بقلم - حسن المستكاوي
** كانت آخر مرة جذب فيها الدورى الأمريكى لاعبًا يحظى بمثل نجومية وشهرة ميسى عندما انضم دافيد بيكهام إلى لوس أنجلوس جالاكسى فى عام 2007.. وسبق أن تكررت عملية عبور الأطلنطى من أجل كرة القدم فى حقبة السبعينيات من القرن الماضى عندما سافر العديد من النجوم إلى الولايات المتحدة من أجل المساهمة فى نشر اللعبة، وكان هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى السابق ومستشار الرئيس للأمن القومى أحد الذين أثروا فى إغراء نجوم مثل بيليه وبيكنباور وشيناجاليا وجورج بيست وغيرهم على الهجرة إلى بعض الأندية الأمريكية لاسيما نيويورك كوزموس الذى ودع به بيليه ملاعب كرة القدم وقرر الاعتزال.
** اختار ميسى الاتجاه إلى إنتر ميامى لعدة أسباب كما قال، وفى مقدمتها «راحة البال، والابتعاد عن ضغوط المنافسات الأوروبية والأضواء المسلطة عليها، بجانب أنه من عشاق دافيد بيكهام مالك النادى الأمريكى، كما أن ميسى يمتلك عقارات فى ميامى، وهو وجد عرضا مغريا لأن يكون شريكا مع شركات ومحطة تليفزيون لنقل المباريات، وأنه فعل تلك الخطوة من أجل أسرته، وهو يرى الولايات المتحدة فرصة للراحة الذهنية. ويلعب فريق ميسى الجديد مبارياته على ملعب مؤقت سعته 18 ألف متفرج فى فورت لودرديل.
** عاطفيا كان ميسى يتمنى العودة إلى برشلونة، ولكنه وجد أن عودته تفرض على النادى الإسبانى الذى نشأ به وأصبح نجما وأسطورة تخفيض راوتب لاعبيه والاستغناء عن بعض اللاعبين الآخرين، وقال ميسى إنه رفض ذلك، حتى لا يكون سببا فى إيذاء أى لاعب، كما أنه يفضل أن يكون مصيره بيده وليس بيد أى نادٍ أو شخص آخر. وأكد ميسى أنه تلقى عروضا من السعودية، وبعضها وصل إلى 400 مليون يورو لكنه اتخذ قراره بعيدا عن الفرص المالية التى عرضت عليه.
** هناك أيضًا تقارير تفيد بأن ميسى، مثل بيكهام، سيُعرض عليه فرصة لامتلاك فريق فى الدورى الأمريكى عندما يقرر الاعتزال، بحيث يمتلك ويمارس إدارة اللعبة التى عشقها وتألق فيها وأصبح أحد أساطيرها. ويذكر أن إنتر ميامى كان أقال مدربه السابق فيل نيفيل بسبب سوء النتائج، حيث يتأخر بفارق ست نقاط عن المركز التاسع. لكن انتقال ميسى إلى إنتر ميامى سوف يساهم فى تعزيز شعبية النادى، الذى سوف يتابعه ملايين المهاجرين من أمريكا الجنوبية، لاسيما من الأرجنتين أو من الإسبان وأصحاب الأصول الإسبانية، ومعروف أن جماهير المهاجرين هم وراء تسجيل كأس العالم فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 أعلى معدل حضور جماهيرى فى تاريخ البطولة التى حضر مبارياتها 3.6 مليون متفرج، رغم أنها شهدت مشاركة 24 منتخبا للمرة الأخيرة، قبل أن يرتفع العدد ليصبح 32 منتخبا بداية من عام 1998. كذلك سجلت بطولة أمريكا رقما قياسيا جديدا فى معدل الحضور للمباراة الواحدة والذى بلغ ما يقارب 69 ألفا لكل لقاء، محطما بذلك الرقم السابق، والذى بلغ 51 ألفا فى كأس العالم 1966. وتلك أرقام لم تحققها أية بطولة بعد.
** هكذا هاجر النجم الأرجنتينى البالغ من العمر 35 عاما إلى الحلم الأمريكى بحثا عن راحة البال والراحة الذهنية، والاستقرار والحياة هناك من أجل أسرته وبعيدا عن ضغوط وأضواء كرة القدم فى أوروبا.