بقلم - حسن المستكاوي
** هذا تعبير استخدمته كثيرا، وأعنى به عالم الرياضة وكرة القدم المختلف والمنضبط، الذى واجه الانفلات والفوضى فى ميادين وحلبات الألعاب، لحماية المجتمع، وحماية هذا النشاط الإنسانى الجميل. ولعلنا نذكر جميعا ما فعلته رئيسة وزراء بريطانيا فى حقبة الثمانينيات لمواجهة ظاهرة الهوليجانز البغيضة، وهم قبضايات وفتوات الملاعب الإنجليزية، خاصة هؤلاء الذين تسببوا فى جريمة استاد هيسيل فى بلجيكا. فقد قدمت مشروع قانون للبرلمان البريطانى لإقرار عقوبات قاسية على المشاغبين. فاختفت ظاهرة الهيوليجانز.
** فى تاريخ البشرية وليس تاريخ الرياضة وحدها، عندما تفور الفوضى فوق السطح، ويغيب العقاب، يبدأ الإصلاح من سيف القانون الصارم الذى يطبق على الجميع فى ترسيخ لقيمة العدل والمساواة، وعقاب المخطئ. وقد نهضت الأمم بالتفكير والبحث العلمى والتعليم، وكذلك بالقانون. لكن العالم الآخر فى الرياضة ليس بعيدا عنا كما نظن، ففى السعودية أخطأ يوما صالح النعيمة إحدى أساطير اللعبة وضرب راية الكورنر بقدمه غضبا فتم إيقافه عقابا على ذلك، لأنه ضرب عصا، فما بالكم بمن يفعل ما هو ممنوع ومرفوض تماما وهو من يضرب حكما أو لاعبا منافسا؟!
** فى سوريا قرر الاتحاد السورى لكرة القدم إيقاف لاعب فريق الجيش وقائد منتخب سوريا، أحمد الصالح، عن اللعب مدى الحياة وفرض عليه غرامة، على إثر اعتدائه على حكم فى مباراة ختام مرحلة الذهاب من الدورى وكان الصالح، تعدى على حكم مباراة الجيش والوثبة فى ختام مرحلة الذهاب من الدورى والتى انتهت بفوز الوثبة 1ــ0.
وأظهر فيديو المباراة أن الصالح جاء مندفعا باتجاه الحكم ليضربه بكامل جسده، فطرده الحكم، إلا أن اللاعب ركله أكثر من مرة، وقام الصالح بركل الحكم وسبه والبصق عليه وركله بكرسى بلاستيك من مقاعد البدلاء وذلك أثناء إخراجه من الملعب بعدما تلقى البطاقة الحمراء وقد فرض الاتحاد غرامة مالية على اللاعب بقيمة مليون و500 ألف ليرة سورية.
** وفى الكرة الأوروبية قررت السلطات الإيطالية حرمان جمهور فرانكفورت الألمانى من الحصول على تذاكر مباراة العودة أمام نابولى فى دورى أبطال أوروبا. وكان مشجعو الفريق الإيطالى قد تعرضوا لهجوم فى فرانكفورت على هامش مباراة الذهاب التى جمعت الفريقين فى 21 فبراير، وانتهت بفوز نابولى 2 / صفر. وجرى حبس تسعة مشجعين لتورطهم فى أعمال شغب.
** وفى الكرة الإنجليزية أصبح المشجع أنطونيو نيل الذى وجه اساءات عنصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعى لإيفان تونى، لاعب برينتفورد أول شخص يتم منعه من دخول أى ملعب فى إنجلترا، وفقا لقانون جديد. وكان أنطونيو بعث بالرسالة المسيئة إلى تونى على حسابه بـ«إنستجرام» فى أكتوبر العام الماضى، ونشرها اللاعب علانية، وهو ما دفع الشرطة لفتح تحقيق.
واعترف نيل أمام قضاة نيوكاسل يوم 25 يناير بإرساله رسالة مسيئة. وحكم عليه بالحبس لأربعة أشهر مع إيقاف التنفيذ لمدة عامين، ومنعه لمدة ثلاثة أعوام من حضور مباريات كرة القدم فى إنجلتراوتشمل العقوبة الدوريات الخمس الرئيسية فى إنجلترا، بالإضافة للمباريات الدولية والتصفيات التى تقام فى إنجلترا، والبطولات التى تقام خارج البلاد.
وأصبح نيل أول شخص يتلقى مثل هذه العقوبة بموجب التشريع الجديد الذى تم طرحه العام الماضى، والذى يمنح سلطات إضافية للمحاكم لتوقيع عقوبات على المخالفين الذين يتورطون فى الانتهاكات ويرتكبون جرائم كراهية عبر الانترنت. كذلك تقرر حبس أحد مشجعى أيندهوفن ثلاثة أشهر لتعديه على حارس أشبيلية. والعقوبة هنا هى السجن وليس مجرد حرمان من مباراة أو إيقاف. فهكذا تكون العقوبات وهكذا تواجه الفوضى وهكذا يكون القرار.
** أعلم أن اتحاد كرة القدم فى مصر اتخذ قرارات إيقاف وشطب، منها شطب ثلاثة لاعبين فى القسم الرابع، ولاعبين بالقسم الثالث وإخصائى علاج طبيعى فى الممتاز ب واحتمال شطب مدير فنى فى نفس المسابقة.. لكن ماذا عن العقوبات الصارمة والحاسمة فى الدورى الممتاز المشهود والذى يحظى بمتابعة الملايين على الهواء مباشرة، ليكون العقاب درسا لم يخرج عن القانون والأخلاق والقيم الرياضية؟