بقلم - حسن المستكاوي
** هذا الكلام ليس له علاقة إطلاقا بتونس الشقيقة، ولا بالشعب التونسى الراقى والمتحضر والمثقف، ولا له علاقة بالأندية التونسية ولا حتى بنادى الترجى العريق، وهذا الكلام ليس له علاقة إطلاقا بالمغرب الشقيق ولا بالشعب المغربى الرائع، لكن ما جرى يستحق وقفة حاسمة، خاصة أن أمرا مشابها جرى من جماهير الرجاء فى مباراة الأهلى كما جاء فى بيان الاتحاد الافريقى. وشهدت منافسات دور الثمانية بدورى الأبطال تعادل الترجى مع شبيبة القبائل 1 / 1 إيابا بعد أن انتهت مباراة الذهاب بفوز الترجى 1 / صفر، كما تعادل الرجاء مع الأهلى سلبيا بعد أن انتهت مباراة الذهاب بفوز الأهلى 2 / صفر. وبغض النظر عن النتيجتين فإن ما جرى يهدد مسابقات الاتحاد دون شك.. ماذا جرى؟
** 35 دقيقة من الشغب والعنف غير المعقول فى ملعب رادس. عقب نهاية الشوط الأول من مباراة الترجى وشبيبة القبائل الجزائرى. المباراة استكملت ولا أعرف كيف سمح الأمن التونسى باستكمالها. لقد كان المشهد لا يصدق. قنابل دخان مسيلة للدموع وحرائق فى المدرجات، ومشجع للترجى يمسك بمنشار كهربائى، يحطم به أسوار الملعب. وليست القضية ماذا فعل وإنما كيف دخل هذا المشجع بهذا المنشار إلى الملعب ولماذا حمله معه وما الهدف؟
** فى بيان له على موقعه الرسمى، أدان الاتحاد الافريقى أحداث شغب الجماهير التى شهدتها مباراتا الترجى التونسى أمام شبيبة القبائل الجزائرى بملعب رادس، والرجاء البيضاوى المغربى أمام الأهلى المصرى بمركب محمد الخامس، ضمن منافسات دورى أبطال أفريقيا. وذكر كاف أنه يدين بشدة سلوك المشجعين فى المباراتين. وقال فيرون موسينجو أومبا الأمين العام للكاف إن الأمر سيجرى تسليمه للجهات المختصة للتحقيق واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأضاف الأمين العام للكاف:«المشاهد فى تونس والدار البيضاء كانت غير مقبولة ولا يمكننا تحمل ذلك فى كرة القدم. إننا ندين بشدة التصرفات الجامحة التى يقوم بها بعض المشجعين. كاف سيسلم الأمر إلى هياكلنا القضائية لمزيد من التحقيق».
وتابع: «كانت مباريات دور الثمانية فى دورى أبطال أفريقيا بمثابة مشهد مذهل وإعلان عن كرة القدم الأفريقية. لقد رأينا بعض اللقاءات المثيرة التى أعادت التأكيد مرة أخرى على جاذبية مسابقات الأندية الأفريقية».
** ما جرى لو كان جرى فى ملعب أوروبى لخرجت من الاتحاد القارى قرارات صارمة وعنيفة بحق النادى الذى استضاف المباراة. مثل حرمانه من اللعب أمام جماهير لعدة مباريات أو نقل مبارياته خارج الدولة بجانب الغرامات المالية. ويمكن لمن لا يعلم ولا يريد أن يعلم أن يراجع قرارات الاتحادات الأهلية والقارية فى مواجهة أحداث العنف والشغب الهوجاء. أما بالنسبة للأحداث التى وقعت فى مسابقة الاتحاد الافريقى، فيجب أن تكون هناك قرارات عقابية من جانب الاتحاد المحلى للعبة، وقرارات عقابية من جانب الترجى والرجاء تجاه من يثبت تورطه من جماهيره فى تلك الأحداث المؤسفة والصادمة. كما يجب أن تكون هناك قرارات عقابية جنائية من جهات التحقيق فى تونس. وبعد ذلك وقبله كيف يمكن أن يلعب الأهلى مباراة الذهاب فى تونس أمام الترجى يوم 12 أو 13 مايو بعد الذى جرى فى رادس؟ وكيف ستمر أحداث مباراة الرجاء والأهلى؟
** فى احتجاج نادى شبيبة القبائل الجزائرى جاء أن المسئولين فى الاتحاد الافريقى أصروا على استئناف اللعب رغم مشاهد العنف والحريق والغاز المسيل للدموع فى رادس، مهددين شبيبة القبائل بعقوبات فى حال رفض اللاعبين العودة لأرضية الملعب، بحجة أن العنف مقتصر على المدرجات وليس له أى تأثير على أمن المتواجدين على الملعب، وأن الوضع تحت السيطرة.. فما هذا؟!
** هناك لوائح لدى الاتحاد الافريقى واثق أنها سوف تطبق دون لف ودوران، وبحث وتأجيل، وتردد وتأويل، ودون إلقاء الأزمة فى بحر القانون كى يفكر ويقرر ثم يطول النقاش ويتوه القرار. ولذلك أمام الاتحاد الافريقى اختياران، فإما أن يصدر قرارات عقوبات صارمة وقاسية وفقا للوائحه، فيكون بحق هو الكاف، وإما أن يصدر قرارات مطاطة وعائمة ولا تناسب الأحداث المؤسفة فيكون هو« كوكو» وليس الكاف..!