بقلم - حسن المستكاوي
** نعم الأهلى البطل. فاز بالكأس الأفريقية للمرة رقم 11، وأضاف كأس الدار البيضاء إلى 16 لقبا للأندية المصرية. فاز الأهلى فى القاهرة، بينما ظل الوداد يطارد خيط دخان، بالأمل، وبالحلم، وبالكلام. وللدخان تحديدا قصة بسيطة لكنها كانت جوهرية!
** فى الدقيقة 67 لاحت للأهلى فرصة عندما لعبت تمريرة خلف مدافعى الوداد إلى أحمد عبدالقادر الذى دخل بها منطقة الجزاء وراوغ الحارس يوسف المطيع لكنه لم يسجل. وعقب تلك الهجمة توقف اللعب قرابة الخمس دقائق بسبب عدم وضوح الرؤية، لأن جمهور الوداد أطلق شماريخ حجبت الرؤية داخل الملعب، وبين قوسين (هل تلك الألعاب مسموح بها من وجهة نظر الكاف أم أنه كيكى عندما يرى تلك الألعاب النارية)؟!
** بينما الدخان يخيم على ملعب محمد الخامس، اجتمع مجموعة من لاعبى الأهلى وأخذوا يحمسون بعضهم البعض، وتحدث عبدالمنعم إلى زملائه وكذلك الشناوى وعلى مدى خمس دقائق توقف فيها اللعب، استرد الأهلى معنوياته وثقته وروحه القتالية، وبدأ مرحلة أخرى من المباراة، مرحلة التصميم على العودة، وعلى الهجوم، وعلى إحراز الهدف الموعود، وفى الدقيقة 78 سجل الأهلى لهدف التعادل عندما لعب على معلول ضربة ركنية قابلها محمد عبدالمنعم بضربة رأس بارعة، مسجلا هدف التعادل.. وهنا من واجب الأهلى أن يشكر جمهور الوداد على تلك الدقائق التى منحت لاعبيه فرصة تنظيم الأفكار والأداء والثقة والروح والتصميم..
** فوز الأهلى فى مجموع المباراتين مستحق. أليس النهائى من شوطين مدتهما 180 دقيقة، ألم يفز الأهلى فى القاهرة 2/1 وتعادل فى الشوط الثانى بالمغرب 1/1. ألم يكن هدف الوداد الوحيد فى مرمى الشناوى هدفا مسلوقا، ساذجا بينما كان هدف الأهلى ملعوبا يستحق الفرحة والتصفيق..؟
** فى مباراة القاهرة لعب الأهلى وهاجم وسيطر فى الشوط الأول، وتفوق أيضا فى الدقيقة 59 بالهدف الثانى، ثم لعب الوداد، وكان ما تبقى من المباراة هو أفضل ما قدمه الفريق المغربى الشقيق فى مجموع المباراتين، لأنه فى الدار البيضاء، وبتكتيك مدربه البلجيكى ظل حريصا على عدم إحراز الأهلى لهدف فأصابه هذا الهدف فى الشوط الثانى. بينما عجز الوداد عن تهديد مرمى الأهلى منذ بداية المباراة، أعنى تهديدا حقيقيا. ولاشك أن بطل أفريقيا أخطأ عندما تراجع للدفاع أمام منطقة الجزاء وهو الأمر الذى أكده مارسيل كولر فى مؤتمره الصحفى بعد الانتصار الكبير. وكان ضروريا التقدم وبدء الدفاع من دائرة منتصف الملعب، وهذا ما فعله الوداد فى مواجهته الحاسمة، حيث ضيق المساحات، وضغط على أى لاعب من الأهلى الذى لم ينجح فى الخروج بالكرة وممارسة التمرير بدقة.
** تغييرات كولر قلبت موازين المباراة بإشراك أفشة وعبدالقادر ومحمد شريف ورامى ربيعة والسولية. وشخصية الأهلى تجلت بالتصميم على اللقب وسط أجواء وصفتها صحف مغربية قبل المباراة مباشرة بمانشيت يقول: «الوداد يتوعد الأهلى بإياب كالجحيم».. ولا يوجد فى الرياضة جحيم، ولا فى كرة القدم جحيم، ومع ذلك قد يجوز السؤال الآن: «من الذى عاش فى الجحيم»؟!
** المباراة مثل مباريات الشمال الأفريقى دائما. المساحات فيها قليلة، والاشتباكات فيها كثيرة، والعصبية فيها شديدة، واللعب يتوقف أكثر مما يمضى، والجمهور يزأر بحثا عن فوز قد يأتى ويزأر إذا لم يأتِ. والحكم الأفريقى ما زال كما هو يتأثر بالأجواء، ويجامل أصحاب الأرض، ويتغاضى عن عصبية اللاعبين، وتغاضى عن طرد حسين الشحات، وكان ذلك دليل ضعفه وليس دليل مجاملة أو مواءمة للاعب أو للأهلى.
** المهم أن الأهلى توج باللقب وسط أجواء صعبة وأمام منافس عنيد ويملك الكثير من المهارات، لكنه تأثر بالضغط الذى تعرض له طوال أيام. وقد سجل بطل أفريقيا العديد من الأرقام القياسية. 11 بطولة، وثانى فريق يملك ألقابا قارية فى العالم بعد ريال مدريد، وهى البطولة الرابعة لكولر فى 9 أشهر، ويقترب من بطولته الخامسة وهى الدورى، وتنتظره بطولات أخرى سوف يشتبك بها هذا الموسم، كما أن الأهلى سادس فريق يتأهل لكأس العالم للأندية.. وكل هذا يستحق عليه الأهلى ألف مبروك.. نشرت الفرحة فى الربوع والنجوع، وفرحتنا..