الحكم المصرى. فمهما كان عادلا ستبقى هناك مساحة الشك فى قرارته. وقديما جدا كتبت صحف إنجليزية تعبيرا غريبا ولطيفا عن الحكام، وقالت: men we love to hate..
رجال نحب أن نكرههم. وحكام كرة القدم فى مصر هم رجال نحب ألا نصدقهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجال تحب ألا تصدقهم رجال تحب ألا تصدقهم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 00:33 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon